الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أوهام إعادة الإمبراطورية الفارسية تتساقط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثلاث صفعات على وجه نظام «الملالى» فى اليمن ولبنان والعراق 
توالت في الأيام الأخيرة الضربات على إيران، وتهاوت أدوات نفوذها في المنطقة تباعا، خاصة بعد الاتفاق، الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين، في ١٣ ديسمبر، خلال محادثاتهما بالسويد.

فالاتفاق كشف بوضوح أن مخطط إيران للسيطرة على اليمن ومحاولة تهديد السعودية والتحكم في مضيق باب المندب ومدخل البحر الأحمر، لن يرى النور، لأن عملاءها الحوثيين، لم ينجحوا في تثبيت أقدامهم، وتعرضوا لهزائم متتالية على يد قوات الشرعية والتحالف العربي، واضطروا في النهاية، للدخول في مباحثات، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وبالنسبة لحزب الله اللبناني، أكبر الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة، سرعان ما وجد نفسه أيضا في موقف لا يحسد عليه، عندما بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية منذ ٤ ديسمبر، أطلق عليها «درع الشمال»، لتدمير الأنفاق، التي حفرها الحزب على الحدود بين لبنان وإسرائيل، في وقت تقدمت واشنطن وتل أبيب بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يصنف «الحزب» منظمة إرهابية.
ويبدو أن استهداف إسرائيل المتزايد لمواقع حزب الله في سوريا، وقيامها أيضا بتدمير أنفاقه على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، ضيق الخناق كثيرا على الحزب، ولذا، انكفأ مؤقتا فيما يبدو على تحصين نفسه تحسبا لمواجهة عسكرية مع إسرائيل، وهو ما أربك أيضا حسابات إيران، وحتى الحوثيين، لأن الحزب طالما تردد أنه أرسل مقاتلين إلى اليمن لدعم المتمردين هناك، وقد يكون هذا أحد أسباب مسارعة للحوثيين للذهاب إلى السويد، لانقطاع الإمدادات عنهم.
ورغم أن إيران طالما استغلت الدين والمذهبية لقمع شعبها في الداخل، ومد نفوذها في الخارج، إلا أن تجدد المظاهرات في محافظة البصرة في جنوب العراق، والتي تتخللها شعارات مناوئة لطهران وعملائها في العراق، كشف أيضا عن أن هذه الورقة لم تعد تجدي نفعا في خداع الشيعة العرب.
وشهدت البصرة منذ يوليو الماضي مظاهرات متكررة، احتجاجا على تردي الخدمات والأوضاع المعيشية والفساد، ومنذ ١٤ ديسمبر، خرجت احتجاجات جديدة، وحاصر المحتجون منزل رئيس مجلس محافظة البصرة وليد الكيطان، فيما تدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريقهم.

وكان آلاف المتظاهرين حاصروا أيضا فى ٧ سبتمبر الماضي مقر القنصلية الإيرانية فى البصرة، قبل أن يقتحموه ويحرقوه، وأظهرت لقطات فيديو من داخل المقر، ألسنة اللهب وهى تحرق مبان داخل القنصلية على وقع هتافات «إيران بره بره.. البصرة تبقى حرة».
وفى لقطات أخرى، ألقى المتظاهرون بالعلم الإيرانى فى قلب النيران المشتعلة، ورفعوا العلم العراقى داخل القنصلية، فى خطوة عكست بوضوح الغضب من تدخل إيران فى شئونهم، بالإضافة إلى الانتقام منها، لمسارعتها لقطع إمدادات الكهرباء عن المحافظة، فور قيام واشنطن بإلغاء الاتفاق النووى معها، ما فاقم من أزمة تردى الخدمات والأوضاع المعيشية هناك.
وكشف حرق القنصلية الإيرانية فى البصرة، وقبلها حرق مقرات أحزاب عراقية موالية لطهران فى المدينة، عن أن العراقيين على إدراك تام بكل أبعاد مؤامرة نظام الملالي، التى تقوم على استغلال الشيعة خارج حدودها لتحقيق مخططاتها الإقليمية، ومساومة الغرب.
وفيما كانت إيران تخطط عبر عملائها في جنوب العراق ذي الأغلبية الشيعية لعرقلة تصدير نفط البصرة، لدفع شركات النفط الغربية والروسية التي تعمل هناك، للضغط على واشنطن، للتراجع عن العقوبات ضدها، أربكت احتجاجات البصرة، كل حساباتها، وأفشلت مخططها لمساومة أمريكا، عبر هذه المحافظة، التي تعتبر خزان النفط العراقي.
ويجمع كثيرون أن إيران لم يعد أمامها من خيار سوى الرضوخ للأمر الواقع، والتخلي عن أوهام إعادة الامبراطورية الفارسية، خاصة أن المجازر التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي ضد المدنيين، والمأساة الإنسانية، التي خلفتها، كشفت بوضوح وجهها القبيح أمام العالم، وأنها مستعدة لسفك الدماء ونشر الفوضى لأبعد مدى، وهو ما جعل المجتمع الدولي ينتبه لخطورة مشروعها التوسعي في الشرق الأوسط، ويضغط عليها، عبر العقوبات، من جهة، ومحاولة تقليم أظافر أذرعها وميليشياتها العابرة للحدود، من جهة أخرى.