الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

جواسيس الملالي.. 30 ألف عميل إيراني في 40 دولة.. العملاء يمارسون نشاطهم سرا كدبلوماسيين.. وطهران تُسند المهام الاستخبارية لـ"قوة القدس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى دراسة جديدة للباحث فراس إلياس، يشير إلى أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية الحديثة تتكون من عدة مؤسسات رئيسية كوزارة الإعلام، وزارة الاستخبارات والأمن الوطني، جهاز الاستخبارات العسكرية ومكافحة التجسس، وزارة الإعلام، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، جهاز استخبارات قوة القدس وغيرها من الأجهزة الاستخبارية الفاعلة والنشطة. وتمتلك هذه المؤسسات الخدمات والمهنيين والخبراء، المجهزين جيدًا بأدوات متقدمة تقنيًا من الولايات المتحدة واليابان وأوروبا، فعلى سبيل المثال، لدى وزارة الاستخبارات والأمن الوطني « فريق عمل يتكون من ٤٠٠٠ موظف، ونحو ثلاثين ألف عميل فى أكثر من ٤٠ دولة، وتشارك فى العديد من الفعاليات الاستخبارية المحلية والدولية، إلى جانب جهاز استخبارات قوة القدس، بما فى ذلك جمع المعلومات الاستخبارية على المعارضين، ومكافحة التجسس، وجمع المعلومات عن البلدان المجاورة، وما شابه ذلك، هذا إلى جانب أن الاستخبارات العسكرية والاستخبارات المضادة، مسئولة عن دعم مكافحة التجسس لكل هياكل «القوة» فى إيران.

إن الحرس الثوري، حاله حال الجيش الإيراني، يتمتع بالضوابط ذاتها فى زمن السلم وزمن الحرب، كما أنه يتميز بتطور المعدات التقنية ومستوى الموظفين وقدراته الفائقة، واستيعاب أفضل المجندين لوحداته القتالية، وتساعده فى ذلك جامعة الإمام الحسين، وتعد قوة القدس بمثابة القوة الضاربة ضمن هيكل القوات الخاصة بالحرس الثوري الإيراني، إذ تضطلع قوة القدس بمهام تتعلق بحماية المصالح الإيرانية فى الخارج، باستخدام أساليب محددة، كما يعمل موظفو جهاز استخبارات قوة القدس تحت غطاء قانونى «كدبلوماسيين وملحقين عسكريين»، أو كمهاجرين غير شرعيين، والمهام الرئيسية له: إجراء الاستطلاعات التجسسية، وإنشاء شبكات عملاء من خلال تجنيد الإسلاميين المحليين، وأولًا وقبل كل شيء فى الشتات الإيرانى فى أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا وأفريقيا، وفى البلدان التي يتأصل فيها الشيعة، اللبنانيون تحديدًا، وتعتمد هذه الخدمات الإيرانية الخاصة على شبكة من المساجد المحلية، والمدارس الدينية، والمنظمات الثقافية والخيرية، وحتى شبكات غسيل الأموال والمخدرات وغيرها، إذ يساعده فى هذه المهمة الأجهزة الاستخبارية التابعة لحزب الله اللبنانى هناك.
على سبيل المثال، لتنفيذ أكثر العمليات حساسية - كعمليات التصفية فى أوروبا وآسيا- تستخدم إيران مهاجرين من لبنان لتنفيذ أعمال إرهابية، وبشكل عام تفضل العمليات الإيرانية الخاصة، الاعتماد على الأقليات القومية أو الدينية، ففى تركيا تعمل الاستخبارات الإيرانية مع الأكراد أو العلويين، وفى لبنان مع العرب الشيعة، وفى المملكة المتحدة مع الأيرلنديين، وفى كل مكان، ودائمًا يتم إعطاء الأفضلية للشيعة أو المسيحيين على الآخرين، وكقاعدة عامة، يتم دعم الهنود الإيرانيين والطاجيك وغيرهم من القوميات الأخرى، ثم الساميون والأتراك، الذين لا يُستخدمون إلا إذا لم يكن هناك من يعتمد عليهم، وعلى هذا النحو.

وبفضل المزيج المتنوع للمؤسسات الاستخبارية الإيرانية، تتمتع إيران اليوم بنفوذ قوى فى جميع دول الشرق الأوسط تقريبا، وفى العديد من الدول الأفريقية، وفى أفغانستان وباكستان وطاجيكستان، بالإضافة إلى ذلك، يمتد التأثير الإيرانى إلى المنظمات والمجتمعات الإسلامية فى جنوب شرق آسيا، والأمريكتين الشمالية والجنوبية، وأوروبا الغربية.
ويقول إلياس فى دراسته لدى إيران العديد من الشبكات الاستخبارية فى العديد من بلدان الخليج والشرق الأوسط، خصوصًا فى البلدان التى يوجد فيها أقليات شيعية كالسعودية والكويت والبحرين، فخلية العبدلى الاستخبارية التى تم الكشف عنها فى الكويت العام ٢٠١٥، مثل واضح على الكيفية التى تعمل بها الاستخبارات الإيرانية فى دول الخليج، هذا إلى جانب الدور الذى تلعبه سرايا الأشتر والمختار فى إرباك الأوضاع الأمنية فى البحرين، كما تنشط العديد من الشبكات الاستخبارية الإيرانية فى بعض دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية أو شرق آسيا، تحت أغطية دينية وإنسانية وثقافية وغيرها، والتى تشكل بمجملها تحديات كبرى تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، على اعتبار أن الجهد الاستخبارى الإيرانى وصل إلى تخوم الأمن الوطنى الأمريكي، خصوصًا فى كوبا وبوليفيا وفنزويلا والبرازيل، وفى يوليو ٢٠١٣، قدمت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا إلى الكونجرس الأمريكى يزعم أن النفوذ الإيرانى فى أمريكا اللاتينية آخذ فى التضاؤل، مشيرًا إلى عدم الحاجة إلى تغيير نهج الولايات المتحدة هناك، وطعن أعضاء بالكونجرس، وخبراء أمريكيون ودوليون فى الاستنتاجات الواردة فى هذا التقرير، استنادا إلى الأدلة المتزايدة على ما هو عكس هذا الاتجاه، بما فى ذلك ازدياد الاتفاقيات الثنائية، والبعثات الدبلوماسية، وتعاظم وجود عملاء من وزارة الاستخبارات والأمن الوطنى الإيرانية، والحرس الثورى الإيراني، وفيلق القدس.