الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

محور روض الفرج.. إنجاز قياسي بـ"شقا وعرق" آلاف المهندسين والعمال المصريين.. المدير التنفيذي: المحور نقلة تاريخية للمهندس المصري.. والقوات المسلحة أنهت عوائق التنفيذ

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أمام محطة مترو المظلات يواصل العمال إنجاز أعمالهم ووضع اللمسات النهائية فلم يتبق على افتتاح محور روض الفرج أكثر من ١٠٠ يوم تقريبًا بحسب تصريحات مسئولين بالمحور، فالعمال يشكلون «جيشا من النمل» ويتحركون فى كل اتجاه منهمكين فى عملهم كأنهم يسابقون الزمن فى قاعدتين يعلوهما أربعة أعمدة على كل قاعدة يوجد عمودان شامخان شاهقا الارتفاع قائمين فى وسط النيل، كأنهما ناطحتا سحاب تتدلى منهن كابلات ضخمة متصلة بجسم كوبرى معلق هو الأعرض فى العالم.

التقينا المهندس أحمد حسام، المدير التنفيذى للمشروع، الذى اصطحبنا إلى أعلى المحور حتى وصلنا إلى أعلى الجزء الأول، الذى تم تشييده من الكوبرى فوق النيل، والذى سيربط طريق روض الفرج ببعضه على جانبى النيل، وهنا كانت الدهشة فما رأيناه من الأسفل ما هو إلا واحد بالمئة من حجم الكوبرى والمحور، بالأعلى تشعر بعظمة وقوة لا يضاهيها شيء، وبالكاد تصدق ما تراه عيناك وتتسأل هل هذا المشروع حقيقة أم أنه خيال؟.
أشار «حسام» بيده للأعلى ناحية الأعمدة ليحدثنا عنها، نظرنا للأعلى فوجدنا العديد من العمال يتسلقون تلك الأعمدة ويعملون على توصيل الكابلات وربطها بها، وقال لنا إن الكوبرى قائم على قاعدتين أساسيتين يعلو كل قاعدة عمودان ضخمان طول الواحد منهما ١٠٠ متر، ويرتكز العمودان على قاعدة فى المياه قائمة على ٨٠ خازوقًا قطر الواحد منها ٢ متر، وعمق ٥٠ مترا تحت المياه، ويرتفع الكوبرى عن المياه ١٤ مترا مما يسمح بعبور المراكب النيلية مهما كان حجمها.

قال حسام، إن عقبات المرافق وتحويلات الطرق وغيرها واجهتنا، إلا أن تدخل رجال القوات المسلحة ممثلة فى الهيئة الهندسية تلاشت كل العقبات وفى وقت قياسى أنهينا عقبات تحويل كل المرافق من خطوط مياه وكهرباء وصرف صحى فى واحدة من أكبر مناطق القاهرة ازدحامًا، وكان الفضل هنا للرغبة الحقيقية لدى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من أجل تنفيذ المشروع دعمًا للشبكة القومية للطرق التى تعد أهم المشروعات التى تحظى باهتمام خاص من قبل القيادة السياسية.

يضيف المدير التنفيذي، وعن طبيعية إنشاء المحور، يقول «حسام»: «يبلغ عدد الكابلات التى تحمل جسم الكوبرى ١٦٠ كبلا، كما أن المسافة فى وسط الكوبرى بين القاعدتين طولها ٣٠٠ متر، وتعد تلك المسافة فتحة ملاحية خالية من الأعمدة، وتم الانتهاء من إحدى القاعدتين بنسبة ٦٠٪ والأخرى بنسة ٥٠٪، وما تبقى من العمل فى الكوبرى سينتهى خلال أول ٣ أشهر من العام الجديد٢٠١٩، وتأتى المرحلة الأخيرة والأهم للكوبرى قبل الافتتاح وهى الافتتاح التجريبى للتأكد من سلامة الكوبرى والتأكد بأنه متزن من جميع الاتجاهات، ويعد ضبط اتزان الكوبرى شيئًا طبيعيًا فى جميع الكبارى المعلقة على مستوى العالم، كما علينا أن نتأكد من انتهاء كل شيء قبل آخر خطوة، وهى تسليم الكوبرى وإعداده للافتتاح النهائي.

وبالانتقال إلى الكوبرى المعلق راح المدير التنفيذى يشرح آلية العمل اليومى فى المشروع قائلًا: بالنسبة لنظام العمل يتم بشكل متواصل على مدار ٢٤ ساعة، من خلال ورديتين يكون العمل فيهما ١٠ ساعات لكل وردية، وهناك ساعتان يتم خلالهما تبديل الشيفتات وتبديل العمال وطاقم العمل فيهما، ويتم خلالهما شرح ما تم إنجازه وخطة العمل لطاقم العمل الجديد، حتى يقوم طاقم العمل متابعة العمل من حيث انتهى، فموقع العمل يوجد به ٤ آلاف مهندس وعامل يعملون بالمشروع والمسئولية كبيرة على الجميع.

ويتابع حسام: «العمل بالنسبة للمهندسين المشرفين والمنفذين للمشروع يختلف عن مسئولية العمال، فبعض العمال يستطيع أن يعود لبيته فور إنهاء ورديته، ولكن بالنسبة لنا كمهندسين العمل يحتاج إلينا طوال اليوم فلا نستطيع ترك الموقع، الجميع يترقب ويطمئن على العمل باستمرار، والمشروع يختلف عن كل الكبارى والطرق فى العالم، حيث سيتم تسجيل الكوبرى فى «موسوعة جينيس»، فالكوبرى يعد أعرض كوبرى معلق عرفه الإنسان، حيث يبلغ عرضه ٦٤ مترًا ونصف، وسوف يتم زيادة ذلك العرض لمترين إضافيين ليكون عرضه النهائى ٦٦ مترا ونصف».

وأضاف المدير التنفيذي: «المشروع نقلة تاريخية للمهندس المصرى وإعادته لسابق عهده فكما نفتخر بأن المهندس المصرى القديم شيد الأهرامات وأعرق الحضارات، نرى اليوم المهندس المصرى يقوم بعمل غير مسبوق، فالعالم كله يترقب المشروع والجميع مندهش وبعض الدول أقدمت على تقديم عروض للعديد من المهندسين المنفذين للمشروع للعمل فى تلك الدول كماليزيا والنمسا ولكن الجميع أجل السفر وبعضهم رفضه حتى يتم الانتهاء من المحور.