الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

كريمة حجاج: مشروع بحثي في سوهاج لتطوير صناعة الحرير.. وإخميم مؤهلة لتصبح مركزًا عالميًا.. والقطاع تعرض لعوائق على مدار 10 سنوات

 الدكتورة كريمة حجاج
الدكتورة كريمة حجاج خلال حوارها لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت الدكتورة كريمة حجاج، الأستاذ بقسم بحوث الصناعات النسيجية، بالمركز القومى للبحوث، أن مصر لديها فرصة هائلة فى تصدير المنتجات الحريرية، مشيرة إلى وجود معوقات لا بد من حلها. وقالت: إن مدينة «أخميم» بسوهاج يمكن أن تتحول لمركز عالمى لتلك المنتجات الحريرية، والتى يمكن أن تستوعبها أسواق التصدير. جاء ذلك خلال الحوار الذى أجرته «البوابة» مع الدكتورة كريمة حجاج..فإلى نص الحوار:
■ البداية.. ماذا عن مشروعات المركز الخاصة بالصناعات النسيجية؟
- أهمها مشروع بحثى نعمل عليه منذ ٣ سنوات، بهدف تطوير صناعة وإنتاج الحرير الطبيعى فى سوهاج، وقد نفذه المركز بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، وبتمويل من أكاديمية البحث العلمى، وهو مشروع متكامل يبدأ من زراعة شجر التوت، مرورا بتربية دودة القز، ونهاية بالمنتج النسجى الحريرى، والذى يمكن أن يمثل مصدرا للعملة الصعبة لو تم تصديره، إضافة إلى أن المشروع يستهدف الاهتمام بصناعات تابعة له منها إعادة تدوير المواد الخام الداخلة فى التصنيع، مثل صناعة عصير التوت وشاى التوت، بهدف تنمية قرى مصرية فقيرة نائية، من خلال تطوير وإنعاش صناعات مرتبطة بإنتاج الحرير الطبيعى لها مواصفات خاصة متميزة وأسعارها معتدلة، ويمكن تسويقها فى السوق المحلية والخارجية.
■ ماذا عن المشروع حاليا؟
- أضفنا له استخدام تقنيات التكنولوجيا الحيوية النباتية فى الإكثار المعملى، والإنتاج الكمى لنباتات التوت، والتى تتميز بجودة عالية والنمو الضعيف فى الحقل، ونسبة التطعيم الناجحة فيها قليلة «٦-١٥٪» وهو هدف نسعى لتحقيقه من خلال عدة مراحل، منها التأثيث المعملى للزراعات النسيجية، تليها مرحلة التضاعف الخضرى، ثم التجذير والأقلمة للأصناف المميزة من نباتات التوت، وكذلك زراعة النباتات فى صوب زجاجية فى أراض صالحة تروى بمياه الصرف المعالج، وكذلك تطبيق التحليل الجزيئى لعمل البصمات الوراثية لاختيار أفضل الأصناف ذات الجودة العالية، والتى يتم حفظها وراثيًا عن طريق تقنية تكوين البذور الاصطناعية، كذلك تم تأسيس وحدة تقنية، وعمل برامج تدريبية للشباب لإنتاج نباتات التوت معمليًا باستخدام تقنيات مزارع الأنسجة النباتية، واستبدال شجر التوت المحلى بسلالات أخرى لزيادة إنتاج الشرانق، وتمت زراعة ٤ فدادين بالسلالات الجديدة من التوت فى محافظة سوهاج، ومن خلال برنامج محدد لتربية دود القز، يتم استحداث سلالات جديدة، بالإضافة إلى تطوير ماكينة الحل، لتطبيق تكنولوجيات حديثة من عمليات الحل، وتربية دودة القز، لتحسين إنتاجية وخواص الحرير.
كما تم تأسيس وحدة تقنية وعمل برامج تدريبية للشباب لإنتاج نباتات التوت معمليًا، باستخدام تقنيات مزارع الأنسجة النباتية، وتتضمن المرحلة الثالثة العديد من العمليات النسيجية على الحرير المزمع إنتاجه محليًا على مستوى صناعى صغير/متوسط، بغرض زيادة القيمة المضافة للمنتج النهائى.
كما ستتم صباغة شلل الحرير بصبغات مختلفة، ثم نسج الحرير المصبوغ للحصول على منتج نهائى ذى تصميمات خاصة، كما تم نسج الحرير غير المصبوغ للحصول على أقمشة حريرية يتم تلوينها (صباغة أو طباعة).

■ إلى ماذا تخططون؟
- نخطط لاستخدام «السيريسين» الناتج من عملية الـdegumming فى إكساب بعض الألياف النسيجية صفات وظيفية محددة، منها زيادة قدرة أقمشة البولى إستر على امتصاص الماء، ومن ثم تقليل الشحنات الإلكتروستاتيكية المتراكمة على هذه الألياف، والتى تسبب الشعور بتوليد شحنات كهربية على جسم الإنسان عند ملامسة جسم معدنى أو جسم إنسان آخر، ومعالجة أقمشة الصوف والفسكوز ضد البكتيريا، ومعالجة أقمشة الصوف والنايلون ضد الاصفرار الناتج من التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية، كما يمكن فى هذه المرحلة إكساب قماش الحرير، مقاومة ضد الانكماش والبكتيريا باستخدام طرق صديقة للبيئة.
■ كيف ترين دور الدولة فى دعم المشروع؟
- نتمنى مساندة الدولة للانتهاء من المشروع، لأن تلك الصناعة يمكنها توفير العملات الصعبة، كذلك يمكنها المساهمة فى تنمية القرى المصرية الفقيرة، لأن مشروعات إنتاج الحرير الطبيعى تستوعب الاستثمارات من متناهية الصغر إلى الضخمة.

■ اخترتم مدينة أخميم بسوهاج لتنفيذ المشروع.. لماذا؟
- لأنها يمكن أن تصبح مركزا عالميا للحرير، يعوق ذلك أن كبار العمر فقط لديهم خبرة مرتبطة بالصناعات الحريرية، أما الشباب فلا يقبلون عليها، ولا بد من تدخل الدولة لجذب الشباب بعمل مشروعات صغيرة تكاملية، مرتبطة بتلك الصناعة التى يمكن أن تدر ربحا لا يقل عن ٤٠٪، بعد السنة الثالثة من المشروع، طبقا للدراسات الاقتصادية التى أجريت.
■ كيف ترى مستقبل الصناعات النسيجية فى مصر؟
- لدى أمل فى تطويرها من الناحية الإدارية بداية والحصول على علامة «الإيكو»، وأرى أنه لا بد من صناعة منتج كامل والتوقف عن تفصيل القماش فقط، الذى لا يعد استثمارا حقيقيا، وأتمنى إحياء الصناعات النسيجية بشكل عام؛ لأنها تعرضت على مدار ١٠ سنوات لعوائق كثيرة أسهمت فى تراجعها، مما أسفر عن إغلاق العديد من المصانع والشركات، وهو فى جانب منه مرتبط بانهيار زراعة القطن؛ حيث تقلصت مساحاته المزروعة من ٢ مليون إلى ١٥٠ ألف فدان.

■ هل هناك ما يساعد تلك الصناعة على النهوض؟
- نعم.. حيث أعمل حاليا على استخدام الميكروويف فى صناعة المواد المساعدة وصباغة الأقمشة، وقمت بالتجربة داخل ميكروويف المطبخ فى صباغة الأقمشة، وهو ما يعمل على توفير الوقت وكميات المياه والألوان، وتوفير ملايين الدولارات التى نستورد بها بعض الخامات.
■ ما هى رؤيتك للبحث العلمى فى مصر؟
- حدث تطوير كبير لمفهوم البحث العلمى، من أساسى إلى تطبيقى، لكن ينقصنا أن نحدد ماذا نريد من البحث العلمى، ولا بد أن تضع الدولة احتياجاتها على المدى القريب، والتشجيع الآن متوفر عن طريق الإثابة لمن يطبق مشروعات على أرض الواقع.