الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"بورسعيد 56".. من القصف الجوي والتهجير إلى قاطرة التنمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنا فى بورسعيد، وقبل 62 عامًا، سطر المصريون بشكل عام، وأهالى المدينة الباسلة والمقاومة الشعبية بشكل خاص، ملحمة نضالية، قاوموا فيها جيوش 3 دول، وحجبوا الشمس عن المملكة التى دائمًا ما كانت تتباهى بأنها لا تغيب عنها الشمس بسبب اتساعها وسيطرتها على أراض من مشارق الغرب إلى مغاربها، إنها المملكة البريطانية.


فقبل 62 عامًا، نجحت المقاومة الشعبية فى بورسعيد فى التصدى للعدوان الثلاثى الذى شنته الجيوش البريطانية والفرنسية والإسرائيلية، ردًا على تأميم مصر لقناة السويس، وأجبرتهم على الانسحاب بعد معارك شوارع. واليوم يمر على ذكرى انتصار بورسعيد 62 عامًا، وهو التاريخ الذى تحتفل فيه محافظة بورسعيد، بعيدها القومى «عيد النصر».
بورسعيد وأهلها شاهدة على أهم الأحداث التاريخية التى مرت بمصر، فمنذ نشأتها، وكان قدر أهلها، أن يدفعوا ضريبة الدم عن المصريين، فالمحافظة التى أنشئت كمدينة عام 1859 وكانت تسمى محافظة «عموم القنال» وظل تاريخها متأثرًا بتاريخ مصر متفاعلًا مع الأحداث الوطنية، فمن مقاومة الاحتلال البريطانى حتى تاريخ الجلاء عن أرض مصر عام 1956، ثم العدوان الثلاثى على مصر الذى برز فيه دور بورسعيد الفدائى حتى تم إجلاء المعتدين.
وتعتبر بطولة الفدائى محمد مهران، واحدة من أشهر البطولات لأبناء بورسعيد، خلال العدوان الثلاثي، فقد ضحى بعينيه فداءً للوطن، لعدم إفصاحه عن أسرار المقاومة الشعبية لضباط جيش الاحتلال، ويروى البطل قصته قائلًا: «كُلفت وزملائى من الفدائيين بالدفاع عن نقطتين هما: منطقة الجميل، ومطار بورسعيد، وهناك أصبت برصاصة فى رأسى وسقطت على الأرض مغشيًا عليّ، ووقعت فى الأسر، وطالبونى بإعطائهم معلومات عن أسرار المقاومة الشعبية، مُقابل الطعام والشراب، وعندما أخبرتهم أننى لا أعرف شيئًا وهتفت: تعيش مصر حرة كريمة ويحيا عبدالناصر سنهزمكم ونقتلكم، فكبلونى وأوسعونى ضربًا، ثم اقتلعوا عيني، ومن ثم نقلونى إلى بورسعيد، وبمجرد معرفة كمال رفعت، أحد الضباط الأحرار بوصولى مع جنود العدو بكازينو بالاس، مقر القيادة البريطانية، نفذ عملية فدائية باختطافى ونقلى إلى المستشفى العسكرى بكوبرى القبة بالقاهرة، وزارنى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وكرمني».
وعن بطولات زملائه الفدائيين، أكد ابن بورسعيد على أن هناك آلاف البطولات منها من سجلها التاريخ ومنها ما لم يعلم أحد عنها شيئًا حتى الآن، ولكن من أشهر البطولات «بطولة السيد عسران»، الذى علم بنبأ استشهاد شقيقه «محمد» على يد جنود الاحتلال، فقرر الانتقام لشقيقه، الذى اختطف ورفاقه قبل وفاته، الضابط البريطانى مير هاوس، ابن عمة الملكة، فجن جنون الاحتلال، وانطلق الميجور وليامز، للبحث عن الضابط ومختطفيه، إلى أن تمكن من قتل أخيه انتقامًا منه، فرصد «السيد» الميجور وليامز، وأثناء خروجه من إدارة البحث الجنائى بتقاطع شارعى النهضة ورمسيس، متجهًا نحو سيارته العسكرية، أشار له بورقة فى يدٍ ويده الأخرى تقبض على رغيف خبز بداخله قنبلة «ميلز» نزع فتيل الأمان الخاص بها، وعندما رأه وليامز يلوح بالورقة، ظن أنها تحتوى على معلومات مفيدة، وما إن اقترب «عسران» حتى ألقى بالقنبلة فى دواسة السيارة، وفر مسرعًا، قبل أن تمزق القنبلة الميجور الإنجليزي.
وأكد الفدائى البورسعيدى على أن المرأة البورسعيدية كان دورها قويًا لا يقل عن الرجال فى المعركة، ومنهم «فتحية الأخرس»، التى كانت تعمل ممرضة فى عيادة الجراح الدكتور جلال الزرقاني، ولكنها حولت العيادة إلى مأوى آمن للفدائيين. وشدد البطل محمد مهران على أن مصر حققت انتصارًا على عدوان ثلاثى جديد، فى عهد رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، متمثلًا فى جماعة الإخوان، والإرهاب، وانهيار الاقتصاد.

وارتبطت حرب العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦ فى ذاكرة أبناء بورسعيد بفترة «التهجير»، التى كانت تقصف فيها المدينة من الجو والبحر، ومن ثم وضعت خطة لتهجير الشيوخ والنساء والأطفال، وظل الشباب والرجال للدفاع عن بورسعيد إلى أن انتهت هذه المرحلة بعودة السكان لمدينتهم الباسلة فى مارس ١٩٥٧.
ويتحدث المؤرخ البورسعيدى ضياء القاضى، عن فترة التهجير، مشيرًا إلى أنه بلغ عدد المهجرين ٢٣٣ ألفًا و٤٤١ مواطنا، تم توزيعهم على ١٤ محافظة، وكان وقتها يحصل المهجرون على إعانة شهرية قيمتها ٦ جنيهات فقط، فى الوقت الذى كان معظم المهجرين يعملون فى الميناء قبل الحرب، مما حول حياتهم لما يشبه الجحيم، نتيجة الظروف الصعبة للغاية التى مروا بها.
ويروى أحمد فهمي، موظف، ذكرياته مع التهجير، قائلًا: «كنت فى هذه المرحلة طفلًا صغيرًا وما أتذكره أن فترة ما قبل الحرب كان يتوافد الأجانب والسياح بكثرة على بورسعيد، خاصة على منطقتى ديليسبس وحى الإفرنج، وكانوا يركبون «الحناطير» ليجوبوا شوارع بورسعيد، وكانت المحافظة من أفضل المصايف على مستوى مصر، إلا أن المشهد تغير تمامًا فور نشوب الحرب وتحولت المدينة إلى أنقاض نتيجة القصف، وأكثر المشاهد بشاعة والتى ما زالت فى ذاكرتى حتى الآن، هو نقل الشهداء والمصابين إلى مستشفى الأميرى على عربات الخضار الخشبية، وأخذتنى والدتى أنا وإخوتى وجلست بنا حوالى ٣ أيام هربًا من غارات العدو، حتى هاجرنا بعد ذلك إلى المنزلة.
أحمد مصطفي، تاجر- تحدث بنبرة غاضبة - قائلًا: «لقد غرق العديد من اللنشات أثناء محاولتها نقل الأهالى للضفة الأخرى حتى يتمكنوا من الهجرة إلى المحافظات المجاورة خاصة دمياط، المنزلة، والمطرية، وهناك من هاجروا إلى أقاربهم فى محافظات أخرى مثل القاهرة والإسكندرية وقليل من سافروا إلى الصعيد، وهؤلاء معظمهم لم يعد إلى بورسعيد بعد ذلك، وكنا نحصل على «كوبونات الجاز» التى يتم توزيعها علينا، ونذهب إلى البقال لاستلامه، وكنا نأكل فى طبق واحد، وأحيانًا وجبة واحدة يوميًا، عانينا كثيرًا وتضررنا من الجوع وقلة المال، ولكننا فى النهاية عدنا للمدينة الباسلة ونجحنا فى بنائها من جديد.
موظف: كنا نحصل على «كوبونات جاز» ونذهب إلى البقال لاستلامه وكنا نأكل فى طبق واحد
«إيدن وبن جوريون وموليه، جايين يحاربونا على إيه، هوه القنال ده فى أراضيهم ولا احنا خدناه مِنِّيهم، دى قنبلة وضربت فيهم واللى ضربها رئيسنا جمال»، «فى بورسعيد الوطنية.. شباب مقاومة شعبية.. دافعوا بشهامة ورجولية.. حاربوا جيش الاحتلال.. مبروك يا جمال»، و«فى بورسعيد شباب ورجال.. حاربنا جيش الاحتلال.. سبع ليالى وصبحية.. آه يا سلام يا سلام».

ليست مجرد كلمات لأغانى فن السمسمية الشعبى فى مدن القناة، ولكنها كانت صوتا للمقاومة الشعبية فى محافظة بورسعيد خلال العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦، بهدف إشعال حماس رجال المقاومة الشعبية والاحتفال بانتصاراتهم على دول العدوان.
محمد غالى، أحد صُناع آلة السمسمية، قال، إن أصل الآلة مصرى وسودانى، يعود لأيام حفر قناة السويس، وهى عبارة عن صاج ومشدود عليه قطعة جلد وذراعان وجزء اسمه «حوي» يتم لفه على جزء آخر اسمه «الفرمان» ويتم شدها حتى تخرج صوتا عاليا، وأجزاء أخري، وهى الآن تتكون من ٥ أوتار وعلبة صوت و٣ قطع من الخشب وذراعان، ويتراوح سعرها بين ١٥٠ حتى ١٢٠٠ جنيه، حسب حجمها وجودة الخامات وصناعتها.
الفنان محمد عبدالقادر، شاعر بورسعيدى وحاصل على جائزة الدولة التقديرية، قال: «إن تراث أغانى السمسمية خلال عام ١٩٥٦ رصد وسجل يوميات رجال المقاومة فى المعركة، وأبرز أعمال المقاومة وبطولاتها، ومن بينها أنه بعد نجاح رجال المقاومة فى خطف الضابط البريطانى «مير هاوس» ووفاته، غنت السمسمية أغنية: «مير هاوس ليه بس جيت، من لندن هنا واتعديت، وآهى مُوتَّك جت جوة البيت، مير هاوس ليه بس أجيت»، أى أنها كانت تستخدم أيضًا فى السخرية من دول العدوان ونشيد بطولات رجال المقاومة وترصد بطولاتهم».
مدحت منير، باحث فى تراث فن السمسمية، قال إنها كانت تمثل المقاومة الشعبية فى مدن القناة، وشكلت نوعا من القوى والرصاصات الناعمة فى قلب العدوان، وارتبطت كلمات أغانى السمسمية بالمعارك كما ارتبطت بالأفراح عند تحقيق انتصارات وبطولات، وبعد نكسة ٦٧، بدأت تتجدد أغانى السمسمية وتظهر بكلمات جديدة، خاصة بعد أن أسس الشاعر كامل عيد فرقة «شباب النصر» ببورسعيد، لتغنى للجنود فى الخنادق وتشد من أزرهم، كما غنت للمهاجرين فى معسكرات التهجير.
«حرب الجواسيس» هى حرب خفية مرتبطة بأى معركة حربية، تتصارع فيها أجهزة المخابرات لجمع أدق المعلومات عن أعدائها، وفى بورسعيد كان الوضع مختلفًا، فلم يرصد المؤرخون وجود جواسيس مصريين الجنسية على أرض المدينة الباسلة خلال حرب العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦، ما يؤكده المؤرخ البورسعيدي، المهندس محمد بيوض، الذى بدأ حديثه قائلًا: «لا خيانة فى بورسعيد»، ولكن هناك قصة وحيدة اتهم خلالها مواطن بالتجسس لصالح العدو أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦، وتعود وقائع هذه القضية التى لا يعرف الكثيرون عنها شيئًا، إلى شهر يونيو ١٩٥٨ وكانت ساحة المحكمة هى مدينة بورفؤاد، وبطلها المتهم (عبدالحليم السيد شمس)، الذى ألقى القبض عليه إبان العدوان الثلاثى بتهمة التخابر مع العدو وخدمته وقت الحرب.

وأضاف: «عندما شك أهالى بورسعيد فى المتهم، تجمعوا عليه لكى يحرقوه بالجاز، فما كان من زوجته التى كانت تؤمن ببراءته إلا أن ألقت بجسدها عليه لتحميه من الأهالي، وتسلمه بنفسها إلى الشرطة بعد ان أوقفت عربة حنطور، وقد لازمها الأهالى وراقبوها حتى تأكدوا أنها قد سلمته بنفسها، ولكن من التحقيقات اتضح أن المتهم كان بريئًا، وزوجته كانت تعرف هذا جيدا، وأن وقائع المحاكمة كانت فى محكمة (المختلط) فى مدينة بورفؤاد، وأن هيئة المحكمة اقتنعت ببرائته».
وأكد المؤرخ البورسعيدى على أن الحكم كان فى نهاية الجلسة بالبراءة، وإخلاء سبيل المتهم، بالرغم من أن النيابة كانت متحاملة على المتهم لدرجة أن المتهم اشتكى للقاضى بأن بينه وبين النيابة خصومة»، مضيفًا: «هنأت مجلة «المصور» والتى كانت أشهر المجلات المصرية فى عددها التالى للحكم، أهل بورسعيد بأن ليس بينهم خائن وأن صفحة جهادهم بيضاء.
تحتفل محافظة بورسعيد، غدا الأحد، بالعيد القومى للمحافظة «عيد النصر»، فى الذكرى الـ ٦٢ لانتصار رجال المقاومة الشعبية بالمدينة الباسلة على دول العدوان الثلاثى على مصر (إنجلترا - فرنسا - إسرائيل)، ولم يعد الاحتفال فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقتصرًا على المواكب العسكرية ووضع أكاليل الزهور، ولكن أصبح مرتبطًا بافتتاح العديد من المشروعات التنموية والخدمية، حيث ستشهد المحافظة إزاحة الستار عن «١٢» مشروعًا تم الانتهاء منها.
اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، قال، إن احتفالات هذا العام تشهد افتتاح «١٢» مشروعًا جديدًا وهي، مبنى الخدمات بالمنطقة الصناعية، وسوق أسماك عالمية، تقام على مساحة ١٦ ألفا و٥٥٠ مترًا، ويضم ٨٢ محلًا لبيع الأسماك بنظام القطاعى بمساحة ٢٠ مترًا، و١٠٤ محلات «سريحة» بمساحة ١٠ أمتار، و٣٠ محلا جملة بمساحة ٤٠ مترًا، ومطعمين على مساحة ١٠٠ متر لكل منهما، ومبنى إداريًا بمساحة ٧٢٠ مترا، وعدة أفران للشوى ومحال لتنظيف الأسماك، وسيتم تزويد السوق بكل الإمكانات والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى منطقة انتظار أمام جميع مداخل السوق البالغ عددها ٦، وكذا أحدث نظام إطفاء حريق، وشبكة صرف حديثة، كما سيتم افتتاح مبنى مديرية التموين، ومشروع ٢٦ عمارة بديلة لعشوائيات «زرزارة»، ومشروع ١٢٠ عمارة للمرحلة الثانية بالإسكان الاجتماعى فى الحى الإماراتى، بإجمالى ٢٨٨٠ وحدة سكنية.

وأضاف المحافظ، أنه سيجرى أيضًا افتتاح مشروع ٤٤ عمارة بديل عشوائيات «هاجوج والإصلاح والجناين بجنوب بورسعيد، ومشروع محطة معالجة C٩ بالجنوب، والمبنى الإدارى لمنظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة، الذى تقدر تكلفته بـ ٥٠ مليون جنيه، ويتكون من دور أرضى واستقبال ثم ٦ أدوار، وفروع لثلاث هيئات خاصة بتطبيق نظام التأمين، التى نص عليها قانون التأمين الصحى وهى هيئات مقدمى الخدمة والتمويل واﻻعتماد، بالإضافة إلى افتتاح مستشفى الرحمة، ونادى المعلمين الجديد، ومبنى صالة الخدمات بالمنطقة الحرة بالجمرك، والمراكز التكنولوجية المتقدمة بالأحياء».
وأشار محافظ بورسعيد، إلى وجود أكبر ميناء محورى وتم تسويق رصيفين منها، ومنطقة صناعية على مساحة ٤٠ مليون متر مربع، ومنطقة لوجستية على مساحة ٣٠ مليون متر مربع، وفى الغرب ينابيع الخير التى تنطلق من حقل «ظُهر».
ووجه محافظ بورسعيد، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي، على التنمية التى تشهدها بورسعيد، والتى أصبحت قبلة للتجارة العالمية، مضيفًا أن مشروعات الإسكان التى شهدتها المحافظة خلال عام ٢٠١٨ نجحت فى توفير وحدات سكنية لـ٩ آلاف أسرة، حيث تم الانتهاء من المرحلة الاولى بأكملها، وتسليمها للمستحقين بإجمالى ٧٤٠٠ وحدة سكنية، بينما المرحلة الثانية تضم ٢٨٨٠ وحدة سكنية، تم تسليم ٩٠٠ وحدة سكنية منها، وجار تسليم باقى الوحدات من خلال القرعة العلنية التى تجرى أسبوعيا، أما المرحلة الثالثة وتضم ٩٦٧٢ وحدة، جارى العمل بها فى مدينة بورفؤاد، كما أنه جار العمل فى مشروع الإسكان التعاونى بمنطقة العلاج الطبيعى والأمين وناصر بإجمالى ٣٠٠٠ وحدة سكنية، كما تم الانتهاء من مشروع الـ ٢٦ عمارة بديل عشوائيات زرزارة، وجار عمليات تسليمها لمستحقيها، وتم الانتهاء من ٩٠٪ من مشروع ٣٥٢ مسكنًا، ملحق بها حظيرة، ومن المنتظر الانتهاء منها قريبا لتسليمها للمستحقين وفقا للاشتراطات التى ستعلنها المحافظة.