الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

موضع ميلاد المسيح.. عناية الله تحرس الفقراء بدءاً من مذود البقر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يهتم كل أب وأم حاليًا، باختيار مكان ولادة جنينهم؛ حيث يختاروا المستشفى الأكثر عناية، يصطافوا الأفضل، يقرروا أن يكون المكان الأشيك فى استقبال ذريتهم، وذلك لاعتبارات عدة، أهمها سلامة المولد، ولأمور أخرى عدة، مثل استقبال المهنئين وصناعة ذكرى تدوم للأبد.
وعلى ذات الشاكلة، كان اختيار مولد السيد المسيح، أمر تم بمنتهى العناية والأهمية، مكان يليق بسليل العرش؛ حيث تم ذلك داخل معلف دابة، مزود بقر على طرف مدينة صغيرة، تقع بالضفة الغربية، إسطبل صغير لم تطرأه حياة من قبل، وعلى الرغم من أن الأمر يدعو للتعجب، كما كانت ملامح هيرودس الملك حينها تتعجب، حينما قال له المجوس: «أين هو المولود ملك اليهود؟»؛ فكيف وأين ولد الملك ذاك والقصور لم تستقبل أطفالا جديدة.
ويبدو أنه فى اختيار ذلك المكان، كان هناك تلميحات بأمور عدة ومهمة، حيث يرى منسى يوسف، الأخ بالكنيسة الإنجيلية؛ إن المسيح الغنى «ابن الحسب والنسب والمقام العالي»، ابن داود ملك العرش، وابن صموئيل ملك الأرض، وميلاده بمذود يعد أمر غريب؛ حيث يعد الأمر فى غاية التواضع، مع العلم أنه إذا كان ولد فى قصر فسيكون ذلك تواضعا أيضًا منه، فما كونية القصر جنب ابن الله.
ويشدد «يوسف» أن الأصل فى الأمر، أن المزود محل ميلاد الذبائح والحملان، ليعلن الله من الخطوة الأولى أنه جاء ليَخدم وليس ليُخدم، لكى يعلن أنه سيذبح لكى من أجل كثير، وهناك أيضا تفاصيل كثيرة تعكس ذلك المبدأ، فحينما بدأ خدمته وذهب للرجل القعيد ببركة سلوام، دخل لمقابلة الرجل من «باب الضأن»، ليكمل بذلك السيناريو المعد من أجل إعداد ذهن البشرية للأمر.
ويعدد القس مينا رمزي، راغب كاهن كنيسة مار مرقص بمصر الجديدة، أسباب اختيار المذود للميلاد؛ حيث بخلاف التواضع، كان الله يريد أن يأتى للبشر بمستوى البشر، وليس مستوى الملوك، ولكى يرتقى بالناس فى المعرفة إلى أن يصيروا عارفين الله.
ويضيف القس، أن السيد المسيح أشرق جسديًا من العذراء داخل المذود، والنجم والظهورات النورانية كانت كثيرين، ليدل أيضًا أنه جاء لينير العالم من مكان مظلم، كالمذود الذى ولد فيه، وعالج السيد المسيح شهوة الكرامة بميلاده بالمذود؛ حيث ذبح بميلاده داخل المذود أى فكر كبرياء قد يولد بفكر أى شخص؛ حيث اختار السيد المسيح «حظيرة حيوان» بمدينة صغيرة، على الرغم من أنه كان متاح أن يولد بمدينة أورشليم، التى تحوى الهيكل، والتى كانت تعد من أهم المدن حينها، ليتنازل الله عن مجده من أجل الناس.
ويختتم الكاهن، أن «حظيرة الحيوانات» تلك لم تكن شيئا جميلا، كما يمثل الآن، مليء بالألوان والأضواء، بل كان مكان لا يحوي سوى الحيوانات وفضلاتهم.
فيما يرى القس يوحنا موريس، أن ميلاد المسيح، ذلك يعد تشجيعا للفقراء على مر العصور، ورسالة تدوم أبد الدهر؛ فإذا كان أحدهم ولد فقيرا ويمر بظروف سيئة خلال نشأته، فعليه أن يتذكر أن السيد المسيح ولد فى مذود بقر، فمهما كانت الظروف حاليا صعبة، فلن تكون بصعوبة الميلاد بمزود للبقر، ومن ثم يكون فى ذلك تعزية للظروف التى يحيا بها صاحب الظروف السيئة، وتكون مدخل لقبول الأمر، مشيرا إلى أن من يقبل ذلك بشكر من المؤكد أنه سيجد معونة إلهية.
فيما تأمل القمص تادرس يعقوب ملطي، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس سبورتنج، خلال ميلاد المسيح بالمذود، بأن الذين كانوا فى استقباله هم «المرذولين»، فلم يستقبله لا كهنة ولا كتبة ولا فريسيين ولا هيروديسيين ولا ملوك ولا أمراء، وإنما رعاة غنم «وهى مهنة البسطاء»، وأيضًا مجموعة من الوثنيين «المجوس»، والذين حضروا من أقصى الشرق للاحتفال بالطفل المولود بالمزود، ليصنع الله أيقونة جديدة فى روعة التدبير والاهتمام بالجميع.
وقام بتجسيد أول «مزود حي» -يتضمن كائنات حية حقيقة- القديس فرنسيس الأسيزي، فى ميلاد سنة ١٢٢٣م، وانتشرت بعدها بسرعة عادة تشييد المزاود الرمزية فى الكنائس والمنازل، والمزود التقليدى دائما ما يحتوى على عدة شخصيات، انطلاقًا من وصف إنجيل لوقا، وبحسب البابا فرنسيس؛ فإن لكل منهم إشارة رمزية، وهي:
- السيد المسيح طفلا: وهو العيد.
- مريم العذراء ويوسف النجار: رمزًا الإنسانية بأكملها. 
-الرعاة: يمثلون فئة الفقراء والبسطاء. 
- المجوس: يمثلون فئة المتعلمين والأغنياء الّذين لا قيمة لما يملكونه.
- النجمة: رمز للهداية؛ حيث هدت المجوس إلى المسيح.
- الثور: يرمز إلى الغذاء الماديّ الذى لا بد منه للإنسان.
- الحمار: رمز الصبر واحتمال المشقات فى سبيل الإيمان وفى خدمة المخلص.
- الخراف: ترمز إلى الوحدة الضرورية فى جماعة المؤمنين؛ حيث الذبائح.
- الملائكة: يرمزون إلى حضور الله الفعال بين الناس.