الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أدباء: نتمنى ازدهار حركة الإبداع في العام الجديد

سعيد الكفراوي
سعيد الكفراوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بداية عام جديد تسعى فيه الدولة إلى مواجهة الإرهاب بالفكر والثقافة ورفع مستوى الوعى لدى المواطنين، ما يلقى عبئا كبيرا على عاتق المثقفين والأدباء لتنوير عقول المواطنين البسطاء وإنقاذهم من براثن الأفكار المتشددة والمتطرفة التى يسعى الإرهابيون لنشرها بينهم باسم الدين لخلق أجيال جديدة من التكفيريين، وتوطيد علاقة المواطن المصرى بالكتاب.
وتختلف الرؤية الإبداعية للعام الجديد ٢٠١٩ مع القاص العنيد سعيد الكفراوي، حيث يقول مبدع القصة القصيرة: «أحزن عندما أجد الكثير من الكتاب قد هجروا كتابة القصة متجهين إلى الرواية، ويعتبرونها تمهيدًا لكتابة الرواية، فى الوقت الذى ما أزال فيه متمسكًا بموقفى فى كتابة القصة القصيرة». ويضيف «الكفراوي»: «أما عن سبب عزوفى عن كتابة الرواية، فبعض الكتاب يعتبرون القصة استراحة ما بين رواية ورواية، فأصبحنا فى زمن خيبات الرجاء، وضياع الأوطان، وانتعاش الفكر اللاهوتي، الأمة تعيش زمن انهيارها العظيم، وحاولت الدخول لعالم الرواية حتى أتمكن من صناعة نهضة تحيا بها أجيال». ويستطرد «الكفراوي»: رحم الله «فرناندو بيسوا»، الذى قال أنتمى لجيل ورث الارتياب، وأنا دائمًا أرتاب فى الشائع، والخفاء منجاة فى زمن كثر ضجيجه حتى طفت جثث كثيرة على سطح الموج.
ويتابع «الكفراوي»: يجب أن يتغير الوضع الراهن لنصل إلى مرحلة التمام فى شراء الكتب، وما زلت أنتظر أن يصل الكتاب إلى مرحلة أن يشتريه القارئ دون قراءة عنوانه، لأنه يثق فى جودته، وهذا حق القارئ بالفعل على هيئة الكتاب التى هى ملك للشعب المصري، وكل التمنى أن تتغير حركة الإبداع فى الفترة المقبلة لتنهض مصر بكتابها وأدبائها، وعلى الدولة الدور الأكبر فى القيادة الفكرية لتزهو حركة الإبداع فى ٢٠١٩، وننقذ ما يمكننا إنقاذه، يجب على الدولة التخلى عن التافهين والمبدعين الوهميين الذين يمتلكون بضعة آلاف تسول لهم أنفسهم بأن طباعة أوراق مكتوبة بدون مهنية تجعل منهم كتابا أو أدباء، فهذا يجعلنا نرجع للخلف ولا نستطيع التقدم أدبيًا.
أما الدكتور حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي، فيرى أن الإبداع لن ينتهي، وهناك عدد من كتاب القصة الممتازين والروائيين أيضا، منهم محمد المخزنجي، ومحمد إبراهيم طه، وغيرهما من الذين يقتربون فى كتاباتهم من عالم الكتاب العمالقة فى الأدب، ولكن هذا لا يعنى تكرارهم تجربة أحدهم غير القابلة للتكرار.
وأضاف «حمودة»: «أتصور أن هذا شيئا طبيعيا جدا، فهناك كتاب يمكن أن يمثلوا امتدادا لهم وإعادة إنتاج لما أنتجه هؤلاء الكتاب فى تاريخ الكتابة المصرية، ولكن يبقى دور الدولة مجمدا تجاه هؤلاء المبدعين، ولن يتغير ٢٠١٩ عن بداية ٢٠١٨، وسيبقى العام الجديد حاملا أمنيات الجميع من الكتاب والنقاد وأيضا دور النشر، لكى نرى بأعيننا كلمات تنم عن بقاء الهوية المصرية، ومازلنا نحتفظ بتراثنا الأدبى والذى سيبقى منبر الإبداع».
وكان الإبداع عند الدكتور حسن طلب فائقا، فقد قدم العديد من الإبداعات حول تقدم الحركة الأدبية والفكرية، فقال: «أظن أن تراكم الفساد فى الإدارة الثقافية منذ عصر فاروق حسنى إلى وقتنا هذا؛ ومن بعده العديد من القيادات الفاسدة، ولا أستثنى أحدًا ممن تولوا قيادة الحركة الثقافية فى مصر، والاعتماد على سياسة المنح والمنع، وتقريب أهل الثقة من الموالين دون أهل الكفاءة؛ كل هذا الميراث الثقيل من تقاليد الإدارة الفاسدة، سيحتاج إلى وقت طويل وإرادة صلبة حاسمة كى نتخلص منه تماما».
وأكمل «طلب»: «أتمنى من الجميع أن يعيشوا حياتهم كما ينبغي، لا كما يرسمها لهم الآخرون، خذوها بالجدية التى تستحقها فنحن لا نعيش مرتين: أحبوا بمنتهى الجد فالأعوام الماضية كانت شبه حياة خالية من المتعة والشغف، واعملوا بمنتهى الجد، وروحوا عن أنفسكم بمنتهى الجد؛ ولا تكونوا نسخا مكررة لا تجيد سوى المحاكاة والتقليد؛ حتى يستطيع الواحد منكم أن يقول بعد عمر طويل: «أشهد أنى قد عشت»، وأتمنى أن نعيش عصر الإفاقة من غيبوبة اللا وعى التى تمر به الحركة الثقافية والأدبية والحزن لا يفيدنا بشئ الآن، فقد أصبحت الثقافة فى مصر شبه عارية.