الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

حفلات الكريسماس كارول.. "المسيح خلى القلب سعيد"

حفلات الكريسماس كارول
حفلات الكريسماس كارول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المسيحيون يستقبلون طفل المزود بـ«الصلوات المغناة»
ماجى رمسيس: المحبة والسلام «رسالتنا».. والمسلمون يشاركون فى الاحتفالات 

«دقى دقى يا أجراس.. النهاردة عيد، يسوع جانا فى أرضنا وخلى القلب سعيد».. يتفنن مسيحيو العالم، رغم اختلاف طوائفهم فى التعبير عن فرحتهم بميلاد السيد المسيح، وتتزين الكرة الأرضية خلال تلك فترة ما قبل عيد الميلاد بالأفراح والأنوار، وكأنها شجرة كريسماس كبرى عُلق عليها هدايا وزينة وبهجة وأنوار.
وبما أن الغناء أشهر أدوات التعبير عن الفرحة، فالآن «الكريسماس كارول» يسود الساحة، فهنا موسيقى مبهجة وأصوات تصدح فرحة، وأجساد تتمايل مع كلمات تتراقص، وبات استقبال طفل المزود بالاحتفال بـ«سبوعه» أمرا سابقا لميلاده، فعلى الشاكلة ذاتها، تقام الاحتفالات وتوزع الهدايا وتكسو الأماكن ألوان الأحمر والأخضر والأبيض، وتغير نبرات الأحبال الصوتية الطقس، لتستبدل برودة ديسمبر ويناير بحرارة تملأ القلوب. 
وباتت حفلات «الكريسماس كارول» دربا معتادا، يسلكه شباب وأطفال الأقباط، ليعيشوا أجواء الميلاد، وباتت الفرق المتخصصة تتفنن فى تقديم وإخراج ذلك بأشكال جديدة ومبتكرة كل عام، لتمتلئ الساحات الخاصة بجو من البهجة والسلام، إيذانًا بميلاد ملك السلام.
تقول ماجى رمسيس، مسئولة عن فريق «ترانيم شبابي»، أصبحت الفرق الكنسية تُطلب بشكل دائم من الكنائس والخدمات، حتى نقدم فقرات نشاركهم بها فرحة الميلاد، ونحن نعتبر ذلك جزءا من خدمتنا، ونقوم من خلال أصواتنا بأن ننشر السلام والمحبة، والتى كانت رسالة حملها السيد المسيح، كما أننا نعلن عن فرحنا بميلاد السيد المسيح من خلال حفلاتنا سواء الخاصة أو الخدمية للكنائس، وأن هناك فرقا بين احتفالات عيد الميلاد ونظيرتها بعيد القيامة؛ حيث الحدث يفرض الأسلوب علينا، ما بين ميلاد وموت.
وتضيف «رمسيس»، أصبحنا الآن نستقبل كثيرا من الرواد المسلمين، ونحن نحاول بدورنا أن نشير إليهم عبر فقراتنا وترانيمنا بأن ديننا هو دين محبة وسلام، وأن الله دوما ما يقدم لنا حبه الفياض، وعن أهم الطقوس اليوم، فكل الأجواء متشابهة بتلك الحفلات، من اللبس والعادات والإكسسوارات، وأحيانا مشاركة من الفرق الكشفية، وأن ذلك ما جعل تلك الحفلات تلقى إقبالا رهيبا، وذلك شيء يسعدنا للغاية، مشيرة إلى أن أهم العقبات التى تواجهنا حاليا هى التنظيم وعدم التداخل مع الخدمات الأخرى.
وبالبحث عن كيف نشأت حفلات غناء «الكريسماس كارول» لأول مرة، وجدنا أنها أقيمت فى أوروبا منذ آلاف السنين، ولكن لم تكن طقسا خاصا بعيد الميلاد، وإنما كانت أغنيات غنت فى احتفالات الانقلاب الشتوي، أقصر أيام السنة، والذى يحدث عادة فى 22 ديسمبر؛ حيث رقص الناس حول الدوائر الحجرية بشكل وثني، بكلمات من تأليف شخص يدعى كارول، وكلمة CAROLE تعنى الرقص أو أغنية من التسبيح والفرح! اعتاد كارول أن يكتب ويغنى فى جميع الفصول الأربعة، لكن تقليد غنائه فى عيد الميلاد قد نجا بالفعل.
وتولى المسيحيون الأوائل احتفالات الانقلاب الوثنى لعيد الميلاد، وأعطوا للناس أغنيات مسيحية ليغنيها بدلًا من الأغانى الوثنية، وقال أسقف رومانى، إنه يجب أن تغنى أغنية بعنوان «ترنيمة الملائكة» فى خدمة عيد الميلاد فى روما، وهو ما تم بالفعل، وبعد فترة وجيزة، بدأ العديد من المؤلفين الموسيقيين فى جميع أنحاء أوروبا بكتابة «أناشيد عيد الميلاد»، ومع ذلك لم يكن الكثير من الناس يحبونهم كما كتبوا جميعهم وغناهم باللغة اللاتينية، وهى لغة لا يستطيع الأشخاص العاديون فهمها. وبحلول عصر عهود ميدلز (القرن الثانى عشر)؛ فقد معظم الناس الاهتمام بالاحتفال بعيد الميلاد تمامًا.
ولكن فى عام 1223، تم تغيير ذلك من قبل القديس فرنسيس الأسيزي، وكان يبدأ مسرحياته فى إيطاليا عن طريق «الكريسماس كارول»، فكان الناس فى المسرحيات يغنون الأغانى أو «الأناشيد» التى تروى القصة أثناء المسرحيات. فى بعض الأحيان، كانت موسيقى هذه التراتيل الجديدة باللاتينية، لكن عادة ما كانوا جميعًا بلغة يستطيع الأشخاص الذين يشاهدون المسرحية فهمها والانضمام إليها! انتشرت التراتيل الجديدة إلى فرنسا وإسبانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى. 
تمت كتابة أول كارول كامل مثل هذا، فى عام 1410، ولا يزال هناك جزء صغير جدًا منه متبق حتى الآن، وكانت قصص الترانيم تدور حول مريم ويسوع، وهم يلتقيان أشخاصا مختلفين فى بيت لحم، وكانت معظم القصص المستخدمة فى الترتيلات هى قصص غير حقيقية، مبنية على قصة عيد الميلاد، حول العائلة المقدسة، وكان ينظر إليها كأغانٍ مسلية وليست دينية، وكان الأشخاص يغنون عادة فى المنازل بدلا من الكنائس!
ثم بدأ المطربون المسافرون أو Minstrels فى الغناء هذه الترانيم، وتم تغيير الكلمات للسكان المحليين، أينما كانوا مسافرين، حسب كل بلدة، وعندما جاء القائد الإنجليزى «أوليفر كرومويل» إلى السلطة فى إنجلترا عام 1647، تم إيقاف الاحتفال بعيد الميلاد وغناء التراتيل، ومع ذلك فقد نجت التراتيل؛ لأن الناس ما زالوا يغنونها سرًا، وباتت ألحانها غير مسموعة بشكل رئيسى حتى العصر الفيكتوري، عندما جمع رجلان يدعيان ويليام سانديز وديفيز جيلبرت الكثير من موسيقى عيد الميلاد القديمة من قرى فى إنجلترا.
ولتعود وتصدح أصوات المغنين بأغانى الكريسماس كارول فى الأماكن العامة بشكل شائع مرة أخرى، وعادت الاحتفالات أكثر قوة؛ حيث أصبح هناك مطربون رسميون من يطلق عليهم اسم «الانتظار»، كانوا عبارة عن مجموعات من الناس بقيادة زعماء محليين مهمين، مثل قادة المجلس، الذين كانوا يملكون السلطة الوحيدة فى البلدات والقرى للحصول على المال من الجمهور. إذا فعل آخرون ذلك، فقد تم توجيه الاتهام إليهم أحيانًا على أنهم متسولون! كانوا يطلق عليهم اسم «الانتظار»؛ لأنهم غنوا فقط ليلة عيد الميلاد، وكان هذا فى بعض الأحيان يعرف بـ«ساعة الليل» أو «الانتظار»؛ لأن الرعاة كانوا يراقبون غنمهم عندما ظهرت الملائكة لهم، عندما بدأت الاحتفالات بعيد الميلاد.
وأيضا فى هذا الوقت، تم إنشاء العديد من الفرق الموسيقية والجوقات فى مدن إنجلترا، والناس يرددون أغانى عيد الميلاد فى الغناء، لذلك أصبحت التراتيل مرة أخرى شعبية، كما تمت كتابة العديد من التراتيل الجديدة، مثل ‹Good King، فى العصر الفيكتوري.
ثم عقب ذلك تم إنشاء فرق الترانيم الجديدة، وأصبحت تلك الفرق ذات شعبية كبيرة، وبات الناس يرددون أغانيهم بشكل دائم فى الشوارع، وهناك ترانيم كثيرة لا تزال تحظى بشعبية حتى اليوم! وهناك واحدة من أكثر أنواع فرق الكارول شعبية «ما قبل الشموع»؛ حيث كانوا يقومون بإضاءة الكنيسة فقط على ضوء الشموع لتشعر المحتفين بأجواء من الخشوع والروحانية العالية، وكأنك تصلي، وانتشر ذاك الأمر حتى يومنا هذا، فهناك فرق ترانيم تقوم بالأمر ذاته مع دقات الساعة الحادية عشرة.
أما الآن، فقد انتشرت فرق الترانيم والتراتيل، كل حسب كنيسته، وباتت أغلب الكنائس تقيم احتفالات كريسماس، بترانيم وموسيقى خاصة، كما أن فرق الترانيم المستقلة المنتشرة حاليا، باتت تحرص على إقامة حفلات لاستقبال طفل المزود؛ حيث موسيقى الأجراس والإيقاع السريع الذى يتداخل مع كلمات أشبه بالصلوات الاحتفالية، والتى لا تخلو من الشكر لله على ميلاد ابنه من أجل خلاص البشرية، كما تحرص بعض الفرق على تقديم ألوان مختلفة خلال الاحتفاليات، فالصلاة تارة وقراءة الإنجيل تارة أخرى، بخلاف الإسكتشات الخاصة بقصص الميلاد، وأيضا الأداء الحركى لبعض الكلمات الخفيفة، المصحوبة بأفلام قصيرة معبرة عن ملمح من ملامح أولى لحظات طفل المزود على الأرض.