السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"قتل البراءة".. تقرير أمريكي: 18 ألف طفل جندتهم ميليشيا الحوثي في حرب اليمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المقاتلون الصغار: تلقينا وعودًا بالأموال.. والبعض اختطف بالقوة من المنازل والمدارس
ناشط بحقوق الإنسان: الكارثة ستظهر عندما يظهر جيل شاب عقوله مملوءة بالكراهية 
مركز الملك سلمان: 4.5 مليون طفل حرموا من التعليم وتدمير 2372 مدرسة 
كشف أكثر من تقرير صادر عن مركز الملك سلمان للإغاثة، وعن قوات التحالف، عن قيام ميليشيا الحوثى الإيرانية بتجنيد الأطفال وقتل براءتهم باليمن.
كما صدر الخميس ٢٠ ديسمبر، تقرير إخبارى عن وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، أكد أن ميليشيا الحوثى الموالية لإيران، جندت أكثر من ١٨ ألف طفل تبلغ أعمار بعضهم ١٠ سنوات، وإرغامهم على المشاركة فى الحرب الدائرة فى اليمن منذ نحو ٤ سنوات.
وأوضح تقرير وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، أن هؤلاء الأطفال تم إحضارهم من منازلهم بالقوة، ودفعهم للقتال فى الصفوف الأمامية ضد القوات الحكومية.
وذكرت الوكالة أنها استندت فى معلوماتها إلى مصادر داخل المتمردين وعلى مقابلات شخصية مع ١٨ طفلًا تم تجنيدهم فى صفوف الحوثيين بالقوة.
وقالت الوكالة فى التقرير، «يقدّر عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم بالقوّة من قبل الحوثيين بنحو ١٨ ألف طفل، وفقًا لمسئول عسكرى حوثى رفض الإفصاح عن هويته».
وأشار التقرير إلى أن العدد هو أكبر بكثير من تقديرات الأمم المتحدة التى تقول إنَّ عدد الأطفال المجندين من قبل الطرفين المتنازعين هو ٢٧٢١ طفلًا.
ونقلت الوكالة عن أطفال مجندين قولهم، إنهم وافقوا على الانضمام للحوثيين بعد تلقيهم وعودًا بحصولهم على مال كثير فى حين أكد آخرون، أنه تم سحبهم بالقوة من منازلهم ومدارسهم، وأن بعضهم أرغم على القتال مقابل إطلاق سراح أقربائهم المعتقلين.
وقال رياض وهو طفل مجنّد، عمره ١٣ سنة، ويحمل بندقية كلاشنكوف روسية: «خدمت فى منطقة سروار الجبلية، وكان أكثر من نصف المقاتلين من الأطفال».
وأضاف: «خلال عمليات قصف لطائرات التحالف أمرنا القائد العسكرى بالاندفاع تجاه الأعداء، لكننا رجوناه أن نؤجل ذلك حتى نختبئ من الغارات وقلنا له: سيدى كيف نهاجم والطائرات تقوم بقصفنا، فردَّ علينا: «أيها المجاهدون يجب أن تهاجموا الآن».
وقال طفل آخر: «جاء الحوثيون إلى منزلنا وأبلغوا والدى أن عليه الانضمام هو وابنه للقتال إلى جانبهم.. ولما رفض أخذوه إلى الخارج وأردوه قتيلًا ثم أخذونى بالقوة».
وقال الناشط فى مجال حقوق الإنسان نجيب السعدى، «إن المشكلة الحقيقية لعمليات تجنيد الأطفال التى يقوم بها الحوثيون ستظهر بعد ١٠ سنوات، عندما ينشأ جيل شاب تكون أدمغته قد امتلأت بالكراهية والحقد».
وفى حديث للوكالة الأمريكية زعم الجنرال يحيى سريع الناطق باسم الميليشيات الحوثية، أنه ليست هناك أى سياسة رسمية لإرسال الأطفال على جبهات القتال، وأن بعض الأطفال يرغبون بالانضمام للمعارك من أجل الانتقام على حد تعبيره.
وأضاف: «الكثير من هؤلاء الأطفال تتم إعادتهم إلى بيوتهم» فى حين ذكرت الوكالة أن عددًا كبيرًا من الأطفال المجندين تمت بالفعل إعادتهم إلى بيوتهم لكن «داخل توابيت».
وكان متحدث باسم مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قد أعلن أن المركز أعاد تأهيل الأطفال اليمنيين، الذين جندتهم الميليشيات الحوثية وزجت بهم فى جبهات القتال، وذلك لإزالة الأضرار النفسية، التى أصابتهم تمهيدًا لإعادتهم إلى أسرهم.
وأوضح الدكتور سامر الجطيلي: «طريقة تجنيد الأطفال تكون إما عن طريق الاختطاف، أو الإجبار فى المدارس، أو الإغراء المالى لعائلة الطفل، أو الطفل نفسه حيث يقدم راتبًا يبلغ ١٠٠ دولار شهريًا»، مضيفًا: «تتم عملية برمجة الأطفال فى المدارس، التى تسيطر عليها العصابات من خلال تغيير المناهج، وإخضاعهم لدورات تدريبية يسيطر عليها قيادات حوثية، تشكل خطرًا كبيرًا على مستقبل الطفولة، وصناعة فكر قائم على الكراهية ورفض الآخر». وأكد: «دفع قائد ميليشيا الحوثى أكثر من مليونى طفل إلى سوق العمل، جراء ظروف الحرب، بالإضافة إلى حرمان أكثر من ٤.٥ مليون طفل من التعليم، بينهم مليون و٦٠٠ ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين»، مضيفًا: «دمر ألفين و٣٧٢ مدرسة جزئيًا وكليًا، واستخدم أكثر من ١٥٠٠ مدرسة أخرى كسجون وثكنات عسكرية». 
وقال الجطيلي: «الاستمرار فى تجنيد الأطفال والزج بهم فى المعارك، واختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك تمثل جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل».
وقال: «ارتفعت وتيرة تجنيد الميليشيات الحوثية للأطفال، وتدريبهم على استخدام كل أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وتوزيعهم على خطوط النار فى الجبهات، للمشاركة المباشرة فى العمليات القتالية»، مضيفًا: «يأتى ذلك بعد مقتل أعداد كبيرة منهم وامتناع الكثير منهم المشاركة فى الحرب التى تخوضها الميليشيات الحوثية بالنيابة عن إيران».
واستطرد: «الحوثى جند ما يزيد على ٢٣ ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ٢٥٠٠ طفل منذ بداية العام الحالى ٢٠١٨».
ويشارك المركز منظمة «وثاق» اليمنية للتوجه المدنى فى تنفيذ برنامج إعادة التأهيل للأطفال المجندين، ووفقًا لتقارير المنظمة فإن عدد الأطفال الذين تمت إعادة تأهيلهم بلغ ١٦١ طفلًا، تم احتجازهم فى عدد من جبهات القتال.
ولفت التقرير: «يتولى إعادة التأهيل فريق من الأطباء والإخصائيين النفسانيين والاجتماعيين والتربويين بهدف إخراج الأطفال من الحالة النفسية السيئة التى يعيشونها نتيجة تأثرهم بعملية التجنيد القسرى من قبل الميليشيات الحوثية، وتشمل البرامج التأهيلية أعمالًا ترفيهية وثقافية ومسابقات هادفة، لإعطاء طابع الفرح ومساحة أكبر للتفريغ النفسى الذى يحتاجه الأطفال المجندون».
وأكد العقيد الركن تركى المالكى، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية فى اليمن، أن ميليشيات الحوثى جندت آلاف الأطفال فى المعارك، كما تستغلهم أحياءً وأمواتًا فى الحرب.
وأضاف «المالكي»، فى تصريحات صحفية، أن الانقلابيين يستغلون الظروف المعيشية الصعبة للأطفال وعائلاتهم، لإجبارهم على القتال فى صفوفهم أو يغررون بهم أو يجبرونهم بالقوة.
وأوضح «التحالف» أن الميليشيات تحاول حتى بعد تقديمهم للموت استغلالهم أمام الرأى العام المدنى والعالم بتقديمهم كضحايا للعمليات العسكرية».
وأشار «المالكي» إلى أن التحالف أطلق برنامجًا خاصًا لإعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم الميليشيات الحوثية، يمر بأربع مراحل قبل إعادة الأطفال إلى عائلاتهم، بين نزع السلاح وتقديم الرعاية الطبية والعلاج النفسى وتسليمهم للجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن ثم للحكومة اليمنية الشرعية التى تعمل على إعادة تأهيلهم ودمجهم فى المجتمع. وفى وقت سابق، قال التحالف الذى تقوده السعودية إن تجنيد ميليشيات الحوثى الإيرانية للأطفال وتعريضهم للهلاك «مستمر».
وأضاف التحالف فى بيانه أنه بدأ إجراءات إعاده ٧ أطفال جندتهم الميليشيات الإرهابية كمقاتلين، بتسليمهم للحكومة الشرعية بحضور لجنة الصليب الأحمر الدولي. وأوضح «التحالف» أن قواته أنقذت ٨٦ طفلًا من الموت وسلمتهم لأهاليهم خلال الأشهر الماضية، مشددًا على أن الحفاظ على سلامة الأطفال وعدم الزج بهم فى الحروب وتأثرهم بها من اهتماماته.
وفى يوليو الماضى، قال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركى المالكى، إن أكثر من ١٠٠ طفل فقدوا أرواحهم فى أرض المعركة، بعد أن جندهم المتمردون الحوثيون.
وأكد المالكى أن التحالف يملك بيانات موثوقة تؤكد تجنيد أطفال فى سن الثامنة.
وحمّل المتحدث ميليشيات الحوثى الإيرانية المسئولية عن تجنيد الأطفال اليمنيين والزج بهم فى أرض المعركة، حيث فقد العشرات منهم أرواحهم خلال المعارك فى صفوف المتمردين.