الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الورش داخل المحيطات السكنية قنبلة موقوتة.. "قانوني" مادة 119 لسنة 2008 اعتبرت الورش وسط الكتل السكنية من المخالفات الصارخة.. وخبير نفسي تسبب الارتباك وتزيد معدلات الجريمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ازدادت أعداد الورش داخل الكتل السكنية، أغلبها غير مرخصة وتتسبب في أمراض عدة فضلًا عن الإزعاج البيئة، نظرًا لتواجدها داخل الكتل السكنية.


وتقدم اللواء تادرس قلدس، عضو لجنة الطاقة والبيئة، بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بشأن مخاطر تواجد الورش الصناعية والمستودعات داخل المناطق السكنية، مشيرا إلى أن ضرورة نقلها بعيدا لما تسببه من إزعاج للمواطنين ونشوب الحرائق في العديد من الصناعات بسببها. 
وتساءل في طلبه، بشأن ما تم إنجازه في مشروع نقل وتطوير الصناعات الحرفية والمسبوكات الذي أعلن عن تنفيذه في محافظات عدة بتمويل قدره 407 ملايين جنيه، وقد كان مقررا أيضا نقل المسابك والورش الحرفية من داخل الكتلة السكنية إلى قرية الحرفيين بطريق القاهرة الفيوم وفي الإسماعيلية، مشيرا إلى أن التباطؤ الشديد في التنفيذ ينتج عنه مشكلات عدة، حيث أن تواجد بعض الورش الصناعية بالأحياء السكنية يثير حساسية بين أصحاب هذه الورش والسكان وكثيرا ما تصل الأمور إلى الشجار.


وأوضح النائب أن هناك أكثر من 60% من النشاط الصناعي في مصر يقع في حيز محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، وهو ما يتسبب في تفشي الأمراض الناتجة عن استنشاق الأبخرة الضارة؛ حيث إن الأبخرة المتصاعدة من تلك الورش مشبعة بالمعادن الثقيلة التي تخترق أجسامنا عن طريق الاستنشاق.
في هذا السياق يقول المستشار هيثم الجندي، الخبير القانوني، أن وجود الورش داخل الحيز العمراني هو أمر خطير جدا نظرا لما تسببه من مشاكل وأزمات، وليس شرطا أن يكون التلوث هو تلوث بيئي في الهواء فقط، فهناك التلوث السمعي والذي يشعر به المرضي والطلاب أثر من غيرهم، حيث أن أصوات آلات الورش داخل الكتل السكنية تكون عالية جدا وتجعل من الصعب علي الأهالي تفادي هذه الأصوات باغلاق الشبابيك نظرا للتلوث السمعي او الضوضائي هو خليط متنافر من الأصوات ذات استمرارية غير مرغوب فيها، وذلك بسبب الصناعات الثقيلة مثل ورش الحدادة أو ورش النجارة، ويرتبط التلوث السمعي أو الضوضائي ارتباطًا وثيقًا في الأماكن المتقدمة وخاصة الأماكن الصناعية.
وأكمل "الجندي" أن القانون له عدة روابط لإنشاء هذه الورش حيث إن قانون 119 لسنة 2008 اعتبر ان الورش وسط الكتل السكنية من المخالفات الصارخة التي يجب ان تسعي المحليات للقضاء عليها ويحمل المواطنين مسئولية انتشارها لأنه لو تم الابلاغ عن اي ورشة مخالفة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لايقاف هذه المخالفة ويصحبها محضران احدهما اداري جنائي ويتم إرساله مباشرة للجهات القضائية، كما أنه يجب العمل علي ايجاد مناطق مناسبة مخصصة للورش والصناعات بدلا من إغلاق الورش وتسريح العمال مع عدم وجود بديل لرزقهم، لذلك فإن حل المشكلة يكمن في إيجاد البديل أولا قبل إغلاق الورش.

ويقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن وجود الورش داخل المناطق السكنية تتسبب في العديد من المتعاب والمشاكل وأبرزها الأمراض المتنقلة بسببها كما أنها تقلل كفاءة الانسان وتؤثر علي حالته النفسية والمعنوية وتؤدي إلى تراجع انتاجه في عمله أو دراسته، وهذا يرجع إلى الإزعاج وعدم الارتياح النفسي الذي يتعرض له الشخص نتيجة الضوضاء والتلوث من حوله، وهو ما يترتب عليه العديد من العواقب حيث تستطيع الضوضاء أن تسبب مشاعر مختلفة من عدم الرضا إلى الضيق والخوف والجزع. فالضوضاء تؤثر فى قشرة المخ، وتقلل النشاط، ويؤدى هذا إلى استثارة القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر والارتباك وعدم الانسجام أو التوافق الصحي. 
وأضاف "عزيز" أن مخاطر الورش عديدة وكثيرة جدا وتتنوع ما بين التلوث السمعي والبصري وتؤثر بشكل مباشر في الجهاز العصبي للانسان وتضعف من قدرته على تحمل الضغوط وتجعله متوترا وعصبيا بشكل دائم مما يزيد من معدلات الجريمة وشدد علي ضرورة بذل جميع الجهود لنقل الورش المقلقة للراحة والمسببة للتلوث خارج المناطق السكنية، كما أنها تتسبب بالكثير من المشكلات الأخرى مثل المشاجرات الدائمة بين صاحب الورشة والجيران من حوله إذا عمل بالورشة لوقت متأخر من الليل.