الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مع بداية 2019.. ميكنة المنظومة الضريبية وأجهزة للرقابة على مبيعات المحال التجارية.. عادل عامر: ستحد من عمليات الفساد والتهرب..يسري طاحون: تطوير السيستم الإلكتروني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل وزارة المالية سعيها لزيادة الإيرادات خلال الفترة المقبلة عبر رفع كفاءة النظام الضريبي الذي يعد حجر الزاوية في زيادة الحصيلة الضريبية من خلال تطبيق شبكة التحصيل الإلكتروني وميكنة المنظومة الضريبية. 
والوزارة بصدد طرح مناقصة على الشركات العالمية المتخصصة لتوريد 20 ألف جهاز مزود بخاصية الاتصال الإلكتروني سيتم تركيبها في المحال التجارية والمولات ومعارض السيارات ووحدات البيع بالتجزئة للرقابة المباشرة واللحظية على المبيعات والتحقق من الالتزام بتحصيل ضريبة القيمة المضافة. 
وستكون تلك الأجهزة متصلة إلكترونيا بوحدة داخل مصلحة الضرائب بالإضافة إلى أجهزة مماثلة في المخازن للرقابة على المرتجعات منعا للتهرب الضريبي، وكان تركيب أجهزة تجريبية قبل عام في عدد محدود من المراكز التجارية قد أثبت نجاحا كبيرا في زيادة الحصيلة الضريبية، الأمر الذي دفع الوزارة نحو المضي قدما في تعميم تلك الأجهزة. 

وقال الدكتور محمد معيط وزير المالية، في تصريح سابق خلال نوفمبر الماضي، إنه تم طرح مناقصة تقدمت 5 شركات للاختيار فيما بينها لتنفيذ الإجراءات الضريبية الموحدة لضريبتي الدخل والقيمة المضافة، وخلال عامين ستكون كافة المأمورية الضريبية قد تم ميكنتها.
وتضمن تصريح وزير المالية، أن شبكة التحصيل الإلكتروني، والتي ستحدد رقم ضريبي خاص لكل ممول، سيتم تطبيقها اعتبارا من مايو المقبل.

استراتيجية الدولة
في هذا السياق قال الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاجتماعية، إن عملية الميكنة للخدمات الحكومية تأتي من ضمن استراتيجية الدولة التي اعتمدها خلال 2017، حيث أن عملية الميكنة ستحد من عمليات الفساد والتهرب الضريبي، خاصة ان تلك الأجهزة ستحد من تدخل الايدي العاملة الكثيرة التي تعوق عملية الإجراءات الضريبية.
وتابع عامر، أن عملية الميكنة ستساعد وزارة المالية في الحصول علي كافة المستحقات المالية والحد من التهرب الضريبي، كما أن خطة الدولة التي سيتم تنفيذها بداية 2019، من شراء الاجهزة وتركيبها وعمليات التدريب للتعامل معها وصيانتها، موضحا أن كل تلك الخطوات ستكون مكلفة للدولة ولكن إذا نظرنا للعائد المادي الذي سيعود علي الدولة بزيادة الإيرادات الضريبية الكبيرة جدًا، فإن الأجهزة ستكون مكلفة في البداية ولكن علي المدي البعيد ستكون أحد الأسباب لرفع مصر عدة درجات اقتصاديًا.
وأشار إلى أن نسبة نجاح عملية الميكنة ستكون مضمونة بشكل كبير خاصة وأن جميع الدول التي سبقتها في تلك الخطوة حققت زيادة كبيرة في إيراداتها الداخلية التي كانت تكبد الدولة الخسائر جراء عدم مقدرة الدولة في تحصيل القيمة الضريبة الحقيقة.

عملية ناجحة
وقال الدكتور يسري طاحون، أستاذ الاقتصاد بجامعة طنطا، إن عملية ميكنة المنظومة الضريبية موجودة في الدول الأوروبية كفرنسا وأمريكا وإنجلترا وغيرها من البلدان الأخرى، فهي بمجرد أن يتم بيع السلعة يتم تحويل الضريبة مباشرة لوزارة المالية، وتلك العملية ناجحة في الدول الاوروبية بشكل عظيم.
وتابع طاحون، أن نجاح تلك العملية متوقف علي تطوير السيستم الإلكتروني ليتم عمل النظام بشكل ناجح، فكثيرًا ما نعاني من عدم عمل السيستم بشكل جيد في البنوك أو عملية التموين، فهل يمكننا عمل منظومة جديدة مميكنة بشكل كامل مثل الدول الأوروبية ونحن نعاني من سوء الخدمة في البنوك وغيرها التي تعمل بطريقة الميكنة؟ فإن عملية آلية مثل تلك تحتاج إلى طاقة بشرية كبيرة لمتابعة العملية والإشراف عليها باستمرار.
وأكد أستاذ الاقتصاد أنه إذا تم تطبيق المنظومة بشكل صحيح ستشتعل ثورة كبيرة جدًا لمحاربة التهرب الضريبي الذي تعاني منه الدولة وتكبدها خسائر بالمليارات كل عام، إضافة إلي زيادة الإيرادات الضريبية بشكل كبير، ولكن يجب أن يكون هناك استعداد للتعامل مع المنظومة الألية وإدارتها وتشغيلها بشكل جيد وميسر يعمل علي رفع مكانة الدولة.