تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أكد البابا فرنسيس خلال إحدى عظاته أن الطمأنينة تأتي من معرفتنا بأن الله يقود حياتنا على الدوام
وأضاف أن الكلمات التي وجّهها الملاك جبرائيل للعذراء "إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ" (لو 1، 28) هى البشارة ذاتها تُعطى اليوم إلى الكنيسة، المدعوّة إلى قبول الإنجيل كيما يتجسّد، ويكون حياة ملموسة، يقول للكنيسة، ولجميعنا: "إفرحي أيّتها الجماعة المسيحيّة الصغيرة، الفقيرة والمتواضعة، ولكن الجميلة في عينيَّ لأنكِ تتوقين بشوق إلى ملكوتي، وأنتِ جائعة ومتعطشة للعدالة، أنت تنسجين السلام بصبر، لا تتبعين الأقوياء بل تبقين بقرب الفقراء بكلّ أمانة..
ويحثّنا القدّيس بولس هو أيضًا اليوم على ألّا نَكون في هَمٍّ، ألّا نيأس مِن أَيِّ شيءٍ كان، بل لنرفع في كُلِّ شيَءٍ طَلِباتنا إِلى اللهِ "بِالصَّلاةِ والدُّعاءِ" (فل 4، 6). إن إدراكنا بأنّه يمكننا في الصعوبات أن نتوجّه دائمًا إلى الربّ، وأنّه لا يرفض أبدًا دعواتنا، هو دافع كبير للفرح. لا داعي للقلق، فما من خوف يقدر أبدًا أن ينزع منّا الطمأنينة التي تأتي، لا من أمور بشرية، من عزاء بشري، كلا، الطمأنينة تأتي من الله، من معرفتنا بأن الله يقود حياتنا بشغف وعلى الدوام. وهذا اليقين يغذّي الرجاء والشجاعة حتى في خضمّ المشاكل والمعاناة.
ولكن كي نقبل دعوة الربّ إلى الفرح، نحتاج لأن نكون أشخاصًا مستعدّين لاستجواب أنفسنا. ماذا يعني هذا؟ تمامًا مثل أولئك الذين، بعد أن سمعوا بشارة يوحنا المعمدان، سألوه: أنت تعظ هكذا، "ونحن ماذا علينا أن نَعمَل؟" (لو 3، 10). أنا، ماذا عليّ أن أعمل؟ هذا السؤال هو الخطوة الأولى نحو التوبة التي نحن مدعوّون للقيام بها في زمن المجيء هذا. ليسأل كلّ منا ذاته: ماذا عليّ أن أفعل؟ هو أمر صغير، ولكن "ماذا عليّ أن أفعل؟". ولتساعدنا العذراء مريم على فتح قلوبنا لله الذي يأتي، لأنه يغمر حياتنا كلّها بالفرح.