وجد حياته ذهبت هباء منثورًا، وفاته قطار العمر، دون أن يحظى بالسعادة والنجاح وتكوين أسرة، وزاد من ألمه، اتهامه ظلما بالسرقة، من قبل أحد أقاربه، وقضاء عدة أيام بقسم الشرطة، وإخلاء سبيله فيما بعد، لعدم كفاية الأدلة، فقرر الانتحار داخل منزله، رافضًا البقاء فى دنيا لم يرَ منها شيئًا سوى الفقر والإهانة.
انتقلت «البوابة نيوز» إلى قرية بطا، بمدينة بنها، التابعة لمحافظة القليوبية، حيث شارع الجراب، لكشف ملابسات انتحار الشاب، «رضا.م» ٣٥ عامًا، داخل منزل أسرته، الصغير، المكونة جدرانه من الطوب اللبن، من طابقين، كاشفًا عن فقر سكانه المدقع.
أحد الجيران، ويدعى «أحمد.م»، كشف عن كواليس الحياة البائسة الذى كان يعيشها «رضا» قبل انتحاره، قائلًا: «بالرغم من سوء أحواله المادية وفقره فإنه كان عزيز النفس، لم يقبل المساعدة من أحد، كان فى حاله ونفسه عزيزة، لا يمد يده لأى شيء، ويعمل ليساعد والده على ظروف المعيشة، وله أخ أكبر منه، وصل إلى سن الخمسين ولم يتزوج، بسبب ظروفه المادية».
وأشار إلى أنه كان هادئ الطباع لا يصاحب أحدًا ولا يجلس مع أحد، يعمل ويجلس داخل منزله، حتى المقهى، كان لا يجلس عليه مثل أقرانه.
وتابع: «قبل الواقعة بيوم تنامى إلى مسامعنا، صراخ وأصوات عالية آتية من منزل الراحل، وبالسؤال عما يحدث، علمنا أنها مشاجرة بينه وبين أحد أقاربهم، حيث اتهم رضا، بالسرقة، وظل يهينه ويوبخه، وأخبره بأنه سيبلغ عنه الجهات الأمنية، وظل الراحل واقفًا عاجزًا، أمام السباب والإهانة، التى تلقاها من قريبه، وبالفعل قام الرجل بالإبلاغ عنه، وتم تحرير محضر ضده وتم القبض عليه، وبعدها أفرج عنه لعدم ثبوت واقعة السرقة».
وأضاف: «بعد خروج رضا من قسم الشرطة، شعر بالانكسار والمهانة، وظل صامتًا منفردًا بحاله داخل غرفته، وحينما جهزت أسرته الغداء، ذهبت شقيقته لتوقظه من النوم، ورأت نفسها أمام منظر بشع، حيث وجدته مشنوقًا داخل الغرفة، تاركًا تلك الحياة التى لم يجد منها سوى الذل والمهانة».
بداية الواقعة كانت بتلقى، اللواء رضا طبلية، مدير أمن القليوبية، إخطارًا من المقدم أحمد كمال أبوالعز، رئيس مباحث مركز بنها، بورود بلاغ لمركز شرطة بنها، من الأهالى، بقيام أحد الأشخاص بالانتحار داخل شقة سكنه بناحية بطا، دائرة المركز.
وعلى الفور انتقل اللواء علاء فاروق، مدير مباحث القليوبية، والنقيب عماد سامى، معاون مباحث المركز، وبسؤال والد المتوفى قرر قيام نجله المدعو «رضا. م. غ»، ٣٥ سنة، دون عمل، بالانتحار شنقًا داخل غرفة نومه، المسقوفة بالعروق والألواح الخشبية، مستخدمًا «رباط ضاغط» حول رقبته، نتيجة مروره بحالة نفسية سيئة وضائقة مالية، ولم يتهم أو يشتبه فى وفاة نجله جنائيًا، وعقب تقنين الإجراءات جرى نقل الجثة لمشرحة مستشفى بنها العام، وحرر المحضر رقم ٩٩٤٨ لسنة ٢٠١٨ إدارى مركز بنها، وجارٍ العرض على النيابة العامة.
