الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التقصير أسوأ مراتب الفساد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس المفسد من يفتح يده للمرتشين فحسب، وليس فقط من يستخدم سلطاته وصلاحياته الوظيفية التي أوكلتها له الدولة ليجني بها مكاسب شخصية على هامش عمله، وليس هذا الموظف القابع على مكتبه بينما يفتح الدرج الخفي لأصحاب الخدمات ليدفعوا له نظير تخليص الخدمة التي هي أصلا من حق المواطن.
المفسد الأخطر في الجهاز الوظيفي للدولة، قد يكون نظيف اليد، لكنه متسخ الفكر وعاري العقل وسيئ السلوك والمسئولية، المفسد هو المقصر في حق عمله والمختفي طوال اليوم خلف عتبات مكتبه بعيدا عن الشارع وبحث خدمات المسئولين.
في واقعة ليست بعيدة، حضرت أحداثها بالتفصيل كان اللواء هشام آمنة يتابع عن كثب مشكلات مدينة وقرى إيتاي البارود حيث كثرت الشكاوى من سوء الخدمات دون تدخلات قوية من المسئولين، ما دفع المحافظ لاتخاذ قراره السريع بإقالة رئيس المدينة وضخ دماء جديدة لاقتراح حلول ورؤى جديدة.
ربما الرجل لم يكن فاسدا بالمعنى الذي يعرفه الرأي العام وتلاحقه القوى التنفيذية، لكن الحل كان نابعا من إيمان المسئول الأول في المحافظة بأن التقصير يجب أن يعالج، والمواطن يجب أن تصل إليه الخدمة في آنها دون تأخر أو تقاعس طالما أقرتها له الحكومة.
هذا بالتفصيل ما ندعو له ونؤكد عليه، أن يبقى في موقع المسؤولية من هو قادر على الإضافة ومتمكن من أدواته وأساليبه العملية، ومتنوع في حلوله ومتابع جيد لكل التفاصيل حول مهامه.
الرئيس السيسي قال ذات مرة أمام محافظ القاهرة "أنا عارف دخل مصر كام بالجنيه"، وهي جملة تتضمن رسائل كبيرة ومهمة لكل مسئول، أهمها الإلمام بالتفاصيل الكبيرة منها والدقيقة، وعدم الابتعاد عن العمل في الشارع، ومتابعة الأمور التنفيذية عن قرب.
إن مستقبل هذه البلاد لن يتقدم دون الإخلاص وتحمل المسئولية، ولن نستطع الوصول إلى النتائج المرجوة من خلال عمليات الإصلاح الإداري والاقتصادي والثقافي المتضمن لتنوير الفكر الشبابي، إلا من خلال مسئولين على قدر الثقة والمسئولية، مسئولون يهبون أنفسهم وتفكيرهم وأوقاتهم لصالح هذا الوطن، إن كلا منهم في مكانه لا يقل واجبا وأهمية عن هذا الجندي الصامد على حدود مصر مدافعًا عن تراب بلدها يذود عنها بروحه ودمائه.