لم يتخيل سكان حارة عاشور المبلط الهادئة بمنطقة الشرابية أن حارتهم الصغيرة والتى لا يتعدى عرض شارعها 2 متر ستصبح حديث وسائل الإعلام بعد أن شهدت واقعة مأساوية أقدمت فيها سيدة على تسميم طفلتيها مما أسفر عن وفاتهما داخل المستشفى.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى حارة عاشور المبلط والتقت بالجيران للتعرف على تفاصيل الواقعة المأساوية.
فى البداية يقول محمد.ى، أحد سكان الحارة أن زوج المتهمة يدعى عمرو ويعمل فى صيانة الهواتف المحمولة، وقدم إلى المنطقة بصحبة زوجته منذ عام تقريبا ولديهما طفلتان إحداهما تبلغ من العمر 6 أشهر والأخرى حوالى 3 سنوات.
وأضاف الجار أن المتهمة كانت منقبة ولا أحد يعرف حتى اسمها فى المنطقة وكانت تعيش مع زوجها فى شقة بالطابق السادس وليس لهم علاقة بأهالى المنطقة، وكانوا فى حالهم ولم نسمع لهم أى حس منذ قدومهم وصدمنا عندما علمنا بالواقعة المأساوية.
وأشار الجار إلى أن المنزل الذى تقطن به تلك الأسرة حيث لا يتعدى تاريخ إنشائه الـ3 سنوات موضحا أن أهالى المنطقة يتداولون رواية عنها؛ حيث إنه سمع من بعض الجيران أن جارته تعانى منذ فترة من مرض نفسى وأنها كانت تشترك فى التظاهرات.
والتقط ماجد.ى، طرف الحديث وقال إن الواقعة حدثت بعد منتصف ليل يوم الجمعة عندما فوجئ الأهالى بوجود سيدة بشعرها تصرخ وتستغيث فى منتصف الحارة وكان صوت الصراخ مرعبا وعندما تجمع أهالى المنطقة علموا بقيامها بتسميم أطفالها وكان والد الطفلتين فى ذلك الوقت موجود واصطحبهم على الفور إلى المستشفى ولكنهم علموا بوفاة الطفلة الرضيعة عقب وصولها المستشفى.
وأضاف أن السيدة قامت بدس السم فى اللبن لطفلتيها ثم اتصلت بزوجها وأخبرته أنها قامت بتسميم أطفالها، ثم نزلت إلى الشارع تستغيث بالجيران.
وعن الرواية المتداولة فى المنطقة حول أن المتهمة كانت تشترك فى التظاهرات شكك ماجد فى ذلك وقال إن أهالى المنطقة لا يعرفون حتى اسمها فكيف علموا باشتراكها فى التظاهرات.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقى اللواء أشرف الجندى مدير مباحث القاهرة إخطارا من الرائد كريم البحيرى رئيس مباحث قسم شرطة الشرابية بتلقيه بلاغًا من عمرو م،35 سنة،عامل بمحل يفيد بتلقيه مكالمة من زوجته مريم م، تخبره أنها تخلصت من طفلتيهما، وبالانتقال والفحص تبين وضع الأم سم فئران للطفلتين، الأولى تبلغ من العمر عامًا والثانية عامين ونصف.
من جانبها صرحت نيابة حوادث شمال القاهرة الكلية، برئاسة المستشار كمال الشناوي، بتشريح جثة الطفلة المتوفاة بعد تناولها طعامًا به "سم فئران"، وأمرت النيابة بإعداد تقرير مفصل بأسباب الوفاة، وقررت تسليم المجني عليها لوالدها وصرحت بدفنها.
كانت النيابة قد قررت إيداع ربة منزل مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية، لإعداد تقرير حول حالتها الصحية والنفسية، في اتهامها بوضع "سم فئران" في الطعام لطفلتيها بالشرابية.
وأقرت المتهمة خلال التحقيقات التي أشرف عليها حاتم فاضل المحامي العام الأول، بوضع "سم فئران" لطفلتيها في الطعام، حيث أعدت لبنا ووضعت السم به وأطعمتهما، وتبين من التحقيقات أن المتهمة غير مدركة لتصرفاتها.
