الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محمود المليجي.. أنتوني كوين العرب

محمود المليجى
محمود المليجى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحل اليوم 22 ديسمبر ذكرى ميلاد الفنان الراحل محمود المليجي والذى يعد من أهم رواد زمن الفن الجميل ولقبه أبناء جيله بأنتونى كوين العرب. 
ولد المليجى عام 1910 بحي المغربلين لأب يتاجر بالخيول العربية الأصيلة والسيارات وترجع أصوله لقرية مليج بمحافظة المنوفية.
ورث الراحل محمود المليجي عن والده حب الموسيقى والغناء، وتمنى في داخله أن يتجه إلى الغناء لكن والده رفض ذلك بشكل نهائي. 
اختار المليجى المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي وكان حبه لفن التمثيل وراء هذا الاختيار حيث أن الخـديوية مدرسـة كـانت تشـجع التمـثيل فمـدير المدرسة "لبيب الكرواني" كان يشجع الهوايات وفي مقدمتها التمثيل وبالفعل دخل المليجي فريق التمثيل بالمدرسة وأتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدي كبار الفنانين أمثال " جـورج أبيض وفتوح نشاطي وأحمد علام الذين استعان بهم مدير المدرسة ليدربوا فريق التمثيل آنذاك.
كان الفنان الكبير عزيز عيد أيضا يدرب المليجى فى التمثيل أثناء دراسته الثانوية، وتعلم منه الكثير ورغم إبداع المليجى واتقانه للتمثيل بإشادة الجميع إلا أن عزيز عيد كان دائما يحبه ويقول له: إنه لا يصلح أن يكون ممثلا ولا يعطيه أدوارا يجسدها، وهذا أحبط المليجى كثيرا إلى أن جاء صديق له وأبلغه أن عزيز عيد يحترمه ويقدره، ويتوقع له مستقبل كبير فى عالم التمثيل وكان يقول له: إنه لا يصلح للتثميل خوفا عليه أن يصيبه الغرور، وهذا كان من أهم الدروس التي تعلمها المليجى من أستاذه عزيز عيد.
تميز الراحل بأدوار الشر التي أجادها بشكل بارع مثل أدوار رئيس العصابة الخفي ووقف أمام عظماء السينما المصرية رجالا ونساء.
دخل عالم التمثيل عن طريق الفنانة فاطمة رشدى التى شاهدت أحد عروض فرقة مدرسته المسرحية واعجبت كثيرا به وقدمت له التهانى وعرضت عليه العمل معها فى فرقتها المسرحية. 
قدم مع فاطمة رشدي مسرحية "667 زيتون" كمـا مثل دور "زياد" في مسرحية "مجنون ليلى" وكان أول ظهور له في السينما عام 1932 في فيلم "الزواج "الذي أنتجته وأخرجته فاطمة رشدي، وقام هو بدور الفتى الأول أمامها.
ولعب المليجي أول أدوار الشر عام 1939 في فيلم "قيس وليلى" وأطلق عليه لقب "شرير الشاشة"، كما خاض تجربة الإنتاج السينمائي عام 1947، فقدم "الملاك الأبيض والأم القاتلة والمغامر".
وبعدها التحق بفرقة إسماعيل ياسين وعمل مع فرقة تحية كـاريـوكـا ثـم فـرقـة المـسرح الجـديـد.. وبـذلـك قـدم أكـثر من عـشرين مـسرحية منها " يوليوس قيصر" و"حـدث ذات يوم " و" الـولادة " ودور "أبو الـذهب" في مـسرحية أحمد شوقي "علي بك الكبير".
قدم الراحل محمود المليجى خلال مشواره الفنى أكثر من سبعمائة وخمسين عمل فنى بين سينما ومسرح وتليفزيون وإذاعة.
وكون ثنائيا فنيا مع فريد شوقي وقدما معا أفلاما ناجحة منها "حميدو وسواق نص الليل ورصيف نمرة خمسة" وغيرها، كما لعب في أفلام يوسف شاهين أدوارا مختلفة مثل الإنسان الطيب والأب الحنون وخرج من نمط الرجل الشرير تماما فقدم أفلام "الأرض والعصفور وعودة الابن الضال واسكندريه ليه " وغيرها، وكان فيلم "أيوب" آخر عمل شارك فيه المليجي مع عمر الشريف ومديحة يسري.
حصل على وسام العلوم والفنون عام 1964، ووسام الأرز من لبنان عن مجمل أعماله الفنية فى نفس العام، وفي عام 1972 حصل على الجائزة الأولى عن دوره في فيلم "الأرض". وكـان عضوًا بـارزًا في الـرابطة القـومية للتمثـيل وأيضا عضوا بالفرقة القومية للتمثيل.
كانت نقطة التحول في حياة الراحل مـحـمـود المـليجي عـام 1970 عندما اختاره المخرج الراحل يوسف شاهين للقيام بدور محمد أبوسويلم في فيلم "الأرض" والذى حقق نجاحا كبيرا أشاد بدوره النقاد والجمهور فلا يمكن لأحد منا أن ينسى مشهد "محمد أبوسويلم" وهو مكبـَل بالحـبال والخـيل تجـره على الأرض محـاولًا التـشـبث بجذورها. ولم تكن روعة المليجي في فيلم الأرض تكمن في الأداء فقـط، بل أنه كـان يؤدي دورًا معبرًا عن حقيقته، خصـوصًا عندما رفض تنفـيذ هذا المـشـهد باسـتخدام بديل"دوبلير"، وأصَّـر على تنفـيذه بنفسه.
شارك يوسف شاهين فى أفلام كثيرة منها "الاختيار" و" العصفور" و" عودة الابن الضال" و"إسكندرية ليه "و"حدوتة مصرية".
دخل محمود المليجي عالم الإنتاج الـسـينمائي مساهـمة منه في رفـع مـستوى الإنتـاج الفني ومحـاربة مـوجة الأفـلام الـساذجة، فـقدم مجموعة من الأفلام منها "الملاك الأبيض " و"الأم القاتلة " و"سوق الـسلاح".  
تزوج من رفيقة عمره الفنانة "عُلوية جميل" سنة 1939 وكان يحترمها ويقدرها إلى أن رحل عن الدنيا وهو في سن الثالثة والسبعين، وكان ذلك في السادس من شهر يونيو عام 1983 إثر أزمة قلبية حادة أثناء تصويره فيلم "أيوب" مع الفنان العالمى الراحل عمر الشريف بعد رحـلة عطاء مـع الفن استمرت لحوالي نصف قرن.