الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أدونيس.. الشاعر المتمرد

أدونيس
أدونيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وُلد الشاعر السوري أدونيس، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم، في عام 1930، بقرية "قصّابين"، قرب بلدة جَبَلَة شمالي غرب سوريا، في منطقة اللاذقية، ونشأ في بيئة ريفية، وفي جو عائلي تطبعه التقاليد العلوية الشيعية. 
وتعلّم في صغره القراءةَ والكتابة في الكتّاب، وحفظ على يد أبيه، في بيته، شيئا من الشعر العربي وشيئا من المأثورات المتصلة بتراث الطائفة العلوية. 
ولمّا بلغ الرابعة عشرة من عمره أُلحق بالمدرسة العلمانية الفرنسية، في طرطوس، مكافأةً له على نباهته وذكائه وموهبته الأدبية المتميزة.
وبعد 5 سنوات حصل على شهادة الباكالوريا، ثم تابع دراسته، ما بين 1950 و1954، بالجامعة السورية8، في قسم الفلسفة بكلية الآداب، حيث نال درجة الأستاذية بأطروحته عن "الصوفية العربية".
لم يكن "عليّ أحمد"، وهو اسم أدونيس الحقيقي، يُخفي اعتزازه بهذا اللقب، بل كان يبالغ في تقدير وزن هذا اللقب وبُعْده الثقافي الكوني، إذ كان يعتبر تغييرَ اسمه "الإسلامي" بآخر غير إسلامي تحررا من قيود هُويته المحدودة الجامدة، وانخراطًا في هُوية "كونية" لا حدود لها؛ يقول أدونيس، من حوار مع الفرنسي أندريه فيلتر: "بتغيير اسمٍ جِدّ إسلامي(علي) لصالح اسم لا علاقة له بالإسلام (أدونيس)، فإنما كنت أضطلع بالعبور إلى الكوني، بإمضائي بهذا الاسم، كنت أتحرر من تراث جامد، وأكتسب حرية أوسع.. وبهذا صرت قادرًا على أن أُدرج التراث العربي نفسه في حركة الثقافة الكونية.
وكان في شبابه عضوا مناضلا في صفوف الحزب القومي السوري الاجتماعي، الذي أسسه النصراني اللبناني أنطون سعادة سنة 1932.. وكان أنطون هذا من أعلام دعاة المذهب اللائكي اللاديني، على منهج سلفه فرح أنطون، فضلا عن أنه كان من دعاة فصل القطر السوري عن أمته العربية الإسلامية، وربطِه بأطلال الحضارة الفينيقية البائدة، وجعلِ مُثِله العليا في آلهة الأساطير المأثورة عن تلك التواريخ السحيقة 10. 
وفي لقاء صحفي وصف أدونيس، وقد كان في الرابعة والسبعين من عمره، عمله الحزبيَّ في سوريا بأنه كان "فترة طفولية ومدرسية"، وذَكر، في هذا اللقاء، أنه ترك العمل الحزبي منذ سنة 1961.
واستطاع أدونيس أن ينقل الشعر العربي إلى العالمية، ومنذ مدةٍ طويلة، يرشحه النقاد لنيل جائزة نوبل للآداب، كما أنه، بالإضافة لمنجزه الشعري، يُعدّ واحدًا من أكثر الكتاب العرب إسهاما في المجالات الفكرية والنقدية (راجع الفقرات اللاحقة) بالإضافة لاتقانه الرسم خاصة بالكولاج، ويعتبر البعض أن أدونيس من أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل.. فمنذ أغاني مهيار الدمشقي، استطاع أدونيس بلورة منهج جديد في الشعر العربي يقوم على توظيف اللغة على نحو فيه قدر كبير من الإبداع والتجريب تسمو على الاستخدامات التقليدية دون أن يخرج أبدًا عن اللغة العربية الفصحى ومقاييسها النحوية.
وصدرت بعض الدراسات النقدية عن إنتاج أدونيس الأدبي، ومنها كتاب بعنوان أدونيس بين النقاد قدمه المفكر العربي العالمي إدوارد سعيد فيه بأنه الشاعر العربي العالمي الأول.. كتب كثيرة تناولته بالنقد والتجريح، وكتب كثيرة وصفته محاورًا، رغم ترشيحه المتكرر من قبل بعض المؤسسات الثقافية لنيل جائزة نوبل، إلا أنه لم يحصل عليها.