الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"ثريا الشاوي".. أول قائدة طائرة عربية من المغرب

ثريا الشاوي
ثريا الشاوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتزامن يوم 14 ديسمبر من عام 1936، ذكري ميلاد "ثريا الشاوي" وهي أول رُبَّانة عربية، وهى من المملكة المغربية، حصلت على شهادة الطيران وهي لا تتجاوز الـ16 عاما.
ولدت "ثريا" بمدينة فاس في المغرب، وكان والدها عبد الواحد الشاوي رائد في المسرح المغربي، ووالدتها زينة، وأخيها صلاح الدين كان فنانًا مشهورًأ عاش في مدينة فيشي بفرنسا، حيث كبرت في تربة صالحة وسط أسرة تشجع على العطاء والمعرفة. 
تعددت مواهب "ثريا" وكان منها التمثيل، كما كانت مولعة بالألعاب الميكانيكية وعاشقة لتفكيكها وتركيبها بعيدًا عن ألعاب الأطفال العادية وترقبت بإعجاب الطائرات التي كانت تحلق فوق منزلها.
في صغرها مرضت بمرض صدري فنصح الطبيب والدها بفاس أن يأخد ابنته إلى مطار المدينة ويتوسط عند أحدهم ليقوم بجولة بالطفلة في الأعالي فهو شفاء لحالتها، وقد جعلتها هذه التجربة تضع مجال الطيران هدفًا رئيسيًا لها في الصغر.
علي الرغم من أن حلم الطيران كان صعب المنال إلا ان والدها شجعها على تحقيقه حيث أصر على تسجيلها في مدرسة "تيط مليل" للطيران التي كانت مخصصة للفرنسيين. 
كان حلم ثريا تحديًا للسلطات الاستعمارية حيث كان الفرنسيون يرون في جنسهم رمزًا للتفوق، وللنخب العصرية التي كانت وقتها غير مبهورة بالتطور التكنولوجي الذى شهده العالم في هذه الفترة.
استطاعت تعلم الطيران وكانت ثريا لا تزال في 16 من عمرها حين دخلت تلك المدرسة، وكان من الصعب وضع فتاة مغربية وحيدة وسط مدرسة محفوظة للنخبة الفرنسية بالإضافة إلى الإسبان والإيطاليين. 
حين جاء يوم الإمتحان صادفها يوم غير مناسب للطيران بسبب سوء الاحوال الجوية، لكنها استطاعت التغلب والسيطرة على الطائرة، وأبهرت اللجنة خصوصًا عندما حلقت على علو 3000 م وقطعت مسافة على شكل دائرة محيطها 40 كم وبذلك حصلت ثريا على شهادة الطيران عن عمر 15 عامًا في عام 1951 ونجحت في امتحان الكفاءة لقيادة الطائرات، حيث كانت أول ما فعلته قيادة طائرة من نوع "بيبر" وقطعت المسافة بين الرباط والدار البيضاء، وعادت أدراجها إلى مطار تيط مليل، حيث أقام لها النادي الجوي للأجنحة الشريفة حفلًا تقديرًا لفوزها. 
تصدر هذا الخبر حينها عناوين الصحف الوطنية والدولية، حيث كانت ثريا أول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تحصل على شهادة الطيران في هذه السن المبكرة، كما كانت سباقة في الحصول على وظيفة ربان طائرة في المغرب على مستوى الرجال والنساء معًا. 
عقب هذا النجاح تلقت الفتاة العديد من التبريكات المحلية والدولية مثل: عبد الكريم الخطابي، والاتحاد النسوي الجزائري، والأستاذ علال الفاسي، كما تلقت صورة موقعة من الطيارة الفرنسية جاكلين أوريول، واستقبلها الملك محمد الخامس بالقصر لتهنئتها وبرفقته الأميرات للا عائشة وللا مليكة.
تعرضت ثريا إلى محاولات متكررة للاغتيال لكنها باءت بالفشل، أولها كان في أوائل نوفمبر 1954، حيث وضعت مجموعة إرهابية فرنسية قنبلة بباب الفيلا التي كانت تسكنها بشارع أليسكاندر مالي، ما ألحق خسائر جسيمة بالمكان لكن دون أن يصاب أحد.
والثانية في أواخر ديسمبر، بعدما أدخلت سيارتها إلى الجراج برفقة والدها، واتجها إلى منزلهما الكائن بين طريق "بيرجوراك" وطريق "تميرال"، فأطلقت عليها ثماني طلقات من رشاشة أوتوماتيكية، ولحسن حظهما لم يصابا بأي أذى.
وفي أغسطس عام 1955، حاول شرطيان فرنسيان إطلاق النار عليها وهي بداخل سيارتها بصحبة والدتها، لكن احتشاد الناس حولهما حال دون إصابتهما.
وفي سبتمبر 1955 أوقفها شرطيان وهي على متن سيارتها، وأمراها بأن تحملهما إلى المكان الذي يريدانه، وعندما امتنعت واحتشد الناس حولهم، اتهماها بمخالفة قانون السير، ليتم إخلاء سبيلها مباشرة.
وفي الأول من مارس 1956، أي قبل يوم واحد من اعلان استقلال المغرب عن الحماية الفرنسية، وكان عمرها 19 سنة، تم اغتيالها برصاص في رأسها خارج منزل عائلتها.