الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

في ذكراه.. لماذا عاتب "بيرم" تونس؟

 الشاعر الكبير بيرم
الشاعر الكبير بيرم التونسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عالج الشاعر الكبير بيرم التونسي في قصائده الشارع المصري، وانحاز للمستويات الشعبية، مهاجما كل أشكال الظلم، فأصبح صوت المعدمين الساخر والمعارض، غاص في أعماق شرائح الشعب المختلفة من خلال فتح النقد اللاذع لسلبيات المجتمع، وتألق كناقد سياسي في مناقشة مشاكل الحياة السياسية في مصر وهاجم القصر والاستعمار هجوما عاد عليه بالنفي والطرد من البلاد.
بيرم، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم السبت، كان من جيل الرواد والآباء للقصيدة العامية، وخطا بها خطوة كبيرة مما جعلها صوتا قابلا للتطور على يد آخرين جاءوا من بعده، لتقف بقوة إلى جانب قصيدة الفصحى دون تخاذل أو خجل.
نفي بيرم من مصر إلى وطن أجداده في تونس عام 1920، بسبب قصيدة هاجم فيها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد، وما إن وصل إلى تونس حتى بحث عن أهل أبيه، ولكنهم طردوه ولم يساعدوه، وحاول الاتصال ببعض الكتاب التونسيين للاشتراك معهم في إصدار صحيفة، لكنه فشل لكونه مشاغبا جاء إلى تونس على خلفية مهاجمة القصر والإنجليز، ولم يستطع ممارسة أي نشاط صحفي أو سياسي طوال فترة إقامته، فاشتغل في بعض المحلات التجارية، ثم اكتشف أن البوليس بدأ يضيق الخناق عليه، ويتتبعه في كل مكان يذهب إليه، فيقرر الرحيل من تونس بعد أربعة أشهر.
بيرم الذي اشتهر بلقب التونسي نظرا لأصول أسرته التي جاءت من تونس لتسكن الإسكندرية، عندما ذهب إليها أنكرته، ولم يسترح بها، وقرر مغادرتها إلى فرنسا.
وكتب بيرم عن تلك المعاناة قصيدة يقول فيها:
الأولة آه
والتانية آه
والتالتة آه
الأولة مصر، وف مصر قالوا تونسي ونفوني
جزات الخير وإحساني
والتانية تونس، وفيها الأهل جحدوني
وحق الغير ما وافاني
والتالتة باريس، وف باريس جهلوني
وأنا موليير في زماني
الأولى أشتكيها للي أجرى النيل
والتانية لطَّشْتْ فيها ممتثل وذليل
والتالتة دمعي عليها غرَّق الباستيل