الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في ذكرى ميلاده.. "حادث غريب" وراء تولي الخديوي إسماعيل حكم مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يصادف اليوم الإثنين 31 ديسمبر، ذكرى ميلاد الخديوي إسماعيل، خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، وصاحب أعظم إنجاز في تاريخ مصر الحديث، وهو حفر قناة السويس.
ولد الخديوي إسماعيل، الابن الثاني لإبراهيم باشا، في ٣١ ديسمبر سنة ١٨٣٠م، بقصر المسافر خانة بالقاهرة بمنطقة الجمالية، أولى والده اهتماما بالغا بتربيته وتعليمه، فتعلم مبادئ العلوم واللغات العربية والتركية والفارسية، بالإضافة الى القليل من الرياضيات والطبيعة، ثم أرسله والده بعد ذلك الى باريس لينتظم في سلك البعثة المصرية الخامسة، فانضم إلى تلاميذها، وكان من بينهم الأمير أحمد رفعت "شقيقه"، والأميران "عبد الحليم وحسين"، وهما من أنجال محمد علي.
كما نال في باريس حظا من العلوم الهندسية والرياضية والطبيعية، وأتقن اللغة الفرنسية تحدثا وكتابة، وبهرته باريس وما فيها من جمال وروعة، ومن هنا نشأت ميوله الفرنسية، التي لازمته طوال حياته، وجعلته يسعى جاهدا في جعل القاهرة باريس الثانية.
توفي الخديوي إبراهيم باشا، فآل الحكم للخديوي عباس الأول، ثم إلى سعيد باشا من بعده، ولم يكن إسماعيل يفكر أثناء حكم سعيد باشا، في أن يؤول الحكم إليه، فكان أخوه الأكبر الأمير رفعت، يحجب عنه العرش، ولكن حادثا فجائيا ساقته الأقدار سنة 1858، وأزالت العقبة أمامه، وتأهل لأن يكون وليا للعهد، وكان سعيد باشا أقام بالإسكندرية حفلة، دعا إليها أمراء البيت العلوي، فلبوا الدعوة ومن بينهم أحمد رفعت، واعتذر إسماعيل عن الحضور لوعكة صحية أصابته، وفيما كان الأميران عبدالحليم وأحمد رفعت عائدين الى القاهرة بقطار خاص مع حاشيتهما، سقطت العربة التي تقلهما في النيل عند كفر الزيات، فغرق احمد رفعت، ونجا عبدالحليم، فأصبح إسماعيل بعد غرق أخيه ولى عهد الأريكة المصرية بحكم نظام الوراثة القديم، وتوفي الخديوي سعيد، ليخلفه الخديوي اسماعيل ويتولى عرش مصر عام 1863.
وتمت في عهد الخديوي إسماعيل، إصلاحات لا ينكرها التاريخ، من إصلاح نيابي وآخر قضائي وكذلك إصلاحا اقتصاديا وإداريا، فمن بين أحد الإصلاحات النيابية، تحويل مجلس المشورة الذي أسسه جده محمد على إلى مجلس شورى النواب وأتاح للشعب اختيار ممثليه وافتتحت أولى جلساته في نوفمبر 1966.
وقام بتحويل الدواوين إلى نظارات، وعهد إلى نوبار باشا رئاستها، لتكون بذلك النظارة الأولى في تاريخ وزارات مصر، كما أنشأ مجالس محلية منتخبة للمعاونة في إدارة البلاد. 
أبرز الإنجازات في عهد الخديوي إسماعيل، 
- أصبح للمجالس المحلية حق النظر في الدعاوى الجنائية والمدنية.
- انحصار اختصاص المحاكم الشرعية في النظر في الأحوال الشخصية.
- إلغاء المحاكم القنصلية وتبديلها بـالمحاكم المختلطة.
- الانتهاء من حفر قناة السويس وإقامة احتفالات افتتاح قناة السويس.
- إنشاء قصور فخمة مثل قصر عابدين وقصر رأس التين وقصر القبة.
- إنشاء دار الأوبرا.
- إنشاء كوبري قصر النيل الشهير.
- استخدام البرق والبريد وتطوير السكك الحديدية.
- إضاءة الشوارع ومد أنابيب المياه.
ساهم في النهضة الاقتصادية للبلاد، فعمل على زيادة مساحة الأرض الزراعية، وحفر ترعة الإبراهيمية في صعيد مصر، وترعة الإسماعيلية في شرق الدلتا، وزاد مساحات الأراضي المنزرعة قطنا، كما أنشأ 19 مصنعا للسكر، وأصلح ميناء السويس وميناء الإسكندرية، وقام ببناء 15 منارة في البحرين الأحمر والمتوسط.
ساهم في نهضة التعليم المصري والثقافة، رفع ميزانية نظارة المعارف، كما وقف الأراضي على التعليم، ووضع قانون أساسي للتعليم، وكلف الحكومة بنفقات التلاميذ بمصر، وأنشأ دار العلوم للخريجين من المعلمين، كما ظهرت في عهده الصحف. 
توفي في ٢ مارس ١٨٩٥م في قصر إميرجان في إسطنبول الذي كان منفاه أو محبسه بعد إقالته على يد السلطان العثماني تحت ضغوط من قبل فرنسا وإنجلترا، ودفن في القاهرة بعد جنازة مهيبة.