ما زال الأحياء الهادئة تئن، وينزف دمائها، فمن الحين والآخر نستيقظ على دماء جديدة ما زالت تنزف على حساب أرواح وضحايا وقتل الآباء للأبناء، فمن الرحاب إلى سخا تتشابه الوقائع وتتعدد الضحايا وتتشابه الأسباب ويربط بين الحوادث خيط "المرض النفسى".
هزت حادثة مقتل أسرة كاملة مكونة من أم وأبنائها الثلاثة تم العثور على جثثهم مذبوحين داخل شقتهم بمحافظة كفر الشيخ قلوب المصريين في اللحظات التي كان يبدأ الجميع فتح صفحات جديد في حياتهم مع بداية العام الجديد.
فقد تمكنت مباحث مديرية كفر الشيخ، من حل لغز مذبحة الحي الهادئ في منطقة سخا بكفر الشيخ، وفجرت مفاجأة، بأن الزوج هو مرتكب هذه الجريمة البشعة بحق زوجته وأطفاله الثلاثة، بقتلهم بدم بارد بزعم شكه في سلوك الزوجة.
واعترف القاتل أمام المباحث والنيابة بجريمته، وقام بتمثيلها بكل هدوء ودون تردد داخل الشقة، وبسؤال "الزوج"، أقر أن القتلى هم، منى فتحي السجيني، ٣٠ سنة، إخصائية تحاليل بأحد المعامل الخاصة سابقًا، وأطفالها عبدالله الصف الثاني الابتدائي "8 سنوات" وليلى 6 سنوات، أحمد 5 سنوات.
طبقًا لأقوال المتهم في تحقيقات المباحث، فقد قام بذبح أولاه الثلاثة، بعدما فكر في أن مستقبلهم وحياتهم والتي ستعتبر بائسة وضائعة بعد مقتل والدتهم على يد أبيهم، قائلًا: "مستقبلهم سيكون أسود وستكون الحياة صعبة عليهم بعدما يعرفون حتمًا بما حدث لذا قررت التخلص منهم رحمة بهم وخوفًا على مستقبلهم المظلم..
وتبقى تلك الحادثة الأغرب حتى الآن، فالكثير من الحوادث التي تحدث ونسمع عنها كل يوم لم تكن بتلك البشاعة، كما أن أغلب تلك الحوادث تحدث أما في مناطق شعبية يسيطر عليها الجهل والفقر ويقوم بها المدمنين أو للثأر، ولكن رغم أن حادثة كفر الشيخ تلك التي أرتكبها زوج وأب متعلم ويعمل طبيب ولكن العلم لم يمنعه من ارتكاب الجريمة.
قالت الدكتورة منال زكريا أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، بأن مرتكب هذه الجريمة يعتبر شخص غير لائق نفسيًا، وغير قادر على أن يتكيف مع الظروف المحيطة بها.
وتابعت:ثقافتنا القائمة على الكبت والضغوط وعدم التنفيس ساهمت فى زيادة الجرائم، فرغم أننا جميعًا نتعرض لضعوط نفسية وعصبية من الظروف المحيطة ولكن يستطيع الأشخاص التسوية فى الأمور والأحداث، إلا أن البعض الأخر ينجرف مع الانفعالات القوية.
وأضافت بسمة سليم "الباحثة في علم النفس": أنا حالة مقتل الزوجة والأطفال على يد الزوج بكفر الشيخ بسبب الخلافات المادية نابع عن الاصابة بحالة هيسترية وتغييب للوعي الناتج عن عدم وجود وازع ديني أو عاطفة ابوية الأمر الذى دفعه لارتكاب هذه الحادثة البشعة.
وتابعت "بسمه": أن الحالة الهستيرية التى تصل بالشخص للخروج عن الوعى ليس سببًا كافيًا للقيام بمثل هذه الجرائم التى تهدد أمن وسلامة المجتمع.
وتابع الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، إن قتل العائلة بأكملها موجود في العالم كله وليست خاصة بالمجتمع المصري وترجع أسباب وقوع تلك الحوادث إلي وجود مرض نفسي، كما أن كونه طبيب ويتعامل مع الدماء والجراحات كثيرًا واعتاد عليهم فلم يتردد وهو يقوم بقتل الام ومن ثم الأطفال، ويمكن ايضًا أن تكون الأسباب وراء الحادث هي كثرة المشاكل الزوجية بينه وبين زوجه.
وتابع صادق، أن كون الطبيب متعلم ولديه عقلية فكرية وثقافية تميزه بينه وبين سكان المناطق العشوائية التي يسيطر عليها الجهل والإدمان؛ ليس سبب لمنعه من ارتكاب الحادث، فالجريمة موجودة في كل مكان سواء في المناطق العشوائية أو الراقية، ولكن هناك تفاوت بين نسبة الجرائم من المناطق العشوائية تكون نسبة العنف بها عالية عن المناطق الراقية، وفي النهاية الجريمة موجودة في كل دول العالم وبين كل طوائف الشعب والأمراض النفسية تسيطر علي الناس في الوقت الحالي.
