الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟.. إرهاب الملالي يمتد إلى البلقان.. تأسيس شبكات لجمع المعلومات والأموال وتنفيذ عمليات إرهابية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم دخول وقف إطلاق النار فى الحديدة حيز التنفيذ الأسبوع الماضي بعد توقيع الاتفاق بين الحكومة الشرعية فى اليمن وميليشيات الحوثى، خلال المفاوضات التى جرت بينهما فى السويد، لتجنب إراقة الدماء فى المدينة الساحلية الحيوية لإمدادات الغذاء والإغاثة، إلا أن الحوثي يواصل ارتكاب أعمال السلب والنهب وإراقة الدماء. 
وبموجب الاتفاق سيتم نشر مراقبين دوليين فى الحديدة وستنسحب كل الجماعات والقوات المسلحة بالكامل خلال 21 يوما من سريان وقف إطلاق النار.
ونص الاتفاق على إشراف «لجنة تنسيق إعادة الانتشار»، التى تضم أعضاء من الطرفين، على وقف إطلاق النار والانسحاب. وسترأس الأمم المتحدة اللجنة.
وطلب مارتن جريفيث، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، من مجلس الأمن الموافقة على قرار يدعم نشر نظام صارم للمراقبة للإشراف على الالتزام بالهدنة بقيادة الميجر جنرال الهولندى المتقاعد باتريك كامييرت. ومن المقرر أن يعقد طرفا الصراع جولة أخرى من المحادثات للموافقة على إطار عمل سياسى للمفاوضات لإنهاء الحرب التى أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت فى أزمة إنسانية.
فى أعقاب إعلان الخارجية الألبانية طرد السفير الإيرانى ودبلوماسى آخر لديها بتهمة ممارسة أنشطة غير قانونية تهدد أمن البلاد، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ادليرا بريندى للصحفيين فى تيرانا، إن الدبلوماسيين يشتبه فى «تورطهما فى نشاطات تضر بأمن البلاد».
فيما لفت مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون فى تغريدة على تويتر إلى أن السفير الإيرانى هو أحد الدبلوماسيين الذين تم طردهما.
وكتب بولتون «رئيس وزراء ألبانيا أدى راما طرد السفير الإيراني، مرسلا إشارة إلى قادة إيران بأن دعمهم للإرهاب لن يتم التسامح معه، وأضاف: ندعم رئيس الوزراء راما والشعب الألبانى فى وقوفهم بوجه تصرفات إيران المتهورة فى أوروبا والعالم».
وفى السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو الدبلوماسييْن بأنهما «عميلان إيرانيان خططا لهجمات إرهابية فى ألبانيا» جاء ذلك عبر بيان ترحيبى بهذه الخطوة.
وعلى الصعيد ذاته، رحبت وزارة الخارجية البحرينية بقرار ألبانيا طرد اثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين للاشتباه فى قيامهما بأنشطة غير قانونية.
وأوضح البيان: «إذ تؤكد وزارة الخارجية تأييدها قرار جمهورية ألبانيا، فإنها تعرب عن تطلعها إلى مواصلة الجهود الدولية الهادفة إلى التصدى للسياسات الإيرانية الداعمة للتطرف والإرهاب».
كما دعت الخارجية البحرينية المجتمع الدولى إلى إلزام النظام الإيرانى باحترام مبادئ العلاقات الدولية وحسن الجوار، وسيادة واستقلال الدول الأخرى وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، حفاظًا على الأمن والسلام فى المنطقة والعالم.
وبحسب المراقبين فإن الأحداث الأخيرة ربما تدفع المتابع للتحركات السياسية والدبلوماسية الإيرانية إلى محاولة رصد مبررات التكالب الإيرانى الواضح لجهة التعاون مع دول البلقان، خاصة فى ضوء تأكيد الرئيس الإيرانى حسن روحاني، أهمية تنمية العلاقات مع دول البلقان، لا سيما ألبانيا، بحسب تصريحه، غداة استقباله السفير الألبانى الجديد غير المقيم فى طهران غنت غاجلي.
وفى إبريل الماضى اعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإيرانية غلام حسين شافعى إن ألبانيا تمثل بوابة دخول إيران إلى منطقة البلقان، مشددًا على ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية بين إيران وألبانيا.
وفى مارس الماضي، قام وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف بجولة فى أربع دول بلقانية استهلَّها من صربيا، ثم بلغاريا وكرواتيا، واختتمها بالبوسنة والهرسك، تبلورت أهداف الجولة فى كسر العزلة المفروضة على إيران، فضلًا عن كسب جانب من التحالفات الشرق أوروبية لصالح إيران، إلى جانب إظهار إيران فى موقع وموضع الضحية حول العالم.
اختراق القارة العجوز
كشف موقع «جلوب بوست» الأمريكى نقلًا عن مصادر استخباراتية، تواجد سرى إيرانى فى أماكن مثل بلغاريا، هذا التواجد لا يمكن كشفه بسهولة، وتقول المصادر: «الإيرانيون طوروا شبكة تمر عبر البلقان، وحولوا دولًا مثل بلغاريا والبوسنة إلى قواعد لوجستية، ويرجع هذا الوجود الخفى إلى تراجع الإجراءات الأمنية، والضعف المؤسساتى والفساد المتفشى فى تلك المنطقة».
وأوضح الموقع الأمريكى أن الوجود الإيرانى فى البلقان أخذ أبعادًا عدة، تمثلت فى تأسيس شبكات لجمع المعلومات والأموال لحزب الله، فضلًا عن تنفيذ عمليات ضد الجماعات الإيرانية المعارضة، إضافة إلى الوصول للنخب الحاكمة والتأثير فى سياساتها، واستغلال الثغرات الأمنية من أجل تنسيق وتنفيذ أنشطتها فى هذه المنطقة، عن طريق موظفى السفارة وعملاء حزب الله الإرهابي.
وأوضح «ذا غلوب بوست» أن المعلومات الواردة بشأن العمليات الإرهابية فى البلقان، فشلت فى إبراز دور إيران وعملائها، وأكد الموقع أن إيران سعت ولعدة عقود وراء تحديد «أضعف حلقة» لاختراق القارة العجوز، وللأسف كانت البلقان هى تلك النقطة.
ورأى الموقع الأمريكى أن الاعتداءات الإيرانية ليست جديدة فى البلقان، فهجوم عام ٢٠١١ على السفارة الأمريكية بالبوسنة الذى نفذه الصربى ميفليد غاسارفيتش، بمساعدة شركائه الذين كانوا يتجمعون فيما عرف بـ«قرية الجهاديين» البوسنية فى غورانيا موكا، أظهر نطاق ومدى وصول الشبكات الإيرانية على الأرض، وكذلك روابطهم بمختلف المجموعات المتشددة فى البوسنة.
ويشار أيضًا إلى أنه فى ٢٠١٢ فى بورغاس ببلغاريا نفذ أحد عناصر حزب الله هجومًا انتحاريًا على حافلة كانت تقل سياحًا، مما أسفر عن مقتل ٥ وسائق الحافلة البلغاري، وإصابة ٣٢ آخرين، وقد كانت الحافلة تقل سياحًا إسرائيليين فى مطار المدينة، وأعلنت السلطات البلغارية لاحقًا، فى ١٨ يوليو ٢٠١٤، أن الرجل الذى فجَّر الحافلة هو محمد حسن الحسني، المنتمى إلى حزب الله إحدى أذرع إيران للقتل والإرهاب حول العالم.
وتؤكد مصادر استخباراتية للموقع الأمريكى وجود شبكات تابعة لحزب الله فى ٣ على الأقل فى أكبر المدن البلغارية وأكثرها ازدحامًا بالسكان، لا سيما فى العاصمة صوفيا، وبلوفديف، وفارنا على البحر الأسود. ويدفع جميع رجال الأعمال البارزين الذين يدعمون حزب الله ضرائب شهرية، لتطوير وتعزيز شبكة المصالح المرتبطة بالميليشيا الإرهابية.
ففى صوفيا، على سبيل المثال، يملك حزب الله مكانين محددين على الأقل للاجتماعات، حيث تتم مناقشة مواضيع تتراوح من التخطيط للأنشطة المختلفة إلى تعزيز الاتصالات مع القوى السياسية المحلية، وفقا للبنانى مقيم فى بلغاريا كان قد شارك سابقا فى أنشطة الحزب التنظيمية.
وقالت المصادر الاستخباراتية للموقع: «الجهد المتواصل الذى تقوم به إيران يستفيد من عدم وجود عبء تاريخى فى علاقتها مع المجتمعات المحلية، على عكس النفوذين الروسى والتركى المتنافسين بوضوح فى المنطقة».
وبحسب المراقبين فإن الدور الذى يلعبه نظام الملالى فى زرع الفتنة وإثارة القلاقل وخلق بيئة خصبة لتغذية الصراع والتوتر فى المنطقة عبر الميليشيات المسلحة، والأذرع الإرهابية الغادرة والتى من بينها «حزب الله» اللبناني، و«عصائب أهل الحق»، و«الحشد الشعبي» فى العراق، وميليشيا الحوثى الإيرانية، هذا بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية فى سوريا؛ إنما تسعى إيران من خلاله إلى تنفيذ هدفها الأبعد، وهو نشر الطائفية وخطاب الكراهية فى الخارج، وصرف الأنظار عن الانتهاكات الحقوقية التى تمارسها فى الداخل، هذا بالإضافة إلى الانتهاكات غير المشروعة ضد الأقليات العرقية، فضلًا عن كسر العزلة المفروضة على إيران، وكسب جانب من التحالفات الشرق أوروبية لصالح إيران، إلى جانب إظهار إيران فى موقع وموضع الضحية حول العالم.