تولى الناصر بدر الدين أبو المعالى الحسن بن الناصر محمد بن قلاوون، عرش مصر فى الفترة (١٣٤٧: ١٣٥١ م) كسلطان للدولة المملوكية بمصر والشام والحجاز واليمن والعراق وأفريقية.
بويع بالسلطنة بعد مقتل أخيه المظفر حاجى.
فلما ثبت رشده، وقبض على جماعة من الأمراء، وقيدهم وأرسلهم إلى السجن بثغر الإسكندرية، ويعلق ابن إياس قائلًا: «وهذا أول تصرفه فى أمور المملكة».
بدأ الصبى يتصرف كسلطان حقيقى بعد أن أنهيت الوصاية عليه، وبلغ سن الرشد، ولكن بعد شهور قليلة وقع المشهد الذى تكرر كثيرا فى الزمن المملوكي، إذ لبس الأمراء آلة الحرب، وأعلنوا الثورة، وكان على رأس الفتنة الأمير طاز المنصورى، حطموا باب القلعة، وطلعوا إلى قاعة الدهيشة، وقبضوا على السلطان حسن وأدخلوه إلى قاعة الحريم!.
ولكن الشعب لم يكن متفرجًا على طول الخط، إنما كثيرا ما كان يتدخل ويحسم الصراع بين الأمراء، وقام الأمراء بعزل السلطان حسن بعد ثلاث سنوات وتسعة شهور قضاها فى الحكم، ثم ولوا من بعده شقيقه صالح ولقب بالملك الصالح صلاح الدين صالح وبعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما، لبس الأمراء آلة الحرب مرة أخرى، ثاروا عليه، خلعوه، وقرروا عودة السلطان حسن إلى الحكم، وللمرة الثانية يتم استدعاء الخليفة الذى كان جاهزًا لتلبية الطلب، عاد السلطان قويا، لقد أصبح شابا، عنده خبرة بأمور الصراع فى تلك السن المبكرة.