دخلت الأحوال الجوية فى صميم حياة المواطنين بطريقة علمية، وأصبحوا يثقون ويصدقون التصريحات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية أكثر من ذى قبل، وباتوا ينظمون ملابسهم حسب ما تصدره الهيئة التى تقوم بمراقبة التغيرات التى تحدث بالغلاف الجوى والتنبؤ بحدوثها، وتقديم كل الخدمات والمعلومات الخاصة بالأرصاد لقطاعات الدولة المختلفة، بالإضافة إلى تبادل البيانات فى إطار التعليمات الصادرة من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول التساؤلات الخاصة بالمناخ والطقس التقت «البوابة نيوز» الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية فى هذا الحوار..
■ ما هى أهم الخدمات التى تقدمها الهيئة؟
- تقدم الهيئة جميع الخدمات المتعلقة بالأرصاد للمواطنين ولجميع مؤسسات الدولة، فبالنسبة للطيران المدنى تقوم الهيئة بتقديم خدماتها للطيران المدنى، وذلك من خلال مراكز التنبؤات الجوية الموجودة بالمطارات، والتى تعمل على مدار الساعة، حيث تصدر التقارير والتنبؤات الجوية لخطوط الطيران المصرية والدولية.
ويتم إصدار إنذارات فى الحالات الطارئة ويتم تزويد الطائرات قبل الإقلاع بتقارير كاملة عن الأحوال الجوية عن خط السير بكل رحلة، حيث تستخدم فى تحديد حمولة الطائرات وزمن الرحلة وكمية الوقود المستخدم وغيرها.
كما تقدم الهيئة خدماتها للملاحة البحرية من خلال مراكز التنبؤات البحرية المتصلة بشبكة المعلومات العالمية لتبادل معلومات الأرصاد البحرية، حيث تتعرض السفن التجارية وغيرها لظواهر جوية فى عرض البحر وأثناء الدخول والخروج من الموانئ وتفيد هذه المعلومات فى التنبؤ بمسارات العواصف وسوء الأحوال الجوية الأمر الذى يؤدى إلى اختيار المسارات الآمنة للسفن وإصدار التحذيرات الجوية المناسبة قبل تأثيرها على المناطق الملاحية، وتقدم هيئة الأرصاد خدماتها أيضا للقوات المسلحة، حيث ترسل الأرصاد الجوية البيانات من خلال مراكز التنبؤات العسكرية وشبكة محطات الرصد الجوى المنتشرة بالجمهورية لخدمة الملاحة الجوية والبحرية والمدفعية والدفاع الجوي، وبالنسبة لقطاع السياحة تساعد إخطارات الهيئة فى تحديد فترات السياحة وأنواعها من منطقة لأخرى وبالنسبة لقطاع الرى تقدم الأرصاد الجوية من خلال التنبؤ بفيضان النيل والسيول وبالنسبة لقطاع الزراعة أيضا لأنه من المعروف أن لكل نبات بيئة مناخية مثلى يُحقق عندها أقصى معدل للنمو ويقوم خبراء الأرصاد على مدار العام بعمل تقويم حرارى لكل نوع من المحاصيل القومية، لذلك تصدر الهيئة تقريرا عن الأرصاد الجوية الزراعية كل ١٠ أيام يتضمن المتوسطات الشهرية للظواهر الجوية.
■ هل يوجد متدربون من دول أفريقية أو عربية بالمركز الإقليمى؟
- نعم يوجد متدربون من دول أفريقية وعربية أيضا وقد قمنا خلال الفترة الماضية بالكثير من التطويرات، حيث شملت تخصيص مبنى كامل للمركز، وزيادة فى عدد قاعات التدريب وإدخال نظام الفيديو كونفرانس لمساعدة الطلاب الأجانب التعلم عن بعد دون الحاجة إلى مغادرة بلادهم وزيادة عدد أجهزة التدريب العملى وعدد المتدربين فى زيادة ولدينا كل التجهيزات لاستيعاب جميع المتقدمين للتدريب، كذلك إدخال نظام التعلم عن بعد «الفيديو كونفرانس» الذى تم تعميمه على دول أفريقيا التى تنطق الإنجليزية ساهم فى زيادة عدد المسجلين بالمركز.
■ هل يوجد تعاون بين مصر وأفريقيا فى مجال الأرصاد الجوية؟ وإلى أى مدي؟
- هناك تعاون تام بين مصر وبين جميع الدول الأفريقية وحصلت مصر على مقعد النائب الأول لمجلس الوزراء الأفارقة المعنى بالأرصاد الجوية وسوف تستضيف مصر فى فبراير ٢٠١٩ وعلى مدار ٨ أيام المؤتمر الأول فى مجال الأرصاد الجوية والطقس ومناقشة قضايا المناخ على مستوى شمال أفريقيا وبلغ عدد الدول المشاركة ٥٧ دولة.
■ لماذا لا يوجد لدينا قمر صناعى خاص بمصر؟
- لأن تكلفته تتعدى المليارات ولا يوجد فى أفريقيا ولا الوطن العربى كله قمر صناعى وأنه يوجد فقط فى بعض الدول الأوروبية مثل اليابان وأمريكا.
■ هل شاركت الهيئة فى وضع الخطة الاستراتيجية ٢٠٣٠ للمنظمة العالمية للأرصاد وهل تم إقرارها؟
- نعم شاركت مصر ممثلة فى الهيئة العامة للأرصاد الجوية فى وضع الخطة الاستراتيجية ٢٠٣٠ للمنظمة العالمية للأرصاد، والتى يشارك فى وضعها المجلس التنفيذى المكون من ٢٧ دولة منتخبة، بينها مصر ومن المنتظر إقرارها فى شهر يونيو المقبل.
وتنظم هذه الخطة عمل المنظمة العالمية على مستوى العالم وأيضا تعيد ترتيب أوراق المنظمة، بالإضافة إلى دراسة تقنين بعض اللجان والاستغناء عن البعض الآخر ودمج البعض واستحداث الآخر، حيث تصدرت موضوعات الطقس والمياه والمناخ مناقشات اجتماع أبريل الماضي.
■ ما هو الحاجز الذى يمنع مصر من رئاسة المنظمة العالمية للأرصاد؟
- لا يوجد أى حاجز أمامنا بعد عملية التطوير الشاملة للهيئة وللعلم مصر من الدول المؤسسة للمنظمة وأول مشاركة لنا كانت عام ١٩٥٤ ولقد حصلنا على رئاسة المنظمة من قبل والتى استمرت ٨ أعوام متتالية عام ١٩٧٠ ونسعى حاليا لاستعادة الرئاسة مرة أخرى من خلال مشاركتنا القوية والفعالة داخل المجلس ومن خلال التطويرات التى أدخلناها للهيئة بخطط تدريجيا وهدفنا حاليا الحصول على مقعد أحد النواب الثلاثة للرئيس الحالى للمنظمة كما حصلنا على ٤ شهادات فى الأيزو فى الجودة والبيئة والتدريب والسلامة والصحة المهنية فى مجال الأرصاد، ونحن أول دولة فى أفريقيا تحصل على شهادة الأيزو فى التدريب.
خدمات مناخية ومشروعات
■ ما هو مشروع «الخدمات المناخية» الذى اختارته اللجنة العربية الدائمة التى تترأسها؟
- اقترحت هذا المشروع «الخدمات المناخية» بصفتى رئيسا للجنة الدائمة بالجامعة العربية فى ذكرى تأسيس اللجنة وتمت الموافقة عليه وذلك لاهتمام جميع دول العالم بالتغيرات المناخية التى يشهدها وتمت مخاطبة جميع الدول العربية لعمل أبحاث متطورة فى الخدمات المناخية ودراسة كيفية دخول القطاع الخاص فى مجال هذا المجال وفقا لمطالب المنظمة العالمية للأرصاد.
■ ما هى المشروعات التى نفذتها الهيئة مؤخرا، والتى تعملون على تنفيذها فى المستقبل؟
- يوجد العديد من المشاريع التى تعكف الهيئة على تنفيذها وقمنا بتجديد المبنى الرئيسى بالهيئة، بالإضافة إلى تشغيل جميع أجهزة الهيئة بالطاقة الشمسية وتعمل الهيئة حاليا على عدد من المشروعات بمساعدة القوات المسلحة، مشروع ٣ رادارات طقس و٣٠ محطة أوتوماتيكية والكمبيوتر العملاق والتى تصل تكلفها إلى ١٨٠ مليون جنيه.
■ ما عدد محطات الرصد الموجودة ومراكز التنبؤات وعددها؟
- يوجد لدينا العديد من محطات الرصد والتى بلغت ١٠٢ محطة رصد جوى على مستوى الجمهورية و٦ مراكز تنبؤات وتقوم الهيئة العديد من التطورات التى تجريها عليهم بصفة دائمة.
■ ما مدى التنسيق بين هيئة الأرصاد الجوية ومؤسسات الدولة؟
- يوجد تنسيق تام بيننا وبين كل مؤسسات الدولة بداية من مجلس الوزراء وجميع الوزارات والمحافظات وكل هيئات الدولة والهيئة تعمل على مدار الـ٢٤ ساعة وتقوم بإرسال البيانات لجميع مؤسسات الدولة وتتم موافاتها جميعا بتحديثات النشرات الجوية، فضلا عن علاقتنا المفتوحة مع الإعلام المرئى والمقروء والمسموع.
■ هل حدثت فى مصر سيول هذا العام وما هى درجة خطورتها؟ وهل يحدث مثل العام الماضى فى التجمع الخامس؟
- حدث بالفعل سيول فى مصر وبكميات كبيرة، ولكن نجحت الحكومة ممثلة فى الوزارات فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة السيول المتوقعة للتقلبات الجوية التى تشهدها البلاد خاصة فى فصل الشتاء. ووصلت السيول التى شهدتها البلاد إلى أقصى درجات الخطورة ولكن لم نسمع عنها شيئا لاستعداد الحكومة التام بعد التنسيق بين الهيئة والوزارات خاصة بعد السيطرة عليها وبالنسبة لما حدث العام الماضى فى التجمع كان سوء تقدير للأمطار وخطورتها، ولكن الدولة فى استعداد تام لحدوث أى سيول.
