الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

صلاة الجناز وأهميتها في الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الطقوس الكنسية مصدرها الكتاب المقدس بصفة خاصة، والتقليد المقدس المسجل، والمتمثل في قوانين الآباء الرسل وتعاليم الآباء الرسل (الدسقولية) وقوانين المجامع المسكونية المقدسة والمعترف بها في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. 
وقد بدأت ممارسة الطقوس في العبادة من العهد القديم.. مثل طقس إبراهيم وإسحق ويعقوب بالنسبة لتقديم الذبائح، وطقس ملكي صادق الذي استخدم الخبز والخمر، (علي مثال السيد المسيح)، وطقوس الشريعة الموسوية التي أمر بها الرب موسي، بعدما رتبها الله وسلمها له علي الجبل لكي يدونها ويشرحها للشعب وسلمها للكهنة اللاويين ويحدد دور كل منهم في الخدمة.
طقس الجناز في حقيقته حديث عملي تقدمه الكنيسة وسط الضيق لتكشف عن نظرتها للإنسان، وفهمنا للخلاص، ورجائها في الأبدية.
يمكننا أن نوجز النظرة الكنسية الإنجيلية للجنازات في الآتي:
أولًا: يلزمنا ألاَّ نرتبك في "المجاملات" أو "الاهتمامات" الخاصة بحالة انتقال إنسان على حساب الخدمة والكرازة.
ثانيًا: يليق بنا أن نكرم الجسد، علامة إيماننا بشركته مع الروح في الجهاد كما في الإكليل، ووحدتهما معًا في الحياة الأبدية الممجدة.
ثالثًا: بينما نكرم أجساد إخوتنا أو أحبائنا الراقدين علامة قدسية الإنسان ككل لا يهتم أحد منا بجسده بعد الموت، فلا يربكنا كيف نموت أو أين ندفن.
الإنسان الروحي يكرم الغير لا نفسه، لأن المحبة لا تطلب ما لنفسها بل ما هو للآخرين (١ كو ١٣: ٥). 
لقد أوصى القديس أنبا أنطونيوس تلميذيه أن يخفيا جسده حتى لا يكرمه أحد، ونسمع عن قديسين طلبوا من تلاميذهم أن يتركوا أجسادهم بعد الموت في العراء لتنتفع بها طيور السماء وحيوانات البرية.
ويكاد يكون هيكل خدمة الجناز واحدًا للكل، لكن توجد قراءات خاصة بالرجال وأيضًا النساء والصبيان والفتيات كما للشمامسة والكهنة وأيضًا للرهبان...الخ. الهيكل العام يعني مساواة الكل أمام الله كأعضاء في جسدٍ واحد، وإن كان لكل عضو تمايزه الخاص به ليقوم بدور متكامل مع أدوار الآخرين. أما اختلاف القراءات فغايته تقديم تعزيات للمؤمنين خاصة لأقرباء الراقدين تناسب حالة الراقد، نذكر على سبيل المثال:
‌أ. في جناز النساء تُذكر المرأة التي سكبت الطيب على السيد المسيح، وحسبه البعض خسارة بينما رآه السيد تكفينًا لجسده (مت ٢٦). فإن كان رقاد السيدة يفقد الأسرة نوعًا من الأمومة للأبناء أو من العون لزوجها، هذا في نظر الأسرة خسارة لا تعوض، لكن مسيحنا يؤكد أن مقاييسنا البشرية غير مقاييسه، وأحكامنا غير أحكامه.
‌ب.في جناز الولد تؤكد الكنيسة بقراءاتها اهتمام الله بالأطفال الصغار (مز ١١٤)، فيشعر الوالدان أن ابنهما قد انطلق إلى محب الأطفال.
‌ج. في جنازات الكهنة (أساقفة وقسوس وشمامسة) يحمل الجناز الكثير من التسابيح الكنسية للكشف عن مفهوم الكهنوت أنه وإن كان خدمة وبذل لكنه حياة داخلية سماوية مفرحة. كما تُقدم طلبة باسم المذبح للكاهن، لأن سرّ حياة الكاهن ونجاحه هو ارتباطه بالمسيح الذبيح. أما حمل الجثمان والسير به في موكب داخل الهيكل وفي صحن الكنيسة فيشير إلى تمتع كاهن الرب بالنصرة واستمرارية عمله الروحي الحيّ خلال الصلاة أمام الله من أجل البشرية التي أحبها واشتاق لخدمتها حين كان في الجسد.