الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جلال الدين الرومي.. سلطان المولوية

جلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"فيما مضى كُنت أحاول أن أُغير العالم، أما الآن وقد لامستني الحكمة، فلا أحاول أن أُغير شيئًا سوى نفسي".
قائل هذه الكلمات هو مولانا جلال الدين الرومي، الشاعر الصوفي والفقيه الحنفي، لقبه المستشرقون بالشاعر الصوفي الأعظم في كل الأزمان، وهو المنظر القانوني، والفقيه الديني والأديب الذي ستظل عبقريته حديث الإبداع في كل الأزمان، واشتهر بلقب "مولانا"، حتى سميت الطرق الصوفية المنسوبة إليه بـ "المولوية" 
ولد محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي في 30 سبتمبر من العام 1207م، في منطقة بلخ بخراسان "أفغانستان حاليا" في فترة كانت تموج بالعديد من الصراعات بين رجال الدين والإمبراطورية، والصراعات بين الشرق والغرب، والصراع الذي يبدو أزليا بين إيران وطوران، وقد تلقى تعليمه الديني على يدي والده الذي كان أستاذا صوفيا، وعالما دينيا، وواعظًا بليغا، التف حوله العديد من المريدين ولقبوه بسلطان العارفين، كما تتلمذ على يد الشيخ «برهان الدين محقق» ونهل من بحر علمه الصوفي والديني الزاخر.
وأثرى جلال الدين الرومي المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية ومنها: ديوان شمس الدين التبريزي، ومثنوية المعاني، والرباعيات. ولم يحرم النثر من بديع بيانه فقد قدم لفن النثر العديد من المؤلفات منها: «الرسائل»، و«المجالس السبعة».
وفي ديوان شمس الدين التبريزي أو الديوان الكبير، والذى يسمى أيضًا ديوان العشق، يقدم لنا جلال الدين الرومي في حوالى ستين ألف بيت شعري موضوعا واحدا وهو العشق بكل أحواله وصروحه.. العشق الحافل بالوجد والجنون والموسيقى والفكر السامي الراقي، كما أنه ينظم هذا الشعر لنفسه وللعشاق وللمعشوق الأزلي الأبدي.
أما كتابه "المثنوي"، والذي نظمه في ستة مجلدات ضخمة تشتمل على (25649) بيتا من الشعر، وقد ترجم إلى العربية، وطبع عدة مرات، كما ترجم إلى التركية وكثير من اللغات الغربية، وعليه شروح كثيرة، وهو كتاب ذو مكانة خاصة عند الصوفية.
أما "فيه ما فيه" فهو عبارة عن حشد لمجموعة ذكرياته على مجالس إخوانه في الطريقة، كما يشتمل على قصص ومواعظ وأمثال وطرائف وأخبار، وهو يخاطب عامة المثقفين على عكس كتابه الأول الذي يخاطب خاصة الصوفية.
وذلك بالإضافة إلى مجموعة رسائله، وفيها تلك الرسائل التي وجهها إلى شيخه "شمس الدين تبريزي"، وهي تصور تلك العلاقة الروحية السامية التي ربطت بين الشيخ "شمس الدين" وبين مريده "جلال الدين"، تلك الرابطة الوثيقة من الحب المتسامي الرفيع.
توفي "جلال الدين الرومي" في 17 من ديسمبر 1273م، عن عمر بلغ نحو سبعين عاما، ودفن في ضريحه المعروف في "قونية" في تلك التكية التي أنشأها لتكون بيتا للصوفية.