الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انفراد .. نص التحقيقات مع رئيس مباحث حدائق القبة.. ضابطان و3 أمناء شرطة عذبوا "محتجزا" للاعتراف بواقعة سرقة.. أقوال 17 شاهدًا وشهادة نائب المأمور والأفراد تؤكد التعذيب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنفرد «البوابة نيوز» بنشر نص تحقيقات وأوراق قضية، واقعة اتهام رئيس مباحث حدائق القبة ومعاون مباحث و٣ أمناء شرطة، بتهمة قتل وتعذيب محتجز داخل ديوان القسم، حتى الموت، فى غضون يونيو الماضي، لدفعه على الاعتراف بجريمة سرقة أحد الأشخاص، بدائرة القسم.

البداية كانت باتهام أهل المتوفى، أحمد السيد محمد عجمي، رئيس مباحث حدائق القبة و٤ أمناء شرطة بتعذيب نجلهم حتى الموت، وأمرت النيابة العامة بعرض الجثمان على الطب الشرعي، لبيان سبب الوفاة، وبعد استلام تقرير الصفة التشريحية، من مصلحة الطب الشرعي، تم استدعاء رئيس المباحث لسماع أقواله، التى جاءت على النحو التالي.
س: اسمك وسنك وعنوانك؟
- تامر صابر السيد، ٣٨ سنة، أعمل رائد شرطة ورئيس قسم حدائق القبة «سابقا» وسكنى معلوم لدى جهة عملى بوزارة الداخلية.
س: ما أقولك فيما ثبت بتقرير الصفة التشريحية ووجود الإصابات الآتية، عدد كدمتين بأنسجة الجفن العلوى للعين اليسرى واليمنى وعدد ٤ كدمات متداخلة شريطيا وكدمات بأعلى يسار الظهر؟
- أنا معرفش حاجة عن الإصابات دى، وأنا متمسك بما ورد بأقوالى سابقا بتحقيقات النيابة لأن دا اللى حصل فعلا.
س: ما قولك فيما أثبته الطب الشرعي، من أن كافة الإصابات الموصوفة بجثمان المجنى، عليه عبارة عن إصابات ناتجة عن أجسام صلبة، بعضها خشن السطح أيا كان نوعها، وأن الإصابات اليمنى أعلى خلفية الساعد الأيمن، حدثت إثر صعق بالتيار الكهربائي، أما بالنسبة لإصابات الرأس والعنق إصابات رضية حيوية حديثة المصادمة بالجسم أو أجسام صلبة أيا كان نوعها؟
- أنا معرفش حاجة عن الإصابات دى، وما أحدث به من إصابات، ولا الأفراد أحدثوا به إصابات، وممكن تكون الإصابات دى فيه قبل ضبطه.
س: ما قولك وقد أثبت تقرير المعمل الكيماوى، خلو جثمان المجنى عليه من ثمة سموم أو مواد مخدرة؟
- أنا أشكك فى نتيجة هذا التقرير، لأن المتوفى كان فى حالة هياج عقب ضبطه، توحى بأنه يتعاطى مواد مخدرة.
س: بماذا تعلل ما جاء بالتقرير فى ضوء ما سبق تلاوته عليك؟
- أنا أشكك فى نتيجة هذا التقرير، وأن الإصابات الموصوفة بالتقرير غير مطابقة للواقع وأنا متمسك بأقوالى بتحقيقات النيابة السابقة.
س: ما قولك فيما أثبته الطبيب الشرعى من أن الإصابات غير جائزة الحدوث من التصوير الوارد على لسانك بالتحقيقات؟
- ما ورد بتقرير الطب الشرعى ليس له محل من الواقع، حيث لم يتم الاعتداء على المتوفى المجنى عليه، بأى نوع من أنواع الاعتداء، سواء بعصى أو صاعق كهربائي، خاصة أن ذلك التقرير جاء به إصابات لم يتم مناظرتها ومشاهدتها بمعرفة رجال التحقيق، حال حدوث الوفاة أو ما بعدها، وعليه أحتفظ بحقى فى الطعن على ذلك التقرير بالطرق القانونية.
س: ما قولك فى أن سبب الوفاة، توقف عضلة القلب والتنفس، نتيجة الإصابات والصعق بالكهرباء فى أجزاء متفرقة من الجسم، مما عجل بالوفاة، الحالة المرضية المزمنة والمتمثلة فى ضيق الشرايين التاجية؟
- ما ذكر بالتقرير غير مطابق للواقع بخصوص الإصابات المشاهدة والموصوفة، وكذا الرأى النهائى غير مطابق للواقع، وأنه لم يحدث أى اعتداء منى أو من الأفراد على المتوفى، وأن تلك الإصابات لم يكن لها أى محل من الواقع والحقيقة، بدليل أن مناظرة النيابة التى تمت لكل أعضاء جسد المجنى عليه بمعرفة النيابة لم تقرر توافر أو تواجد تلك الإصابات ولا أجد مبررا أو تعليلا لما وصفه الطبيب الشرعى فى تقريره، وأرجح أن وفاة المجنى عليه إما أن تكون لإصابات قبل ضبطه أو لحالة مرضية مصاب بها سابقا، ولذلك تعزر تحديد وقت وفاة المجنى عليه على وجه الدقة وهذا ردى على ما ورد بالتقرير.
س: أنت متهم بأنك حال كونك موظفا عموميا، رئيس مباحث القسم، بأنك أمرت الغير بتعذيب المجنى عليه للاعتراف، والاعتداء عليه بالضرب باستخدام أدوات مما ترتب عليه حدوث الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعى؟
- أنا لم أعتد عليه ولم أحدث به أى إصابات ولم أعط أوامر لأى شخص بالاعتداء عليه.
س: كما أنك متهم بأنك قمت بتزوير محرر رسمى أثناء تأدية وظيفتك، وأثبت به واقعة مزورة خلاف الحقيقة، وهى وفاة المجنى عليه وواقعة ضبط المدعو «شريف يحيى» وحبسه بدون وجه حق، وبأن الوفاة نتيجة علة مرضية عكس ما ورد بتقرير الطب الشرعي؟
- هذا الكلام لم يحدث، والمتهم شريف يحيى، تم القبض عليه بعد إصدار إذن من النيابة العامة، وأن المجنى عليه المتهم لم يتم التعدى عليه بمعرفة أى شخص وأنا أثبت بالمحضر اللى حصل فعلا.
س: هل لديك أقوال أخرى؟
- لأ.. تمت أقواله وتوقيع منه.

ملحوظة: الحاضر مع المتهم طلب إخلاء سبيله، وسماع شهادة زوجة المتوفى إلى رحمة الله تعالي، هاجر سعد وعلى شريف يحيى، فى الإقرارات الموثقة المقدمة بالمستندات أمام قاضى المعارضات، وطلب مناقشة الطبيب الشرعى فيما ورد بتقرير وطلب ندب لجنة ثلاثية، وذلك لمناقشته فى أسباب وفاة المجنى عليه، خاصة أن ما ورد بتقرير الطبيب الشرعى لا يصادف الحقيقة أو الواقع والإصابات لم يكن لها وجود بجسد المتوفى وذلك حسبما ورد وذكر بالتحقيقات أثناء معاينة النيابة.
وجاء بأمر إحالة نيابة حوادث غرب القاهرة برئاسة المستشار عبدالرحمن شتلة المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة، بتوجيه التهم لكل من، تامر صابر السيد فراج، أحمد محمد محمد عبدالحافظ، أسامة شوقى عبدالناصر، محمد جمعة إبراهيم، ثابت محمد طلبة، محمد عبدالحليم عبدالقادر، بصفتهم موظفين عموميين.
وتم توجيه التهم الآتية، ١: الأول والثانى رئيس وضابط وحدة البحث الجنائى بقسم شرطة حدائق القبة، ومن الثالث حتى السادس «أمناء وعريف شرطة بذات الوحدة بأنهم قد عذبوا المتهم أحمد السيد محمد العجمى، لإجباره على الاعتراف بارتكاب جريمة سرقة، وأدى ذلك إلى موته، بأن طرحوه أرضا وشدوا وثاق يديه خلف جسده، وانهالوا عليه ركلا بالأقدام وضربا بالعصى وصعقا بالكهرباء، فى مواضع مختلفة أودت بحياته.
٢- حازوا وأحرزوا أداتين «عصا وصاعق كهربائي»، مما يستخدم فى الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ قانونى أو مبرر، وتفصيليا، قام المتهم الأول «تامر صابر» باحتجاز «على شريف يحيى»، بدون أمر أحد الحكام المختصين بذلك وفى غير الأحوال التى تصرح.
واحتجازه ليلة كاملة، قبل صدور إذن من النيابة العامة، لذلك، أولا: «نأمر نحن النيابة العامة بإحالة القضية إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبس المتهمين على ذمة المحاكمة الجنائية.
ثانيا: إعلان المتهمين بأمر أحالتهم، ثالثا: إرفاق صحيفة الحالة الجنائية الخاصة بكل متهم، رابعا: ندب المحامى صاحب الدور للدفاع عن كل متهم، خامسا: مرفق قائمة بأدلة الثبوت.
واستمعت النيابة العامة، لأقوال سبعة عشر شاهدا فى الواقعة، وأقر الشاهد الأول، على شريف يحيى عوض، بأنه جار وصديق المتوفى منذ ما يقرب منذ عشرا سنوات، والتقى به المذكور فى أحد المقاهى، واستعار منه هاتفه المحمول لاستخدامه وأودع به شريحة أخرى، وتغيب عنه لمدة ساعتين، وفور عودته، علم أن المذكور ذهب به إلى السنترال وقام بتحميل برنامج «الواتس آب» ثم أعاده إليه وبعدها انصرف.
وفى اليوم التالى التقى مع المتوفى، حيث أخبره بأنه قد عثر على حقيبة بها أوراق هامة، عبارة عن شيكات وإيصالات أمانة، وأقر له بأنه قد ساوم مالكها من خلال هاتفه عقب استعارته، أمس، بعدها فوجئ بالقبض عليه، واقتياده إلى قسم حدائق القبة بمعرفة المتهم الثانى، وما إن سلمه إلى المتهم الأول، قام بصفعة على وجهه نحو عشرين مرة، لحمله على الاعتراف على واقعة السرقة، لكنه تمسك بالإنكار وأمره بالإرشاد عن المجنى عليه، وقام بإخبارهم بالأماكن التى اعتاد الذهاب إليها ولكنهم لم يجدوه.

وفى المساء، تناهى إلى سمعه صوت المتوفى وهو يردد «انتو ظلمة، أنا مظلوم، حرام عليكم»، بعدها تم اصطحابه إلى غرفة المتهم الأول- رئيس المباحث- فشاهده واقفا وسط الغرفه بصحبة المتهم الثانى- ضابط المباحث بالقسم- بجوار رأس المتوفى الذى كان ملقى أرضًا، ويداه مقيدتان خلفه.
وقيام المتهمين من الثالث إلى السادس- أمناء وعريف شرطة- بالتعدى عليه، لحملة على الاعتراف بارتكاب السرقة والإرشاد عن مكان المسروقات، وأعقب ذلك وصلة تعذيب للمتوفى، وصياح المتهم الأول وطلبه من المتهم السادس إحضار «الصاعق الكهربائي»، وبعدها خيم الصمت وتوفى صديقه، وحضرت النيابة العامة لمعاينة المتوفى.
واستمعت النيابة، لأقوال الشاهد الثانى، أيمن أحمد حسان، ٥٠ عاما، مدير دار التشريح بمصلحة الطب الشرعي، وشهد بأنه القائم على تشريح الجثمان، وأن الواقعة جائزة الحدوث مثل التصوير الوارد بأقوال الشاهد الأول، وفى تاريخ معاصر لتاريخ الواقعة، ومن مثل الأداة «العصا» المضبوطة بمعرفة النيابة العامة.
وأن سبب الوفاة، هو توقف القلب والتنفس نتيجة الإصابات الرضية بالعنق والرأس، وأيضا الصعق الكهربائى فى أجزاء متفرقة من الجسم، وهى إصابات مميتة، فضلا عن أنه تلاحظ له وقت التشريح عدم وجود الحذاء الأيمن، وتبين من خلال التشريح وجود آثار للصعق بالكهرباء بهذه القدم.
أما الشاهد الثالث، محمود شعبان، ٤٨ عاما، أمين شرطة بقسم شرطة حدائق القبة، فقال إنه أبصر المتهمين الثالث والرابع والسادس، وهم يحملون المجنى عليه المتوفى، على مقعد خشبي، ونقلوه بسيارة المتهم الأول، الذى قام بفتح باب السيارة لهم.
وجاء بأقوال الشاهد السادس، صبرى حامد، ٤٨ عاما، عقيد شرطة ونائب مأمور قسم حدائق القبة، أنه على إثر ما تلقاه من مكالمات هاتفية، عاد إلى ديوان القسم، وتيقن بأن المجنى عليه غير مقيد بدفاتر القسم، فهاتف مستشفى الزيتون، فعلم بعدم وروده، فجاب المستشفيات بحثا عنه وبرفقته الشاهد السابع، حتى علموا أنه فى مستشفى سيد فراج، وقد أبلغهم الطبيب بتوقف النبض، وأنهم أقلوا المجنى عليه داخل «توك توك» صوب مستشفى الزيتون، فتوجه إليهم، وأبصر المتهم الأول واقفا أمامه، وبمحاورته كلفه بالعودة لديوان القسم.

وجاء بأقوال الشاهد التاسع، محمد فوزى، ٣٦ عاما، فنى طوارئ بمستشفى الزيتون التخصصي، بأنه فى قرابة الثامنة والنصف مساء حال تواجده بعمله بالاستقبال، تقابل مع أحد الأشخاص بغرفة الحالات الحرجة، وقرر وجود حالة رفقته فى دراجة نارية «توك توك»، وطلب منه إحضارها وما إن أحضرها له فر هاربا، وفوجئ بأنها جثة، وبها آثار إصابة بكدمة فى البطن وكدمات بمعصم اليدين.
وقال الشاهد العاشر، فادى عبدالفتاح مفتاح، ٢٩ عاما، طبيب بمستشفى الزيتون التخصصي، إنه حال ممارسته لمهام عمله، كونه الطبيب المسئول عن غرفة الحالات الحرجة، وحال قيامه بتوقيع الكشف الطبى على المجنى عليه، تبين أنه جثة هامدة، وبه إصابات عبارة عن كدمات بالبطن والكتف من الأعلى وكدمة بالظهر وآثار زرقة بمعصمى اليدين اليمنى واليسرى، وأنه كان بدون أى متعلقات تفيد تحديد هويته وقيدت الحالة، بدفاتر المستشفى مجهولة الهوية.
وحصلت « البوابة» على صورة ضوئية من تقرير الطب الشرعي، وكيفية حدوث الواقعة، ونص التقرير، على أن الإصابات المشاهدة والموصوفة بالكشف الظاهرى، بعموم الجثة، عبارة عن إصابات رضية واحتكاكية حيويه حديثة، حدثت من المصادمة بجسم أو أجسام صلبة بعضها خشن السطح أيا كان نوعها، والإصابات الموصوفة حول أسفل الساعدين جائزة الحدوث من مثل العصى أو ما شابه، وبالنسبة للإصابات الموصوفة أسفل الساعدين جائزة الحدوث من مثل التقييد».
أما الإصابات الموصوفة، بباطن القدم اليمنى وبأعلى خلفية وانسية الساعد الأيمن، ووجود فقر بؤرى بالبشرة وانضغاط وانسيابية شديدة بخلايا البشرة وتكسر بالعديد من الألياف العضلية للقلب فإن ذلك يشير لكونها مظاهر صعق للتيار الكهربائى باستخدام صاعق، أما الإصابات المشاهدة، تشريحيًا بالرأس والوجه والعنق، فهى إصابات رضية حيوية، حديثة، حدثت بجسم أو أجسام صلبة أيا كان نوعها.
كما ورد بتقرير المعمل الكيماوى، سلبية العينات للسموم والمخدرات المثبتة بصلب التقرير، وتضمن تقرير المعمل الطبى وجود تغيرات أثيرومية بالشريان التاجى الأيمن واحتقان شديد وبؤر نزفية حديثة بالسحايا، يصاحبها بداية تفاعل خلوى وأوزيما وأنزفة بالغدة الدرقية.