الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنائس تحتفل بالميلاد.. الأرثوذكسية صوم 43 يوما.. الكاثوليكية ليالي تسبيح وفرح.. الإنجيلية زيارة المرضى والمحتاجين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفل العالم أجمع هذه الأيام بعيد الميلاد المجيد، فصفحات قديمة تنطوي وصفحات جديدة تفتح لبدء عام جديد، وفى وسط الآلام والحروب والصراعات نجد صوت ترنم وتهليل لميلاد رجاء جديد، جاء إلى الأرض ليصنع تصالح مع النفس ومع من حوله، وليس هذا فقط لكنه جاء ليمد الجسور ويبذل نفسه من أجل الآخرين، ومن أجل الإنسانية، فكانت أول أنشودة للترحاب به المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.
«البوابة نيوز» ترصد مفهوم الميلاد ومظاهرة، والتى تختلف بين كنيسة وأخرى فى الطقوس، فى التحقيق التالى نتعرف على كيف يحتفل المصريون من الطوائف المسيحية المختلفة بميلاد المسيح.
من جانبه قال القمص صليب متى ساويرس، إن الميلاد غيّر الزمن وقسمه إلى ما قبل الميلاد وما بعد الميلاد، وأصبح ما قبل الميلاد هى الخطية، فآدم عندما طرد من الجنة كان يحمل مصباح الوعد الإلهى، وهو نسل المرأة يسحق رأس الحية، وهكذا جاءنا ملء الزمان ليبدأ الزمن الجديد بعيد الميلاد، ويتحقق الوعد الإلهى بمجىء المسيح، وفاجأ العالم بأناشيد الملائكة «الْمَجْدُ للهِ فِى الأَعَالِى، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ»، وبداية العهد الجديد الذى فيه ولد المسيح من عذراء ومن الناصرة، وأصبح اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا، فقبل الميلاد كان الله فوقنا وبالميلاد صار الله معنا، وعندما صعد إلى السماء أصبح الله فينا بروحه القدوس، وتغيرت مسيرة الإنسان إلى الحياة الجديدة لأنه بتجسد المسيح وقيامته، أعيد الإنسان لطبيعته الأولى التى خلقها الله على صورته ومثاله فى بدء الخليقة، وأصبح الإنسان يعيش فى نور شمس البر متمتعًا بهذا الضياء ليكمل مسيرته فى غربه هذا العالم وينطلق إلى حياة المجد فى السماء.
وزاد «ساويرس» على مظاهر الاحتفالية داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن عيد الميلاد أصبح عيدًا قوميًا يحتفل به كل المصريين وإجازة رسمية للجميع، الكل يأتى بشجرة الميلاد، وتتزين بالأنوار ويسبق عيد الميلاد صوم الميلاد المجيد وقدرة ٤٣ يومًا، منها ٤٠ يومًا صامها موسى النبى قبل أن يستلم لوحى الشريعة، فنحن أيضًا نصوم قبل أن نحتفل باستقبال كلمة الله المتجسد، و٣ أيام أخرى تمت إضافتها بعد حادثة نقل جبل المقطم على يد البابا إبرام بن زرعه البطريرك ٦٢، وتعيش الكنيسة خلال شهر كيهك فى التسابيح الملائكية والمدايح المريمية فى ليالى تسمى السبعة والأربعة، والعدد ٧ يشير إلى سبع ترقيات تمجيد للسيدة العذراء مريم، والأربع هوسات التسبيح «هى أربع فقرات على مدار الليل من التسبيح والتمجيد»، فهى تعتبر ليالى وأيام الفرح التى تعدها الكنيسة لاستقبال الحدث الفريد الذي هو عيد التجسد، والكنيسة تحتفل بالميلاد يوم ٧ يناير وتستمر الاحتفالية لمدة ثلاثة أيام فى فرح وتسبيح.
الكنيسة الإنجيلية
وقال الدكتور القس أكرام لمعى، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، إن مفهوم الميلاد عند الإنجيليين هو الاحتفال بميلاد الحياة، وأن الكنيسة تؤمن بأن شخص المسيح هو كلمة الله، وأنه هو ولد لكى يعطى حياة، ورسالته خلاص العالم، وبالتالى نحن نحتفل مع الفقير والمريض والمتعب والمحتاج مثل رسالة السيد المسيح.
وأضاف كان السيد المسيح دائمًا فى صف المحتاجين، ولذا كان يجول يصنع خيرًا من شفائه للمرضى وزيارته للمسجون، ويرفع من روحهم المعنوية، وهذا هو انبثاق الحياة والطريق إلى الله، فنحن نحتفل بكل هذه المعانى. مؤكدًا أن الطفل يسوع المسيح انتصر على كل الملوك الذين تحدوه وهو فى صغره، وقدم نفسه كرسالة للسلام والخلاص.
وعن مظاهر الاحتفالات داخل الكنيسة الإنجيلية فى مصر، فقال إن الكنيسة تحتفل بالعبادة والترنيم بتقديم مجموعة من الترانيم الميلادية العالمية «كانتانا»، ثم تأملات عن الميلاد، ثم شركة ومعايدة بين الحضور بالفرح والابتهاج.
وأضاف أن الكنيسة فى مصر تدعو المسيحيين فى ذلك التوقيت لتقديم الهدايا وزيارة الملاجئ ومرضى السرطان وللأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع رعاة الكنائس بدل «بابا نويل» كنوع من الزيارة والدعم، كما كان يفعل السيد المسيح.
وبالنسبة للاحتفال الرسمي للطائفة الإنجيلية بمصر يعقد فى ٤ يناير بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة لكى تستطيع المذاهب الإنجيلية المختلفة المشاركة فيه، بينما الكنائس المحلية ستحتفل بليلة الميلاد يوم ٦ يناير.
الكنيسة الكاثوليكية
وقال الدكتور الأنبا يوحنا قلته، إن إنجيل يوحنا والإصحاح الأول يقول « فِى الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ» والكلمة صار جسدا وحل بيننا، الميلاد ليس معناه أن المسيح تجسد رجلًا أو شخصًا بعينه، الميلاد معناه أن كلمة الله الذاتية الناطقة اتخذ الإنسانية، تجسدها وأخذ طبيعة البشر، كما تتجسد الكلمات نورًا للناس وخيرًا للبشرية، فى المسيح ولدت الإنسانية ولادة جديدة، أساسها أن الله يحب الإنسان هذا، وهو أساس المسيحية ونقطة انطلاقها «هكذا أحب الله العالم»، ثم طلب منا المسيح أن يكون الطريق إلى الله هو محبة الإنسان الآخر، فالله محبة ونور وليس فيه ظلمة ولا غش ولا عنف ولا تطرف، جاء المسيح ليعيد صياغة كيان الإنسان من جديد، ويعيد الصياغة أى العلاقة مع الله، ومن ثم المسيحية إنسانية جيدة جوهرها محبة الله والإنسان فى الميلاد أعطى القيمة الحقيقية للإنسان وللحياة، ويأتى الانسان كما قال المسيح قبل الطقوس والمظاهر الدينية، فالأديان هى فى خدمة الإنسان، والوحى الإلهى كله فى خدمة الإنسان، وليس الإنسان للدين بل الدين للإنسان، ولذلك صعب على عصر المسيح أن يفهم هذا الانقلاب فى مفهوم الدين، التجسد ليس تنازلًا من الله أو شركًا فى الله أو انقسامًا فى الله أو تعددًا فى الله «استغفر الله».
وأضاف أن الإيمان المسيحى بناء على علم المسيح شرح لنا أن الله هو الخالق، وأن الله هو المخلص وأن الله هو الذى يقدس الروح وليست ثلاثة من الإلهة، فنحن نصلى كل يوم بأننا نحن نؤمن بإله واحد، أما الثالوث فهو شرح لوحدانية الله. وأضاف أن المسيحية أنزلها الله للإنسان لكى ترفع الإنسان للاتحاد بالله، فالميلاد الحقيقى لكل إنسان مسيحى مؤمن أن يولد من جديد. 
وعن مظاهر الاحتفالية بالميلاد قال: تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بعيد الميلاد المجيد فى ٢٥ ديسمبر من كل عام والاحتفالية يتضمن القداس الإلهى والصلوات، والتسابيح الميلادية التى تسبح من فرق الترانيم، والقراءات الكتابية. وفى الفاتيكان تُقام أكبر شجرة للميلاد وتتزين بالأنوار والنجوم احتفالًا بالميلاد.