الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"إمارة التركستان الصينيين".. في جسر الشغور السورية.. وانضمام 5000 من عناصر تركستان الشرقية إلى سوريا لصفوف "داعش" و"القاعدة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«إمارة التركستان الصينيين».. فى جسر الشغور السورية.. وانضمام 5000 من القادمين من تركستان الشرقية إلى سوريا لصفوف «داعش» و«القاعدة».. وأبو النور: روسيا تحاول إطالة صبرها، حتى تكسب شرعية دولية لأى حراك لها أو للنظام السورى فى الشمال


تداولت وسائل إعلام روسية خبرا حول تأسيس الحزب الإسلامى التركستانى، إحدى الفصائل المتشددة فى الشمال السورى، ما يسمى بـ«إمارة التركستان الصينيين» بمحافظة إدلب، شمالى غرب سوريا.
وقالت وكالة «سبوتنيك»، إن الإمارة تشمل منطقة «جسر الشغور»، فيما تأتى فى توقيت تعانى فيه الفصائل السورية من تفكك جبهتها الداخلية واستعداد الأجانب منهم للعودة إلى بلدانهم أو المناطق المشتعلة بعدما تراجعت فرصهم فى سوريا.
وبينما يمر اتفاق «سوتشى» المعقود بين روسيا وتركيا، فى ١٧ من سبتمبر الماضى، بأزمات تعرقل تنفيذه بشكل كامل، خرقت الفصائل المتطرفة الاتفاق سواء على مستوى تنفيذ هجمات على قوات النظام السورى أو إعلان عدم التزامها بـ«سوتشى».
وقال الباحث السياسى المختص فى الشأن الروسى، محمد فرّاج أبوالنور، إن الفصائل لا تنتظر منها شيئًا منطقيا، فرغم انحصار وجود الفصائل وتفكك جبهتها الداخلية ما زالت تسعى لتأسيس كيانات جديدة. واستبعد أن تكون هذه الإمارة ذات تأثير على المشهد فى شمال سوريا، مرجحًا أن تكون محاولة لرفع الروح المعنوية لدى أفرادهم والتأكيد لهم أن ثمة قوة ما زالوا يحتفظون بها.
ولفت إلى أن تأسيس الإمارة لا يعنى أن الحزب التركستانى يسيطر على قطاع كبير فى إدلب، مشيرًا إلى أنه كيان ذو وزن ضئيل على الأرض وقوته تنبع من كونه يعمل إلى جانب «هيئة تحرير الشام».
وتابع الباحث، أنه يتوقع أن يكون الحزب التركستانى أول التنظيمات المستهدفة فى الفترة المقبلة، وتحديدًا من تركيا، خاصة أن الفصائل تعمل فى الفترة الحالية فى اتجاه يخالف الرؤية التركية، كما توقع أن يذهب المشهد فى إدلب إلى إرجاء تركيا لخطوة تنفيذ اتفاق سوتشى، وأن يكون تعطيل الاتفاق برغبة تركيا للحفاظ على مصالحها.
ولفت «أبوالنور» إلى أن روسيا فى المقابل تحاول إطالة صبرها، حتى تكسب شرعية دولية لأى حراك لها أو للنظام السورى فى الشمال، مشيرًا إلى أن روسيا ومعها النظام السورى يتبعان سياسة التفريغ التدريجى للفصائل، وسيأخذ ذلك فترة طويلة لكنه فى النهاية ستفرغ فى سوريا أغلب المتشددين، وفى النهاية سيتدخلان عسكريًا لإبادتهم.

وقال، إن تفريغ المشهد يكون بأكثر من وسيلة إما لتركهم لخلافاتهم البينية، أو تسهيل ترحيل حزب منهم إلى أماكن النزاع حول العالم، على أن تكون الأولوية للأكثر تطرفًا والأكثر رغبة فى استبعاده من سوريا.
وقومية الإيغور التى ينتمى لها الحزب الإسلامى التركستانى، هم السكان الأصليون لإقليم تركستان الشرقية، ويمثلون ٨٠٪ من إجمالى سكان الإقليم، وفى عام ١٩٤٩ فرضت الصين سيطرتها عليه وغيرت اسمه ليصبح «شينجيانج»، وانتهجت سياسة تهجير الصينيين إلى هناك ليتقلص عدد الأيغور فى الداخل إلى ٤٥٪ من إجمالى السكان.
ويتهم الأيغور، بكين، باستنزاف مواردهم وممارسة سياسات اضطهادية ضدهم، ما دفع القيادى الأيغورى، حسن معصوم، فى عام ١٩٩٧ إلى تأسيس «الحزب الإسلامى التركستانى»، وفى البداية كان حزبًا ذا أهداف محلية، تتمثل فى السعى إلى تحرير إقليم تركستان الشرقية، إلى أن انتقل إلى مرحلة ثانية أعلن فيها ولاءه لتنظيم «القاعدة» الذى حارب إلى جواره فى أفغانستان.
وفى عام ٢٠١١، ومع اندلاع الحرب السورية، أرسل الحزب عددًا من عناصره للعمل فى سوريا، فأسسوا فى ٢٠١٣ «الحزب الإسلامى التركستانى فى سوريا»، وهو الأمر الذى جعل الصين تتدخل فى الحرب لتساند النظام السورى، معتبرة بقاء هذا الحزب فى سوريا يُمثل تهديدًا لأمنها القومى.
وفى نوفمبر ٢٠١٧، وجه الحزب، أول تهديد صريح إلى الصين، وذلك حين نشر مقاطع مصورة تظهر عرضًا عسكريًا تقوم به عناصره.

وقال السفير السورى بالصين، الدكتور عماد مصطفى، فى تصريحات لوكالة «رويترز»، نُشرت فى مايو ٢٠١٧: إن عدد القادمين من تركستان الشرقية إلى سوريا، على مدار سنوات الحرب، بلغ ٥٠٠٠ شخص انضموا إلى صفوف «داعش» و«القاعدة»، مطالبًا الصين بمضاعفة دعمها للنظام السورى، قائلًا: «الصين، مثل أى بلد آخر، يجب أن تشعر بقلق شديد»، كما تطرق إلى دور تعتمد فيه بكين على النظام السورى، فى الحصول على معلومات استخباراتية عن «الحزب الإسلامى التركستاني».
والحزب التركستانى وفقًا لشهادة الإرهابى السعودى، عبدالله المحيسنى، هو أكثر الكيانات المسلحة فى سوريا تنظيمًا، ولا يعرف العودة إلى الوراء، وربما لهذا السبب هو ضمن كيانات قليلة داخل إدلب رافضة للاتفاق «الروسى - التركي»، الذى أبرم فى ١٧ من سبتمبر الماضى، بمنتجع سوتشى الروسى.