الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأفاعي وصاحبة الجلالة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالها أبي ذات يوم: «لا يخشى النور يا ولدي إلا من كان به عورة يريد أن يخفيها»، ولـ«صاحبة الجلالة» نور لا يخشاه إلا من بغي الظلام ستارًا يخفي به عوراته.
إن ما حدث من اعتداء سافر على الصحفيين، خلال تغطية التقدّم للترشح لمنصب نقيب الصيادلة؛ لهو خرق لكل القوانين والمواثيق، لم نعد نعلم هل هي مؤسسات تدار وفقا للوائح؟ أم أن ما يحدث مجرد مشاهد من أفلام البلطجة والانهيار الأخلاقي للقيم المجتمعية التي طفحت على الساحة مؤخرًا.
منذ عام، اشتعلت الأحداث داخل نقابة الصيادلة، في شارع «قصر العيني»، في وسط القاهرة، بعد قرار مجلس النقابة؛ إحالة النقيب محيي الدين عبيد، نقيب الصيادلة، إلى التحقيق، وإيقافه 3 أشهر قابلة للزيادة عن أداء مهام منصبه بعد اكتشاف مخالفات مالية وإدارية.
فقد أَدار النقيب؛ «الصيادلة» وكأنها إقطاعية خاصة، يعمل تحت إمرته جميع الصيادلة، يأتمرون بأمره، ولا رأي إلا رأيه.
وردّ على القرار بالاستعانة بـ«بلطجية»؛ للسيطرة على مقر النقابة، واعتدوا على أمين عام النقابة، عصام الدين حريرة، الذي دخل بعدها «العناية المركزة»، في مستشفى «قصر العيني»، كما أصدر «عبيد»، قرارات مضادة لقرارات المجلس؛ منها إحالة أعضاء المجلس للتحقيق، وتسريح الموظفين الإداريين وتعيين «بلطجية» بدلًا منهم.
إن ما حدث يؤكّد أنه لا حاجة لأحد من الصحفيين لكلمات مواساة أو تعاطف، فكل واحد منهم كان جنديًا يقاتل بشرفٍ؛ من أجل كشف الحقائق ووصولها للشارع بشكل مهني وأمين، وإن من يحتاج المواساة حقًا «صيادلة مصر»، إذ تُدار نقابتهم بشكل قمعي، يتخذ البلطجة والعنف سبيلًا لتحقيق مآرب وأهواء شخصية، إذ إن الأعضاء في النقابة ليس لهم أدنى حق في إبداء الرأي أو المشاركة في أي فعالية أو قرارات تخص نقابتهم.
إن الاعتداء على الصحفيين، لم يكن اعتداء على أفراد لشخوصهم أو لمعرفة سابقة بأي منهم، وإنما هو اعتداء على كرامة الصحافة،  وعلى الدولة أن تطبق القانون الذي يعاقب المعتدين، فإن هناك نصا صريحا في قانون تنظيم الصحافة والإعلام الجديد «المادة 100»، التي تعاقب بالحبس والغرامة لكل من يعتدي على الصحفيين.
كل الدعم والمساندة للزملاء: «عاطف بدر، ومحمد الجرنوسي من صحيفة المصري اليوم، وإسراء سليمان من الوطن، وآية دعبس من اليوم السابع، الذين تعرضوا للضرب والاستيلاء على هواتفهم خلال تأديتهم لعملهم دون سبب، إلا أنهم اقتربوا اقترابًا مشروعًا لكشف ما يحدث خلف أسوار حديدية؛ عليها أُناسُ جبابرة، يحاولون بقدر ما يستطيعون إخفاء مخالفات نقيب الصيادلة الموقوف، وعدم تمكين عدسات «صاحبة الجلالة» من كشف غموض ما يحدث. 
فـ«الفاسدون فقط هم من يخافون الحقيقة»..