الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

29 ديسمبر.. إحياء الذكرى الأولى لشهداء حلوان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تدشين مزارات جديدة تضم رفاتهم.. ونقل الجثامين من مدافن 15 مايو إلى كنيستى الشارع الغربى وأطلس


تقيم كنيسة مارمينا والبابا كيرلس بالشارع الغربى فى مدينة حلوان، وكنيسة الأنبا أنطونيوس بمنطقة أطلس، السبت المقبل 29 ديسمبر الجاري، الذكرى الأولى على شهداء الكنيستين الـ8، بالإضافة لشهيد الشرطة، الذين سقطوا صباح الجمعة 29 ديسمبر 2017، عقب انتهاء صلاة القداس الإلهى على يد إرهابى مسلح.
وعلى هامش مرور الذكرى الأولى، استعدت الكنيسة للاحتفال بأبنائها بتدشين مزار يضم جثامينهم وصورهم وما نشرته الصحف المصرية عن هذا الحادث الأليم من شهادات حية وصور للحادث، الشهداء هم: عماد عبد الشهيد 45 سنة، صفاء عبد الشهيد 43 سنة، وديع القمص مرقس 65 سنة، إيفلين شكر الله 52 سنة، وجيه إسحق 90 سنة، نرمين صادق 35 سنة، رضا عبد الرحمن 45 سنة من القوة الأمنية.
من جانبه، قال القس صرابامون فاروق، راعى كنيسة مارمينا والبابا كيرلس بحلوان؛ إن المزار تم تدشينه بالقاعة داخل المبنى الخدمى التابع للكنيسة. وسيحضر أهالى الشهداء صلاة قداس الذكرى الأولى وعدد من المواطنين.
وتم نقل رفات الشهداء السبت الماضى فى حضور الأنبا بسنتي، أسقف حلوان، والأنبا إرميا، الأسقف العام ورئيس مركز الثقافى القبطي، بالإضافة لأهالى الشهداء الستة أبناء كنيسة حلوان، ويتضمن المزار المخصص لهم فى المبنى الخدمى الملاصق للكنيسة، وعلى مساحة ٢٥ مترا، وتم تدشين المزار والذى اشتمل على صور الشهداء ورحلة الحادث منذ وقوعه وما نشرته الصحف والمواقع الإخبارية عن الواقعة، والصحف الورقية بالإضافة لآثار الحادث، أيضًا تم نقل جثامين شهيدى منطقة أطل، عاطف شاكر ٢٦ سنة، ورومانى شاكر ٣٨ سنة، إلى كنيسة الأنبا أنطونيوس بأطلس»، وشارك فى استقبال الجثامين مجموعة من الكهنة والشمامسة وأسرة الشهيدين وشعب الكنيسة بالمنطقة، وتم استقبالهم بالألحان والترانيم وتزينت الكنيسة بالورود فى استقبال شهدائها.
وقال القس صرابامون، المشرف على إنشاء المزارين، إن نقل الرفات هو يوم فارق فى تاريخ إيبارشية حلوان، وتابع قائلا «نشكر الله على كل شيء، وأن الكنيسة نالت بركة كبيرة بدماء الذين قتلوا على هويتهم الدينية بإطلاق النيران عليهم واستشهاد 9 منهم 8 أقباط وواحد من أبنائنا من رجال الشرطة.
وتابع أن الأنبا بسنتى بدأ التفكير فى إنشاء المزار للشهداء وتجهيزه حيث يضم المزار رفات الشهداء وبعض المتعلقات الخاصة بهم وبانوراما لمشهد الحادث بالصور وما كتب فى وسائل الإعلام، وتم إنهاء إجراءات استخراج الجثامين بعد موافقة وزارة الصحة.

لحظة وقوع الحادث
وقد تعرضت كنيسة مارمينا والبابا كيرلس بالشارع الغربى بحلوان صباح الجمعة 29 ديسمبر العام الماضى لإطلاق أعيرة نارية، تجاه الكنيسة من قبل مسلحين يستقلان «موتسيكل»، ما أسفر عن استشهاد شخص من القوة الأمنية المكلفة بتأمين الكنيسة وخمسة من أبناء الكنيسة بالإضافة لعدد من المصابين. كما تعرض محل أجهزة منزلية بشارع أطلس بمنطقة المشروع بحلوان، مملوك لشقيقين مسيحيين، لاعتداء آخر ما أدى إلى استشهادهم. وتمت صلاة الجنازة للشهداء مساء نفس يوم الحادث بمطرانية العذراء مريم بحلوان، وتم دفن الشهداء جماعيًا فى مدافن دير الأنبا برسوم بمدافن 15 مايو، وأقيم العزاء الشعبى بالمطرانية اليوم التالى فى حضور الأهالى والجيران وعدد من مسئولى المنطقة وآباء الكهنة بالكنائس المحيطة، وسيتم نقل الجثامين فى الذكرى الأولى لاستشهادهم فى مزار جديد داخل الكنيسة.

بطولات مصرية
فى حادث كنيسة حلوان سجل المصريين كعادتهم مواقف بطولية فى محاولة لإنقاذ أرواح بريئة داخل أو خارج الكنيسة.. من بين هؤلاء الأبطال كان الشاب «عبدالله أحمد» أحد شهود العيان أمام الكنيسة المستهدفة ذلك اليوم، فكان «عبدالله» شاهدًا منذ بداية وقوع الحادث، وتدخل بعد سقوط أمين الشرطة والسيدتين على باب الكنيسة، لإنقاذ الطفلة التى أصابها الذعر بعد سقوط والدتها التى جلست تصرخ بجوارها، وقام الشاب بتأمينها خلف سيارته.
ويتذكر عبد الله «أنه فى هذه الأثناء قام المُسلح بالتجول ذهابًا وإيابًا أمام الكنيسة بحثًا على ضحايا جدد، وبعد سقوط أمين الشرطة الأول قام زميله الآخر بغلق باب الكنيسة الزجاجي، ثم قام المسلح بإطلاق النار صوب الباب بشكل عشوائى وهو ما أسقط الشهداء داخل الكنيسة المتواجدين خلف الباب ومنهم أمين الشرطة الثاني».
يستكمل عبدالله شهادته كما سجلها لدى النيابة: «بعد الاطمئنان على الفتاة الصغيرة ذهبت للاطمئنان على السيدتين، وفوجئت بالمسلح قام مرة ثانية تجاهي، وقام بإطلاق النيران بشكل عشوائى تجاه زوج إحدى الشهيدتين، وقام هو والفتاة بالاختباء خلف السيارات المتراصة أمام الكنيسة، وتسللوا حتى وصلوا أمام باب الكنيسة حيث سقوط أمين الشرطة الأول، بعدها بدأت أصوات إطلاق الأعيرة النارية تتجه صوب الإرهابى المسلح على بعد 50- 60 مترا، وتم التعامل معه وإصابته من قبل الأمن.
يستكمل عبدالله: «ثم قمنا بنقل المصابين فى سيارتى الخاصة (ربع نقل) إلى مستشفى النصر، وبعدها قمت بنقل أمينى الشرطة إلى المستشفى.

ميكرفون المسجد
بالإضافة لـ«عبدالله» هناك آخرون كان لهم أدوارً بطولية لوقف مزيد من الشهداء والسيطرة على الأوضاع، فهناك أمين الشرطة «محمد السيد» الذى أسرع لغلق باب الكنيسة بعد بدء استهداف زميله، رغم استمرار الإرهابى بإطلاق الرصاص صوبه.
أما الحاج «مصطفى محمد» أحد أهالى حلوان، والذى سارع إلى الدخول لمسجد الدسوقى والواقع خلف الكنيسة، واستخدم الميكرفون لحث الأهالى على الدفاع عن الكنيسة. ومن خلال ميكروفون المسجد قام بالنداء على الناس للنزول والدفاع عن الكنيسة والاتصال بالشرطة والإسعاف.. فالإرهابى لم يفرق بين مسلم ومسيحى وهو يطلق النار بشكل عشوائى تجاه من يقابله فى الشارع.
أما المواطن صلاح الموجي، فقام بإصابة الإرهابى واستطاع شل حركته فور سقوطه على الأرض بعد إصابته فى قدمه، ثم قام بأخذ السلاح منه وضربه على رأسه حتى يفقده الحركة والوعي.
وكان «صلاح» مختبئا خلف كشك بجانب الطريق بسبب الأعيرة العشوائية، فى الوقت الذى كان فيه المسلح يتحرك بشكل طبيعى فى الشارع، ولا أحد يستطيع مواجهته أمام ضرب النار، واستطاع «صلاح» بحكم خبرته أثناء خدمته العسكرية التعامل مع الإرهابى بـ«ماسورة» السلاح الذى كان يحمله والتى كان بداخلها طلقة واحدة.

«بسم الصليب عليك»
قامت بمساعدة الإرهابى بعد سقوطه على الأرض، وقالت «بسم الصليب عليك، قوم.. حصلك حاجة!» بهذه الكلمات سألت الشهيدة «نرمين صاديق» أثناء خروجها من الكنيسة وحاولت مساعدة الإرهابى المسلح بعد سقوطه من على الموتسيكل، وكانت بصحبة ابنتيها وصرخت لمساعدته «بسم الصليب حصل لك حاجة؟» فما كان من الإرهابى الذى بمجرد رؤيته للصليب على عنقها، قام وسحب سلاحه وأمطرها بوابل من الرصاص. وصرخت الأم فى بناتها نسمة وكارين «اجروا انتوا»..

شقيقا أطلس
على بعد 10 دقائق بالسيارة، كان حادث استشهاد الشقيقين «عاطف وروماني» داخل محل عملهما لبيع الأدوات الكهربائية بشارع أطلس، قبيل الهجوم على كنيسة مارمينا بالشارع الغربي. حيث أخرج بندقية آلية من صندوق دراجته، وبدأ بإطلاق النيران بشكل كثيف تجاه معرض أدوات كهربائية المملوك للشقيقين. سقط أولًا عاطف الشقيق الأصغر، وبعد محاولات للدفاع عن النفس سقط رومانى جثة هامدة بجوار شقيقه.
ولم يستطع الأهالى الإمساك بالإرهابى بسبب إطلاقه أعيرة نارية بكثافة صوبهم. وقد كشف أحد الآباء الكهنة إن أحد الشهيدين أخبره منذ أسبوعين بأنهم وجدوا على محلهم «علامة»، وأن هناك تخوفا من أن يكون هذا تهديدا مباشرا من قبل متطرفين.
ومن مفارقات القدر أن عماد عبدالشهيد، أحد الشهداء، قتل أثناء خروجه من الكنيسة بعد انتهاء صلاة قداس الذكرى السنوية لوفاة نجله الذى توفى قبل عام، حيث تلقى رصاصة وهو حامل لصورة ابنه فى مدخل الكنيسة، واستشهدت أيضاَ شقيقته صفاء فى نفس اليوم.