الوجه الآخر من العملة.. الوجه الذى وقت المحنة يصعب تسليط الضوء عليه، خاصة أن كان المصاب كبيرًا، ففي تفجير كنيسة طنطا فى أبريل عام ٢٠١٧ كان الوجه المتعارف عليه وتداولته الصحف هو استشهاد ٢٨ من المصلين، وكان من الصعب رؤية أى وجه آخر حينها، لكن الوجه الآخر من ذات العملة أن هناك قصص نجاة «ولادة جديدة» لآخرين كتب لهم عمر جديد، وذلك بشكل متوازٍ مع رحيل كثيرين، ومع حلول أعياد الميلاد تتجدد الآمال داخل القلوب، وتغنى الأناشيد منتظرة ميلادًا جديدًا لكل ما قتلته الأيام، ومن رحم الموت خرجت الحياة، وكما ولد المسيح فى معاناة السفر كذلك آخرون.
فحينما كانت تجلس سيدة مسنة فى الصفوف الأولى تحتفل بأحد الشعانين، داخل الكنيسة، كانت تنتظر أن يمر القس دانيال حامل شورية البخور «المبخرة» لتستنشق رائحتها وتستكمل صلاة العيد، إلا أن جسدها المتعب قرر أن لا يستكمل الصلاة وبدون مقدمات تدخل فى حالة من الإغماء، ليسرع أبنها القس بيشوى متجه نحوها ومعه ثلاثة من الكهنة، محاولين إفاقتها دون جدوى، وبعد أن حدث تجمهر المصلين حولها أدرك ابنها القس أنها دخلت فى «غيبوبة سكر»، فطالب الجميع بالهدوء والرجوع إلى أماكنهم، وحمل والدته بمعاونة ثلاثة من الكهنة، وغادروا صحن الكنيسة وبعدها بدقائق معدودة حدث الانفجار ونجت الأم وولدها والثلاثة كهنة آخرين، فينما يعتصر القلب من شدة الألم لكنيسة تحول مصليها إلى أشلاء، إلا أن هناك قصة فرح وميلاد لآخرين، فمن الأكل خرج أكل ومن الجافي خرج حلاوة، وتروي السيدة إنها كانت فى عداد الموتى، فبينما يعتصر قلبها على الدماء والأشلاء التى زينت كنيستها، إلا أن فى أعماقها قصة عن حياة جديدة كتبت لها ونجاة، حيث كان قرار الله أن يكون لها معه «ميلاد جديد».