الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بعيدا عن التفرقة والتمييز.. مبادرات كنسية لخدمة " مصر".. الإنجيلية تطلق "محدش يبات جعان" من أسيوط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
والقس أندريه زكي: نسعى لتقديم رسالة المحبة وخدمة احتياجات الناس
«الـ50 سندويتش» بدأت بتوزيع الطعام خارج الكنيسة واتسعت للمساهمة فى جهاز العرائس والعمليات الجراحية
مايكل يوسف: المبادرة غير تابعة لأى فصيل دينى أو سياسي
30 شابا فى «عايز أقولك إنى بحبك» يخدمون 650 أسرة مسيحية ومسلمة فى «الخصوص»
سامح صبري: نستهدف المناطق النائية والعشوائية.. و5 مسلمين تبرعوا لـ«الخدمة» هذا العام
يحتفل المصريون هذه الأيام برأس السنة الميلادية وعيد الميلاد المجيد، حيث جاء ميلاد السيد المسيح «عذراويا» ومختلفا، جاء لينير الأرض وليخلص البشرية من الهلاك.
وكان دائما مختلفًا فى كل شيء من الميلاد وحتى القيامة، حيث ولد فى مذود للبقر، وتعايش مع الفقراء وتعامل معهم ورفع من شأنهم.
ونجد بعض النصوص الكتابية التى تشجع على مساعدة الآخر، ومساندة الناس ومد يد العون لكل شخص رغم اختلافه، لذا قامت أعداد ليست بالقليلة، من الشباب من داخل الكنائس ومن خارجها بعدد من المبادرات الإنسانية التى تعاملت وما زالت تتعامل مع المجتمع والفقراء والمحتاجين وكل البشرية والإنسانية، وترصد عدسة «البوابة» عددا من هذه المبادرات.
مبادرة «واحد لواحد» الإنجيلية
أطلق، منذ فترة، الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، حملة لتشجيع الشباب الإنجيلي، على التطوع المجتمعى لمساعدة الفئات المتضررة، ولو بطريقة رمزية لإظهار المحبة نحوهم تحت شعار مبادرة «واحد لواحد».
وتستهدف الحملة كل المحتاجين، ومن هم تحت خط الفقر فى محيط الكنائس التى تقوم بهذا العمل التطوعي، كما تستهدف الحملة توفير الأدوية اللازمة لعلاج الأطفال بمستشفى أبوالريش، بحسب القوائم التى تتوافر لدى الحملة من إدارة المستشفى.
وقال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، «إن «محدش يبات جعان» شعار أثر فىّ كثيرًا، لأنه بالفعل رسالة الكنيسة تهتم بالإنسان وتقدم لهم رسالة روحية، وأيضًا تهتم بظروفهم، ورسالة الكنيسة أيضا ممتدة إلى المجتمع المحيط بهم، وخدمة المجتمع هو جزء أساسى من رسالة الكنيسة.
وأكد «زكي» على سعادته بمبادرة «واحد لواحد محدش يبات جعان» والتى انطلقت عبر الكنائس، وبدأت من الكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط وهى كنيسة عريقة، وتنتقل إلى باقى الكنائس عبر كل الجمهورية، حيث تسعى الكنيسة لتقديم رسالة المحبة، وخدمة احتياجات الناس.
وقال «زكي» إن «محدش هيبات جعان» تمثل فرصة مهمة للشباب، ليهتموا بالمجتمع المحيط، ويقدموا لمسة محبة ولمسة تقدير، ويتعايشوا مع المجتمع المحيط بالكنيسة المحلية».
وأضاف: «أشجع كل الكنائس لاتباع هذه المبادرة، وأن تفتح لكل الناس دون تمييز على أساس اللون أو الدين أو الجنس أو العقيدة أو العرق، و«محدش يبات جعان» فرصة لكل إنسان ولكل شخص، وأنا سعيد بأن شبابنا فى الكنيسة الإنجيلية هو الذى يأخذ المبادرة، وهو الذى يتحرك لتقديم هذه اللفتة الطيبة، و«ما حدش يبات جعان» شعار مهم جدا تثق تماما مع رسالة السيد المسيح: «كنت جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي»».
وفى السياق نفسه، يقول القس ثروت وهيب، راعى الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالعباسية، «إن هذه المبادرة من يقوم بها هم شباب الكنيسة، وبدأت فى أسيوط، وانتقلت الفكرة إلى عدد من محافظات الجمهورية، وأتمنى أن تتسع الفكرة لكل المحافظات والأقاليم والقرى والنجوع، و«محدش يبات جعان» ليست مجرد فكرة عادية أو عابرة، ولكنها هى فكرة كتابية حقيقية، ويسوع كان يعلم الشعب، وأخذ وقتا طويلا فى التعليم، لكن حس أن الشعب وهو ذاهب إلى بيوتهم ممكن يخور فى الطريق؛ لأنهم كانوا بلا طعام لوقت طويل، فقال يسوع للتلاميذ: «أعطوهم أنتم ليأكلوا»».
وأضاف «ثابت»: «إن الله لا يريد أن يبات أحد جوعان، «جاء فليبس قال له يا سيد لا يكفيهم خبز بمئتى دينار، لكن أندراوس جاء، وقال له هنا غلام صغير معه خمسة أرغفة وسمكتين، فأخذ يسوع القليل هذا وشكر وبارك، وأمرهم أن يجعلوا الجميع يتكئون رفاقا رفاقا على العشب الأخضر. فاتكاوا صفوفا صفوفا مئة مئة وخمسين خمسين. فأخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك ثم كسر الأرغفة وأعطى تلاميذه ليقدموا إليهم وقسم السمكتين للجميع. فأكل الجميع وشبعوا. ثم رفعوا من الكسر اثنتى عشرة قفة مملوءة ومن السمك. وكان الذين أكلوا من الأرغفة نحو خمسة آلاف رجل».
وتابع «ثابت»: «عندما نفكر فى غيرنا من البشرية أو الإنسانية ونفكر أن نشبعهم، فنحن نشبع، وعندما نفكر فى أننا نعطى الآخرين، فاوعوا تفتكروا أنكم ستفقرون، أو الذى موجود لدى سوف يقل، بالعكس الموجود لديك سيزيد ونعيش كلنا فى سعادة، ونعيش كلنا شبعانين ببعض روحيًا ونفسيًا وجسديًا دعوة جميلة ولا نريد أحدًا يبات جوعان».
مبادرة «الـ50 سندويتش» خارج الكنيسة 
قال مايكل يوسف، منسق المبادرة: «إن مبادرة (الـ50 سندويتش) بدأت فى 2011 بعد ثورة يناير، وذلك لإطعام فقراء الشارع، وهى غير تابعة لأى فصيل دينى أو سياسي، وتهدف إلى توصيل رسالة محبة عملية من خلال مشاركه الطعام مع المحتاجين، وبدأت الفكرة تكبر، وكان هدفنا هو محاولة نسدد الاحتياج الملُح عند الانسان».
وتابع «يوسف»: «الفكرة تطورت وبدأت تكبر، وكلها اجتهادات فردية، وتوسعت خدماتنا مع زيادة الاحتياجات عند الناس، فبدأنا فى المساهمة فى جهاز عرائس، وبناء بيوت سقطت فى الصعيد، والمشاركة فى توفير أدوية بشكل شهري، والمساعدة فى تكاليف عمليات جراحية وخلافه، وعندنا حدث رئيسى ننظمه كل رأس سنة فى الشوارع والمستشفيات والملاجئ، حيث نزور الناس ونوزع أكل وهدايا وحب عليهم».
وأضاف: «السنة الماضية قمنا بعمل أكثر من 3000 وجبة، أى أكثر من 9000 ساندويتش فى القاهرة والإسكندرية، غير الألعاب والهدايا، وكانت التكاليف عالية، ولكن سددت باجتهاداتنا، وبمعارفنا الشخصية استطعنا فعل هذا الأمر». 
خدمة «عايز أقولك إنى بحبك» 
قال سامح صبري، مؤسس خدمة «عايز أقولك إنى بحبك»: «بدأنا الخدمة من عيد الميلاد فى 2013، مع 50 أسرة، ومع مرور السنوات أصبحنا نقوم بخدمة 650 أسرة، حيث يتم توزيع 650 شنطة مليئة بمجموعة من المواد الغذائية واللحوم، وتبلغ قيمة الشنطة الفعلية أكثر من 300 جنيه.
وأضاف «صبري»: «هدف الخدمة أن نعلن أن هذه عطايا الله، ونحن لا ننتظر مقابل، لأن الله أوكل لنا هذه المهمة، ونحن لا ننتظر تدخل الله بحياة البشر، لأن الله أوكل لنا هذه المهمة، فناول أن نكون «يدا» تمتد بالعطاء، لنشعر بمعاناة الناس».
وأكد «صبري» أن هذه الخدمة لا تتبع أى كنيسة أو مؤسسة أو أى اتجاه سياسي، مضيفا أن هدف كل القائمين على هذه الخدمة هو سعادة الناس ومشاركتهم احتياجاتهم.
وتابع: «لأننا ليس لدينا موارد، فنعتمد على مساعدة أقربائنا ومعارفنا، ونستهدف المناطق العشوائية والنائية، وبالأخص منطقة الخصوص بالقرب من المرج والتابعة لقسم الخانكة.
وكشف «صبري» عن أنه فى الأعياد لا تفرق المبادرة بين الفقير المسلم والمسيحي، حيث إن هناك 50 أسرة مسلمة استفادت من خدمة «عايز أقولك إنى بحبك». 
وأوضح أن عدد الخدام فى الخدمة يبلغ 30 شابا وخادما من طوائف مسيحية مختلفة، مضيفا أن هناك 5 مسلمين تبرعوا فى هذا العيد ضمن المبادرة.