الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

بدر شاكر السياب.. ثورة الشعر

بدر شاكر السياب
بدر شاكر السياب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الشاعر العراقي بدر شاكر السياب واحدا من الجيل الأول المؤسس لشعر التفعيلة، التي انتشرت من بعده في كافة أرجاء الوطن العربي، فهو رائد التجديد الشعري، رغم وفاته في سن مبكرة.
السياب، الذي تحل ذكرى وفاته غدا الإثنين، كان قد ولد في الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1926، وتوفي في الرابع والعشرين من ديسمبر من العام 1964، ولد في قرية جيكور التي أحبها حتى الثمالة وهي تابعة لقضاء "أبي الخصيب" في محافظة البصرة، فَقَد والدته وهو في السادسة من عمره، فكان لذلك أعمق الأثر في حياته.
أتمّ دروسه الابتدائية، وانتقل إلى البصرة وتابع فيها دروسه الثانوية، ثم انتقل إلى بغداد حيث التحق بدار المعلمين العالية، واختار لتخصصه فرع اللغة العربيّة وقضى سنتين في تتبّع الأدب العربي تتبّع ذوق وتحليل واستقصاء؛ وفي سنة 1945 انتقل إلى فرع اللغة الإنجليزية وتخرّج منه سنة 1948، وفي تلك الأثناء عُرف بميوله اليسارية كما عُرف بنضاله الوطني في سبيل تحرير العراق من النفوذ الإنجليزي، وفي سبيل القضية الفلسطينية.
أُسندت إليه وظيفة تعليم اللغة الإنجليزية في الرمادي، وبعد أن مارسها عدة أشهر فُصل منها بسبب ميوله السياسية وأودع السجن. ولمّا رُدّت إليه حريته اتجه نحو العمل الحر ما بين البصرة وبغداد كما عمل في بعض الوظائف الثانوية، وفي سنة 1952 اضطُر إلى مغادرة بلاده والتوّجه إلى إيران فإلى الكويت، وذلك عقب مظاهرات اشترك فيها.
وفي سنة 1954 رجع الشاعر إلى بغداد ووّزع وقته ما بين العمل الصحافي والوظيفة في مديرية الاستيراد والتصدير.
أدخل السيّاب على الشعر العربي ثورته التي قام بها في مجتمعه، فحوّله من نظام العروض الخليلي إلى نظام التفعيلة، وأخرج الأوزان القديمة من قواعدها المألوفة إلى أوزان أملَتْها عليه معانيه ونبضات وجدانه، وتصرف بالقوافي والتفاعيل وفقًا للمزاجيّة الشعريّة التي يوحي بها مقتضى الحال، هذا فضلًا عن التحليلات العميقة التي زخر بها شعره والتيارات الفكرية التي تأثر بها بحيث تروعنا في شعر السيّاب هذه الثروة الفكرية، وتلك الغزارة المعنوية، وذلك التدفق الهائج؛ وهذا العصف الفكري والعاطفي المرهَف، ثم تلك الواقعية اللفظية، والإلحاح على المشهد المثير واللفظة المعبّرة عن الثورة الحياتية المتفجرة، ثم أخيرًا تلك الرمزية التصويرية تستعين بالميثولوجيا والإشارات التاريخيّة التي تزيد الكلام حدّةً واتساعًا في الأفق.
وهكذا فالسيّاب شاعر التحرُّر وشاعر الحياة والعنفوان.