حذر هانز جورج ماسين رئيس جهاز الاستخبارات الألماني من خطورة كثافة الاستثمارات الصينية المباشرة في الشركات التي تستخدم التكنولوجيا العالية سواء كانت شركات ألمانية أو غيرها من الشركات الأوروبية.
وقال ماسين في لقاء صحفي إن الحكومة الألمانية تضغط على حكومات فرنسا وإيطاليا وشركاء آخرين في الاتحاد الأوروبي لتشديد إجراءات وقواعد استحواذ الشركات الاستثمارية من خارج الاتحاد الإوروبي على حصص حاكمة في مؤسسات الصناعات عالية التقنية في ألمانيا وأوروبا تفاديا لما قد تسفر عنه عمليات الاستحواذ عن سرقة أسرار الصناعة الأوروبية من جانب بلدان منافسة كانت تلجأ في السابق إلى أساليب شتى للتجسس الاقتصادي والصناعي على الأوروبيين لا سيما في المجالات الحساسة مثل الذكاء الصناعي والروبوتات والأسلحة.
تجدر الاشارة الى ان القواعد الحاكمة لاستحواذ الشركات غير الاوروبية على المؤسسات الأوروبية والتي تسعى ألمانيا إلى تشديدها من المقرر أن تتم مراجعتها بنهاية العام الجاري من مجلس الاتحاد الأوروبي بما في ذلك قواعد بيع التكنولوجيا الحساسة.
وقال ماسين الذي يتولى رئاسة الاستخبارات الالمانية (مكتب حماية الدستور) منذ العام 2012، أن جهازه قد رصد علاقات ارتباط بين الهجمات الرقمية التجسسية والفيروسية التي ضربت مؤسسات ألمانية ونفذها هاكرز صينيون وبين عمليات الاستحواذ التي قامت بها شركات صينية على شركات المانية تعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
وأضاف أنه بحكم مسئوليته عن مكافحة التجسس الخارجي في ألمانيا اتخذ إجراءات مضادة للخروقات الصينية أدت إلى تراجع معدلات التجسس والاختراق الرقمي للهاكرز الصينيين في المانيا.
وكشف أنه لاحظ لجوء الصين إلى أساليب متماشية مع القانون كبديل عن أنشطة الاختراق الرقمي تمثلت في الاستحواذ من خلال شراء حصص أسهم مسيطرة أو الشراء الكامل لمؤسسات ألمانية هامة تعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة من جانب شركات صينية عملاقة.
واستطرد مدير الاستخبارات الألمانية بالقول "لم تعد هناك حاجة الى اشكال التجسس الصناعى عبر وسائل الاختراق الرقمى إذا استطاع القائم بالتجسس النفاذ إلى شركات وطنية بعينها وشرائها والتعرف على أسرار تفوقها التكنولوجي وغير ذلك من أوجه المعرفة الفنية مستغلا في ذلك التسهيلات التي يوجدها النظام الليبرالي الذي تتمع به ألمانيا".
وضرب مثالا عن الاختراقات الصينية للقطاع الصناعى والتكنولوجى فى ألمانيا بواقعة شراء مؤسسة استثمارات صينية خاصة فى العام 2016 لمؤسسة / كوكا / الألمانية لإنتاج أجهزة الروبوت وكذلك سعت مؤسسات استثمار صينية خلال الأشهر الماضية إلى شراء حصص مسيطرة فى مؤسسة فيفتى هيرتز الألمانية المتخصصة فى شبكات توزيع الكهرباء ومؤسسة ديملر الألمانية لإنتاج السيارات وخطوط طيران كوتسيا الألمانية التى تستثمر فى تكنولوجيا الخدمات الجوية أيضا.