الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

ميرفت التلاوي في حوارها لـ "البوابة نيوز": المعزول كان يمهد لتنصيب القرضاوي شيخا.. نعيش فوضى أخلاقية ولابد من قيام المساجد بدور اجتماعي.. نصائح "رضوى الشربيني" فتنة تستهدف الأسرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انهيار أخلاقي وتفكك أسري، وتشريعات قانونية لحفظ حقوق المرأة مدعومة بقرارات سياسية، وظاهرة متفشية للطلاق المبكر، ومعارضة من المؤسسات الدينية لفرض قانون منع الطلاق الشفوى، عنف أسري وتحرش جنسي ضد المرأة، خطاب دينى متشدد، وخطاب آخر منحل، ومشردات ولاجئات فى الكثير من الدول العربية، حاورت «البوابة» السفيرة ميرفت التلاوى، المدير العام السابق لمنظمة المرأة العربية للتعرف، على آرائها إزاء القضايا الشائكة.. وإلى نص الحوار.


■ ما رأيك فى الوضع الحالى للمرأة المصرية؟
- الوضع الحالى يشهد حالة من التحسن فى التشريعات، فضلا عن المادة ١١ من الدستور حفظت للمرأة حقوقها، لكن هذا لا يعنى أنها حصلت على كل ما ترغب فيه، نتيجة الثقافة المجتمعية الذكورية، بفضل فكر الإخوان والسلفيين، والخطاب الدينى الخاطئ، فى حين أن الدين الإسلامى «دلع» المرأة وحفظ لها حقوقها، والمرأة ملعونة ٤٠ مرة فى التوراة، للأسف هناك من جعل الدين سبوبة وقام بتحريفه ونعيش فى فترة أسوأ من الستينيات والأربعينيات. إنفاذ القانون ضعيف وليس لديه الأدوات للتنفيذ، والدليل آلاف الحالات من المطلقات المنتظرات من عدة سنوات؛ للحصول على أموال الإنفاق على أبنائهن من أزواجهن السابقين، الذين يستخدمون طرقا ملتوية للهروب من النفقة وكأنهم ليسوا أبنائه.
■ لماذا لم تساند المنظمات الاجتماعية قانون منع الطلاق الشفوى؟
- المنظمات الاجتماعية ضعيفة، والقضايا الاجتماعية فيما يخص الأسرة لسنا مهتمين بها، وهذا السر الأساسى فى ضياع الأسرة وتفككها، وانتشار أطفال شوارع، وعندما كنت وزيرة تأمينات وشئون اجتماعية، رأيت أن كل ما يخص الشئون الاجتماعية آخر ما يهم المسئولين، مع العلم إنها أهم وزارة فى الدولة، ومهما عملنا مشروعات وتنمية ستخرج الأجيال القادمة تهدم ما تم إنجازه.

■ قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسى تظهر فى مناسبات اجتماعية كثيرة.. هل يمكن أن يكون لها دور اجتماعى مثل السيدات الأول السابقات؟
- نحن نحتاج إلى هذا، وأتمنى أن يكون لها دور فى الاهتمام بالأسرة والثقافة والطفل.
■ منذ سنوات عديدة وأنت تهاجمين ممتهنى مهنة «المأذون».. ما السبب؟
- المأذون اختراع لم يكن موجودا أيام النبى محمد صلى الله عليه وسلم أو الصحابة وليس له أساس فى الدين، لدينا ٧٠٠٠ مأذون بلائحة منذ عام ١٩٥٢، بدون قانون، ويحرفون سن الفتيات القاصرات، ويمتنعون عن إبلاغ السيدة المطلقة بالسنوات، ما يتسبب فى ضياع حقوقها، دون حسيب أو رقيب أو قانون يضبط قواعد عملهم، والحل لابد عمل قانون يحمل العقاب والثواب، ومنحهم رواتب حتى لو وصلت ٢٠ ألف جنيه شهريا، وتنتفع الدولة بالمبالغ الرهيبة التى يتربحون منها.

■ كيف نقضى على الفوضى الأخلاقية؟
- نحتاج إلى استيراتجية شاملة تتعاون فيها كل الأجهزة والمؤسسات، من المدارس، والمساجد والكنائس والأندية الاجتماعية والإعلام والدراما والسينما، لتوعية الناس بالظواهر السلبية المجتمعية.
زمان كنا نمتلك القوة الناعمة من البشر، مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، والشعراء العظام، كانوا يهدفون إلى تحسين الرقى والأخلاق فى الأمة، ويجب ألا يسمح بفيلم يحتوى على ألفاظ سيئة أو يحمل معانى بذيئة، وأيضا يمنع التدخين والمخدرات فى الأفلام، طالما لدينا حملة لتحريمها حتى فيلم جمال عبدالناصر أساءوا له بظهوره طوال الفيلم يدخن.
حاليا بعض الأفلام السينمائية تصدر أن سيدات مصر ساقطات، وأن رجال الأعمال حرامية، وشوارعنا وحوارينا كلها تعج بالمخدرات، ولما تسأل المنتج يقولك «الشعب عاوز كده، يعنى إيه.. أنت المفروض تفرض على الشعب خلق وتصرفات جيدة، ولازم نحكم العقل قبل نشر الجهل»
أما المساجد لابد أن تتحول إلى مؤسسة اجتماعية كاملة، فى ظل قواعد تضعها الدولة، عن طريقة خطبة بسيطة عن المشاكل المجتمعية، وبعدها يجلس الشيخ مع المصلين يحدثهم فى أمورهم ويساهم معهم فى حلها.
■ ما المخاطر التى تحاصر مصر؟
- الإرهاب والانفجار السكان أكبر خطر، نتاج زيادة المصريين السكانية تعادل نصف إنتاج ٢٧ دولة، وبالتالى كيف نعلم ونربى وكثافة الفصول، ارحموا الدولة. نحتاج إلى قوانين مشجعة وأخرى معاقبة، بمعنى من يتبع سياسات الدولة فى الاكتفاء بطفلين يوفر له التعليم المجانى والدعم، ومن لم يكتف بداية من الطفل الثالث يتم حرمانه من مجانية التعليم والرعاية الصحية وخدمات الدولة.

■ لم لا تساندين دعوات مساواة المرأة بالرجل فى الميراث أسوة بتونس؟
- هناك أكثر من ٣٠ حالة فى الشرع الإسلامى، تحصل المرأة فيها على ميراث أكثر من الرجل، وأخرى ترث وهو لا يرث، أنا لا أطلب تعديل ما جاء فى الدين، بل أطلب تعديل تصرفات البشر، وهناك آلاف الأسر تحرم بناتها من الميراث، كل ما نحتاجه هو إنفاذ شريعة ربنا، ولابد من وسيلة لحصول المرأة على حقوقها، يعنى الأزهر والمفتى انتفضا بسبب ما حدث فى تونس، لماذا لا ينتفضان لعدم حصول المرأة على حقوقها، فالشريعة والدين حاجة والواقع على الأرض حاجة أخرى.
■ ما تعليقك على نصائح المذيعة رضوى الشربينى للبنات؟
- جهل وفتنة ضد الأسرة، هذا ليس مطلوبًا، طول ما فى احترام بين الطرفين تستمر الحياة سعيدة، ومثلما ندعو إلى احترام المرأة لابد أن ندعو لاحترام الرجل، وعلينا وضع قواعد يلتزم الكل بها، والنواحى الاجتماعية ليست مدروسة بشكل جيد، من يسمح لهؤلاء بالظهور.

■ ما سبب هجومك على الأزهر؟
- أعرف على المستوى الشخصى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فهو رجل فاضل وعلى خلق عظيم، لكنه محاط بهيئة كبار العلماء التى شكلها المعزول محمد مرسى، بهدف تمهيد الطريق لتنصيب مفتى الدم يوسف القرضاوى، شيخا للأزهر، هؤلاء المشايخ فكرهم متزمت ومخهم متجمد، ولا يضيفون جديدًا ويجيدون الكلام فقط، ويتحكمون فى المشيخة وقراراتها، خاصة فى القوانين التى تهدف إلى مواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية.
■ ما الحل لمواجهة المشاكل الاجتماعية فى ظل موقف دينى رافض؟
- يجب تشكيل لجنة قانونية لتنفيذ قرارات الرئيس حول الطلاق الشفوى والمشاكل الأخرى، دون رأى الأزهر أو المفتى، فلا توجد وصاية فى الإسلام، أى شخص متخصص رأيه محترم. 

■ لكن المادة الثانية من الدستور تمنع هذا؟
- نحن دولة مدنية نحترم الشريعة والإسلام، طبقا لهذه المادة، نحن مؤمنون أحسن منهم وعارفون واجباتنا الدينية أحسن منهم، واللى عاوز يقول علمانيين هى كلمة عيب يعنى.
■ ما مواقفك مع الإخوان والجماعة الإسلامية؟
- تلقيت آلاف الشتائم والتهديدات منهم، ورفعت عليهم قضايا، دول ناس يتاجرون بالدين، وكانوا يسعون لتغيير شخصية مصر، وتغييب المجتمع، والتقيت مرسى ٣ مرات، واكتشفت أنه لا يحكم، وكان يتلقى الأوامر والقرارات من الخارج، ولا يوجد أى أمر ناقشته فيه نفذه، ورفضت حضور أى فاعليات لهم، بعد ظهور قتلة السادات فى احتفالات أكتوبر.
■ وماذا عن تعامل مرسى مع المرأة فى المجتمع؟
- الرئيس الإخوانى كان يريد أن يخفى كلمة المرأة من المجتمع، وغلق المجلس القومى الخاص بها، فهم لا يعترفون بالمرأة أن تتساوى بالرجل.

■ المرأة الإخوانية تولد لأب وأم من الإخوان، ومفروض عليها الزواج من إخوانى.. بكل هذه الظروف هى مجبرة.. هل ترين أنها ظالمة أم مظلومة؟
- ظالمة لنفسها أولا، هل ليس لديها عقل؟.. ما الذى يجبرها على أن تقبل بهذا الوضع، عليها أن تثور على منهج السمع والطاعة مثل الحيوانات، المصريين عاشوا سنة سوداء والحمد لله أنها لم تطل أكثر من هذا، وفاضل لنا السلفيون.
■ ما الخطر الذى يشكله السلفيون الآن؟
- هم أشد خطرا من الإخوان، ينشرون الفكر الخبيث فى المجتمع، وأطالب بتطبيق الدستور فى حل كل الأحزاب التى لها أساس دينى، وأيضا يتم وقف نشاطهم وجمعياتهم الاجتماعية المتوغلة فى النجوع والريف، أنهم يصنعون دعايا للأفكار الاجتماعية السيئة، من زواج القاصرات والختان، وتعدد الزوجات.
 شاركت فى لجنة الخصخصة.. لماذا لم تمنعى ما حدث؟
- اكتشفت أنها جريمة منظمة كانت تهدف إلى سرقة أموال الشركات، وحاولت إيقافها لكنى فشلت، لقد طلبت منهم أخذ ‮02‬٪‮ من أسهم كل شركة‮، وكان اقتراحى بيع ‮01‬٪‮ من أسهم الشركة لأصحاب المعاشات، و‮01‬٪‮ من الأسهم للعمال حتى لا يتم تسريحهم، والباقى ‮08‬٪‮ تكون للمشتري، وحتى يكون لمصر والحكومة يد فى هذه الشركات‮.. ولم يوافقوا‮.. وأضاعوا أموال مبيعات الشركات فى مشاريعهم الخاصة مثل توشكى ومدينة الإنتاج الإعلامى وغيرها.
أيضا طلبت شراء هذه الشركات بأموال التأمينات، لتحويلها لشركة مساهمة مصرية، يساهم فيها أصحاب المعاشات، ويحصلون على معاش أكثر من رواتبهم أثناء وجودهم فى الخدمة، إلا أنهم رفضوا.
■ ما الذي يجب فعله الآن من قبل رجال الأعمال لدعم الاقتصاد المصرى الآن؟
- علينا وضع منظومة وقواعد تماثل ظروفنا الاقتصادية، نحن تتماشى مع العالم، لكنها لابد أن تعود على الكل، ولا يتوقف الأمر على التبرع لصندوق تحيا مصر، وإنما نلزم رجال الأعمال بتطبيق المسئولية الاجتماعية، عن طريق بناء مساكن للعمال قريبة من مصانعه، وتمهيد الطرق المحيطة به، وبناء مستشفى أو مدرسة، أو دار رعاية، وكل هذا لابد أن يكون مقابل الخدمات التى يتلقاها من الدولة، وهذا الأمر سيجعل العامل يحب مصنعه وصاحبه، وبالتالى يبذل مجهودا كبيرا فى الإنتاج والكفاءة العالية، وتضيع النظرة الطبقية والحقد من عينه.