الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"مشغولات السلك".. حرفة "الأيادي الخشنة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حرفة «الأيادى الخشنة» هكذا يطلق عليها البعض، لما تمثله من مشقة بالنسبة لأصحابها حتى تخرج بين أيديهم بالشكل المطلوب، إنها حرفة «مشغولات السلك»، والتى من دورها يتم صنع كل ما هو متعلق بأمور كثيرة فى حياتنا من قلايات وشبكات ومطبقيات معدنية وغيرها.
تعد تلك الحرفة من الحرف التراثية التى أوشكت على الاندثار، والتى ظهرت فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، وما زالت مستمرة حتى وقتنا هذا، مع وجود بعض التغيرات عن سابق عهدها، فكانت البداية كل شىء يدويا فقط، ولا وجود لأى آلات، ومع الوقت ظهرت الآلات البسيطة وصولًا إلى الآلات الحديثة التى باتت قادرة على إلغاء دور العامل.
أثناء سيرك فى شوارع الدرب الأحمر، تجد الكثير من الورش التى تعمل فى هذه الصنعة منذ سنوات طويلة، وعلى الرغم من الجهد الكبير لأصحابها فلم يكلوا أو يملوا، بل هناك من اختارها لتكون رفيقة دربه، فتجد شابا فى الثلاثينات من العمر يقف وبين يديه قطع من السلك يقوم بتركيبها بجوار بعضهم، وبواسطة آلة اللحام يتم لحامها، وآلة الثنى لتخرج بشكلها المرجو، إنه الشاب «كريم سليمان»، والذى تحدث لـ«البوابة»، عن المهنة، قائلًا: «أنا شغال فى مشغولات السلك بقالى فترة طويلة، وكان بداية اتجاهى فيها هو إعجابى بيها، وأنى حسيتها من الصناعات المختلفة»، لافتًا إلى أن عمله به ليس مجرد روتين يومى وإنما حبًا فيها.
وتابع: «دى صنعة الناس القديمة وقبل حتى المكن البسيط دا، القطعة كانت بتتعمل بشكل يدوى بحت، كانت بتتجمع بسلك رباط عشان تخرج فى شكلها المطلوب سواء كانت قلاية أو غيرها».
ولفت «كريم» إلى أن معظم إنتاجه يكون «قلايات»، وذلك لكثرة الإقبال عليها وبخاصة من قبل المطاعم، مشيرًا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن رزقهم قليل، والنفع كله يعود على التاجر.
وعن بداية الحرفة، أوضح أن تلك الحرفة ظهرت فى ثمانينيات القرن الماضى؛ حيث كانت تصنع بشكل يدوى بحت، وفى التسعينيات بدأت تظهر الآلات البسيطة التى ما زالت تستخدم فى الورش حتى وقتنا هذا من آلات اللحام وآلة الثني، والذى يتم استخدامهم فى تقطيع وثنى ولحام السلك، لتخرج بالشكل المطلوب، موضحًا أن البداية تكون من السلك الصافى الذى يتم تقطيعه بشكل متساو، وبعدها يتم لحام القطع ببعضها، وأخيرًا ثنيها على الآلة الخاصة بها إلا أن تخرج القلاية بالشكل المرجو.
واختتم «كريم» حديثه قائلًا: «على الرغم من المشقة اللى بتواجه أصحاب الحرفة، فإنها بتمثل جزءا كبيرا من حياة كل شخص اشتغلها، ولولا أننا لسه محافظين عليها كانت انقرضت من وقت طويل».