الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مجاهد الجندي.. مؤرخ الأزهر

مجاهد توفيق الجندي
مجاهد توفيق الجندي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحل الدكتور مجاهد توفيق الجندي أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية اللغة العربية - جامعة الأزهر، وعضو اتحاد المؤرخين العرب، وعضو اتحاد الآثاريين العرب، وعضو اتحاد كُتَّاب مصر، وعضو الجمعية المصرية للحفاظ على التراث المصري، وعضو جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية والمعاصرة بوزارة الثقافة المصرية، والملقب بـ (مؤرخ الأزهر)، وذلك عصر يوم الأربعاء 17 ربيع الثاني 1440هـ/ 26 ديسمبر 2018م، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 76 عامًا، قضاها في العلم والبحث والتدريس والتوثيق والتأليف.
ولد الدكتو مجاهد توفيق علي الجندي في 9 يناير عام 1942م بقرية بِلُوس الهوى – مركز السنطة - محافظة الغربية، وتتلمذ على كبار علماء عصره أمثال الدكتور بدوي عبداللطيف رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور محمد الطيب النجار، والدكتور عبد العزيز غنيم، وكان شغوفًا بالتربية الإسلامية والتأريخ لها، وتميزت كتاباته بالموسوعية والتوثيق بالوثائق النادرة، حيث ألَّف عدة موسوعات من أبرزها: دراسات وبحوث جديدة في تاريخ التربية الإسلامية، وموسوعة تاريخ الأزهر الشريف في الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر، وموسوعة الجامع الأحمدي شقيق الجامع الأزهر، وموسوعات في الكتابة العربية والفنون الإسلامية، وكان رحمه الله شغوفًا بالكتابة الموثقة بالوثائق النادرة عن العلماء والأدباء والمفكرين، وقضى عمره متجولا بين القرى والنجوع في شتى ربوع مصر لجمع معلومات عن العلماء والأدباء وتوثيق تراثهم..
واتسمت شخصيته بالبساطة والتواضع والعفاف وحب الناس والكرم والسخاء لدرجة أنه يكاد يخرج اللقمة من فمه ليعطيها للآخرين، وكان منفتحًا ومستنيرًا على شتى التيارات الفكرية والثقافية، وكان من الخطاطين المصريين المهرة، ويجيد العزف على آلة الناي، وكان من أرباب الصوت الجميل الخاشع بالقرآن العظيم، وكان رحمه الله رائدًا في تشجيع ورعاية طلاب العلم الوافدين من شتى البلاد للدراسة في الأزهر الشريف، يحنو عليهم ويحقق أمانيهم، ويدبر أمورهم حتى لا يشعرون بآلام الغربة، وكانت مكتبته وبيته مفتوحًا لهم ولطلاب العلم على الدوام، وكان دائمًا ما يبعث الأمل في النفوس بعباراته الشهيرة: (الخير قادم الخير قام.. المستقبل يحمل الخير)، وكان دائما يحب التميز والتفرد في كتاباته وأبحاثه ومؤلفاته، يغوص ويغوص ويغوص؛ ليأتي للعالم بالجديد، ويقول لطلابه: (لا بد أن نترك المطروق، ونطرق المتروك) أي نبحث فيما تركه الناس ونبرع فيه، ولم يكن يخشى في الله لومة لائم.
كانت له آراء سديدة في آليات تطوير الأزهر الشريف، وكان رحمه الله من المقربين جدا لفضيلة الإمام الأكبر الراحل الشيخ جاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الشريف (رحمه الله)، وكان ممثلا لفضيلة الأكبر الراحل في كثير من المحافل الدولية وممثلا له في جامعة الدول العربية، وكان من أشد المدافعين عن القدس الشريف، ومن كبار المتضامنين مع الأخوة الفلسطينيين، وقد زامل الشيخ محمد الغزالي (رحمه الله) في التدريس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بمدينة قسنطينة بالجزائر فور افتتاح الجامعة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كما درَّس في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد وقضي هناك عدة أعوام، ودرَّس أيضا في الجامعات اليمنية والليبية وغيرها.
ونظرًا لدراساته وبحوثه المتميزة في وثائق الأزهر وغيرها، كرَّمه اتحاد المؤرخين العرب، وحصل على درع شوامخ المؤرخين العرب، وهذا الدرع لا يعطى لأي أحد، وإنما يعطى لأناس بذلوا مجهودات كبيرة وألفوا مؤلفات رصينة تنفع الأمة الإسلامية، وتفيد المكتبة العربية والإسلامية.
وكرَّمته الجزائر الشقيقة ممثلة في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بمدينة قسنطينة، في احتفالية كبرى على هامش انعقاد الملتقى الدولي حول الفكر الإصلاحي عند الإمامين عبد الحميد بن باديس وبديع الزمان سعيد النورسي.
وقد ترك الراحل العظيم عشرات المؤلفات العلمية ومئات الأبحاث المنشورة والتي ستظل منهلا لطلاب العلم والباحثين.
تشيع جنازته من الجامع الأزهر الشريف عقب صلاة الظهر مباشرة، ويدفن في مسقط رأسه بقرية بِلُوس الهوي مركز السنطة بمحافظة الغربية، ويقام العزاء في منزله هناك، رحمه الله رحمه واسعة وأسكنه فراديس الجنان.