الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"كف المسيح" مطبوع على "جبل الطير"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سحر على شاطئ النيل يطل على طبيعة خلابة تتجمع فيه طيور «البوقيرس» المهاجرة، التى كانت تأتى سنويًا وتستقر على سفح الجبل، وتنقر بمنقارها فى صدع الجبل فسمى بدير جبل الطير، كما أطلق عليه دير الكف تكريمًا لكف المسيح، الذى طبع على الصخرة أثناء مرور العائلة المقدسة عبر النيل، وكادت صخرة تسقط عليهم من أعلى الجبل فخافت «السيدة مريم» على حياة الطفل، وهنا أشار الطفل بيده ورفع كفه لأعلى ناحية الصخرة، ودون أن يلمسها طبع كفه عليها فأطلق عليه «دير الكف» أو «جبل الكف»، فهو مزار دينى يفد إليه أكثر من مليونى زائر سنويًا من المسيحيين والمسلمين الذين يحرصون على زيارة الدير «على الضفة الشرقية لنهر النيل بمحافظة المنيا».
ويضم الدير، كنيسة «السيدة العذراء»، إحدى أقدم الكنائس الأثرية فى مصر، وبداخلها «المغارة «التى اختبأ فيها السيد المسيح وهو طفل، وأمه مريم العذراء هربًا من الرومان، وهربًا من بطش الملك «هيرودس» الذى حاول قتل المسيح الطفل لتبقى شاهدة على رحلة العائلة المقدسة فى مصر فهو ثانى أبرز محطة فى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وهو من أبرز ١٣ مكانًا فى العالم. 
وفى عام ٣٢٨، جاءت إلى الجبل الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول، وعندما علمت من الأهالى أن العائلة المقدسة زارت هذه المنطقة واختبأت فى المغارة، أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية، وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، وهى عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربع حوائط صخرية، وبالصحن ١٠ أعمدة صخرية، ومن ضمن محتويات المنطقة أيضا شجرة عالية تسمى «العابد» تكون جميع فروعها هابطة باتجاه الأرض ثم صاعدة بالأوراق الخضراء.
وألهم الإبداع بدير جبل الطير خيال الفنانين هذا العام حيث التقى ٢٠ فنانًا عالميًا ومصريًا فى ملتقى دير جبل الطير الدولى ٢٠١٨، الذى أبدع فيه الفنانون لوحات فنية مستوحاة من سحر منطقة جبل الطير الأثرية والسياحية والجمالية، وتجسد مسار العائلة المقدسة وتوثقها توثيقًا فنيًا حيًا، كإحدى محطات خط سير العائلة المقدسة، ونقلها إلى العالم عن طريق عرضها فى متاحف عالمية لجذب أنظار العالم لخط سير العائلة المقدسة، وخاصة بعد أن أعلن بابا الفاتيكان لمسيحيى أوروبا للاهتمام بمسار العائلة المقدسة فى مصر، وإعلانها أحد أنواع الحج المسيحى باعتبار أن الدير سيكون مقصدًا سياحيًا دينيًا عالميًا يقصده الملايين من جميع أنحاء العالم، بعد إدراجه ضمن رحلات الحج الدينية العالمية. 
وجار الآن إعادة تطوير المنطقة بأكملها لإظهار المكان فى أجمل صوره ليس فقط على المستوى المحلى بل أمام العالم أجمع.