جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سوريا، بمثابة هدية مجانية لكل من تركيا وتنظيم داعش الإرهابي.
فالقرار جاء في وقت لا تزال تخوض فيه قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من واشنطن، معارك شرسة مع داعش في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور في شرق سوريا، كما أنها تتأهب لصد هجوم عسكري وشيك في مناطق تمركزها في شمال سوريا .ورغم ادعاء ترامب أن القوات الأمريكية أنجزت مهمتها في سوريا بالقضاء على داعش على الأرض، إلا أنه معروف عن التنظيم الإرهابي أنه يعاود الكرة مرة أخرى بعد طرده من المدن، مستغلا ثغرات هنا وهناك، ولعل ما حدث في مدينة هجين في شرق سوريا شاهد إثبات على ذلك، إذ تم طرد الإرهابيين منها أكثر من مرة في عمليات عسكرية لقوات قسد والتحالف الدولي، وسرعان ما عادوا إليها مرة أخرى.
وبالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، الذي يعاني من تدني شعبيته على إثر أزمة اقتصادية خانقة، فإنه وجد ضالته في الانسحاب الامريكي، إذ كان يستعد لشن عملية عسكرية جديدة ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية التابعة لقوات قسد في شمال سوريا، للتغطية على فشله الداخلي، ومن شأن قرار ترامب تسهيل مهمته في هذا الصدد.
ولعل ردود الفعل حول قرار ترامب تكشف أنه سيكون له تداعيات خطيرة، إذ كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن ترامب تجاهل تحذيرات قادة عسكريين أمريكيين من عواقب الانسحاب المفاجيء من سوريا، ونصحوه بالانسحاب التدريجي، لكي لا يعود داعش مرة أخرى.
وبدوره، أعلن توبياس إلوود وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية، مساء الأربعاء الموافق 19 ديسمبر، أنه لا يتفق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن الوزير البريطاني القول :"إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخطئ في قوله إن تنظيم "داعش" في سوريا قد هُزم".
وتابع الوزير البريطاني "تنظيم "داعش" تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما بقوة".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاربعاء الموافق 19 ديسمبر، بشكل مفاجيء عن انسحاب قوات بلاده من سوريا، وقال :"إن السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده في سوريا خلال فترة رئاسته يكمن في ضرورة هزيمة داعش"، معتبرا أن هذا الهدف قد تم تحقيقه.
وأضاف ترامب، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع تويتر "إننا هزمنا داعش في سوريا، وهذا كان السبب الوحيد لاستمرار وجودنا هناك خلال فترة رئاستي".
