أن تقف عاجزًا مكبل الأيادي، تنظر إلى أطفالك بنظرة حسرة، غير قادر على إنقاذهم من ضيق ذات اليد، ولا قادر على إنقاذ نفسك من ابتلاء المرض، ومحاصرة الفقر، مشاهدات تجعلك تنتظر الموت وكأنه أرحم من الحياة، ملخص لحياة «عنبة» المرأة الخمسينية، التى لا تملك من الدنيا سوى الفقر وأبنائها الخمسة، وتناجى ربها، بالدموع فى انتظار الفرج واليسر.
تعيش «عنبة» بأسرتها البالغة ٧ أشخاص، والفقر ثامنهم، فى أحد شوارع منطقة «المنيب»، وتحكى بكل حسرة إصابتها بفيروس «سي» الذى أنهك كبدها، وهى لا تمتلك مصاريف علاجها ولا مصاريف أبنائها، الذى يعمل والدهم بـ«باليومية»، فيوما يجد عملًا، وعشرة أيام أخرى، يعود آخر النهار بـ«خفى حنين»، كل ما تحلم به فى الحياة أن تجد علاجًا لها، ومصدر دخل لأسرتها الفقيرة، لإنقاذهم من مخالب الفقر القاسية.