الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟ خبراء يحذرون من ألاعيب الحوثي بعد المفاوضات

محمود الطاهر، الكاتب
محمود الطاهر، الكاتب الصحفى والمحلل السياسى اليمني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال محمود الطاهر، الكاتب الصحفى والمحلل السياسى اليمني، إن تفاهمات السويد حول اليمن، لم تكن لتحصل لولا ضغط التحالف العربى عسكريًا على ميليشيا جماعة الحوثى الموالية لإيران، وضغوط المجتمع الدولى على الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين للتوصل إلى اتفاق، خاصة فيما يتعلق بالوضع فى مدينة الحديدة التى يتركز فيها القتال بين قوات الشرعية والمتمردين.
وأضاف الطاهر، أن التحالف العربى شكل قوة مشتركة تتكون من أبناء محافظة الحديدة (المقاومة التهامية) ومن مناطق مختلفة فى اليمن (المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح) وألوية العمالقة (مقاومة جنوبية موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي)، أجبرت الميليشيات الحوثية على التراجع والتقهقر، وكانت قوات الشرعية مدعومة من التحالف العربى بصدد السيطرة على الحديدة بالكامل، إلا أن الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، ناشدت الحكومة اليمنية والتحالف العربى منح فرصة للمشاورات التى قادها غريفيث، لبدء مباحثات سلام، وهو ما استجابت له الحكومة والتحالف لحقن دماء اليمنيين.
واستطرد «تفاهمات السويد ستخفف من الضغط الدولى على الحكومة الشرعية، الناجم عن معركة تحرير الحديدة من قبضة الحوثيين، بسبب ادعاءات المجتمع الدولى أن معركة تحرير المدينة قد تزيد المعاناة الإنسانية وتخلف مجاعة كبيرة لم يشهدها التاريخ. وأضاف «لنكن متفائلين هذه المرة، لكون الضغوط الدولية هذه المرة هائلة، وهى تلزم الأطراف اليمنية بأن تجنح إلى السلام، ولنأمل خيرًا بأن يعود الحوثيون إلى الصواب وينسلخوا عن إيران وعن مشروعها التدميرى فى المنطقة، وسنبقى متفائلين ١٤ يومًا فقط، لنستطيع أن نعلن حكمنا النهائى بشأن مشاورات السويد وتبعاتها، وخصوصًا اتفاق تعز الذى يدعو الميليشيا الحوثية لفك الحصار عن المدينة». وبدوره، قال الباحث المصرى محمود كمال، نائب الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إن اتفاق السويد صفعة قوية للنفوذ الإيرانى فى اليمن المتمثل فى ميليشيا الانقلاب الحوثى وانتصار عربى خالص على إيران والانقلابيين الحوثيين الذين لأول مرة يقبلون بالانسحاب منذ أن تمردوا على السلطة الشرعية منذ ما يقارب الأربع سنوات. وأضاف، أن تطهير الحديدة وتعز من الحوثيين وقبولهم الانسحاب من هناك، بداية هزيمة المشروع الإيرانى التوسعى فى المنطقة، لأن الإيرانيين تعمدوا نشر الفوضى فى المنطقة عبر ميليشياتهم. وشدد على دور التحالف العربي، خاصة السعودية والإمارات، فى إجبار الحوثيين على القبول بالانسحاب من خلال الضربات العسكرية المركزة ضدهم، وأشار إلى أن أهمية الانتصار الذى حققته قوات الشرعية والتحالف يرجع إلى أن الحديدة من أهم الأماكن التى تصل إليها المساعدات الإنسانية والدعم اللازم للشعب اليمني.
ولفت أيضا إلى أن هذا الانتصار أحبط مخطط تحويل اليمن لولاية شيعية إيرانية عبر الحوثيين لتهديد أمن الخليج العربي، خاصة الإمارات والسعودية، كما سيعزز جهود القضاء على نشاط داعش والقاعدة فى اليمن.
وفى السياق ذاته، قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن الايام المقبلة ستحسم مصير التفاهمات الجزئية التى تمت فى مباحثات السويد حول اليمن، بشأن مدينة الحديدة ومينائها وحصار تعز وتبادل الأسرى، خاصة أن هناك مخاوف من مناورات وألاعيب الحوثيين المعروفة، والذين يسعون للالتفاف على الاتفاقيات الجزئية الأخيرة وتفريغها من مضمونها وتوظيفها فقط لمصلحتهم.
وأضاف، أن الجولة المقبلة من المشاورات والمفاوضات حول اليمن والتى ستتم فى يناير ٢٠١٩، ستشهد مناقشة المحاور المعقدة والصعبة المتمثلة فى الإطار العام لاتفاق إنهاء الحرب والترتيبات السياسية والعسكرية الخاصة بالمرحلة الانتقالية، ونبه إلى ضرورة الحذر من مخطط لمأسسة الميليشيات الشيعية المسلحة وإدخالها فى صلب بنية الأجهزة الأمنية اليمنية على غرار ما حدث فى العراق، الأمر الذى يبقى على المعادلة الطائفية قائمة، بل تتضاعف خطورتها مع إضفاء المشروعية على نشاطاتها الطائفية، فضلا عن إضفاء المشروعية على نفوذ إيران فى اليمن، وهذا على المدى المنظور لا يحقق استقرارا ولا ينهى الحرب ولا يسهم فى القضاء على داعش والقاعدة ما دامت البيئة المذهبية والطائفية لا تزال حاضرة وإن حاولوا شرعنتها ومأسستها.
وأخيرا، قال أسامة الهتيمي، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن ميليشيا الحوثى تعرضت لهزائم متتالية قبيل التوصل لاتفاق السويد، وتواترت أيضا العديد من التقارير عن وجود انشقاقات بين جبهات حوثية متعددة لأسباب سياسية واقتصادية.
وأضاف، أنه من المبكر إطلاق حكم نهائى على مسار محادثات السويد، إذ إن دقة الحكم تستلزم انتظار ما ستسفر عنه هذه المحادثات فى النهاية، خاصة فى ظل المخاوف من احتمال خرق الحوثيين للتفاهمات الناجمة عن هذه المحادثات. وحذر من أن عدم الضغط على الحوثيين للتخلى عن سلاحهم يجعل منهم نسخة قريبة من حزب الله اللبنانى الذى استطاع أن يوظف سلاحه ليكون أداة ضغط سياسية قوية ليفرض رأيه وتوجهاته على مجمل المشهد السياسى فى لبنان، وهو ما تسعى إليه طهران وتطمح له فى اليمن، وفى كل البلدان التى تتحرك فيها.