الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"المؤتمر الشعبي" اليمني يعاني الانقسام بعد عام على مقتل "صالح" و"الزوكا".. أربعة أجنحة تتصارع على أبرز الأحزاب.. والانقلابيون يسعون لاستغلال الأزمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الذكرى الأولى لمقتل الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح، والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا، على يد ميليشيا الحوثى الإرهابية، والتى توافق الرابع من ديسمبر، شهدت جنبات حزب المؤتمر الشعبي، هزة قوية وتباينًا فى المواقف بين من بقى من أعضاء تحت عباءة الحوثيين، ومن بقى مخلصًا لجناح صالح، فيما اختار فريق ثالث طريق الحياد، أما الرابع فانطوى تحت جناح الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادي.
ويعد حزب المؤتمر الشعبى العام، أبرز الأحزاب اليمنية فى الثلاثة عقود الأخيرة، إذ أسسه الرئيس الراحل على عبدالله صالح، عام ١٩٨٢، بعد أربعة أعوام من تقلده رئاسة اليمن، وقد ظل الحزب لسنوات طويلة فى سدة الحكم، حتى بعد احتجاجات ٢٠١١، لكن الانشقاقات ضربته بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء فى ٢١ سبتمبر ٢٠١٤.

جناح الحوثي
شهد حزب المؤتمر انقسامات واسعة منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء، إذ انقسمت قياداته بين موالين للرئيس اليمنى السابق، ومؤسس الحزب على عبدالله صالح، وموالين للرئيس اليمنى الحالى عبدربه منصور هادي، الذى أعلن نفسه رئيسًا للحزب، وظلت الانشقاقات قائمة بين جناحى صالح وهادي، إلى أن اختلف الأمر مع مقتل صالح وعارف الزوكا العام الماضي، إذ انحازت قيادات من الحزب إلى الحوثيين، فيما ذهب آخرون للانضمام إلى جناح هادي، وآخرون آثروا الحياد.
وفى ٧ يناير الماضي، أعلنت اللجنة العامة للحزب، تعيين صادق أمين أبو رأس رئيسًا له، و«أبو رأس» هو القيادى المؤتمرى الذى جنح لجبهة الحوثيين على حساب دعوة مؤسس الحزب، بالثورة ضد الحوثيين فى انتفاضة ٢ ديسمبر ٢٠١٧.
الهاشميون
وقال الباحث فى الشأن اليمني، محمود طاهر، إن الحوثيين سيطروا على المؤتمر الشعبى العام فى صنعاء عبر ما يسمى بـ «الهاشميون»، والذين أسندت لهم المناصب القياديَّة بالحزب (قيادة الحزب، المكتب التنفيذي، الأمين العام ورئيس الحزب).
وأوضح طاهر، أن الحوثيين وضعوا تركيبة موالية لهم داخل حزب المؤتمر الشعبى العام عبر الهاشميين الذين يرون فى أنفسهم أنهم الأحق بالحكم والولاية.
وتغلغل «الهاشميون» داخل أروقة المؤتمر، وأصبحوا أعضاءً فى اللجنة العامة، أمثال عدنان الجفري، وطارق الشامي، ومسئولين عن التنظيم والتأهيل داخل الحزب، أمثال العميد يحيى محمد الشامي، وبنزيه العماد، محامى خلايا صنعاء التابعة للحوثي، ويطلق عليهم «إماميو المؤتمر».
وعقب تحالف «صالح» مع الحوثيين، عينت اللجنة العامة لحزب المؤتمر- من الرياض- الرئيس هادى رئيسًا للحزب، فى ٢٢ أكتوبر ٢٠١٥، وأصدرت قرارًا بعزل الرئيس السابق على عبدالله صالح، ومن معه وإحالتهم للمحاسبة التنظيمية فى الحزب، وأقر الاجتماع ترشيح أحمد عبيد بن دغر نائبًا أول لرئيس الحزب، وعبد الكريم الإريانى نائبًا ثاني، واختيار النائبين كمتحدثين رسميين لحزب المؤتمر الشعبى العام وتمثيله فى أى محافل دولية.
ويشكل أحمد على عبدالله صالح، نجل الرئيس السابق، والقادة المؤتمريون المخلصون لصالح، جناحًا قويًا لا يميل إلى الحوثيين ولا إلى الرئيس هادي، ويشكلون وزنًا كبيرًا لا يمكن الاستهانة به لذلك حاول صادق أمين أبو راس، رئيس حزب المؤتمر، مغازلة أحمد على صالح، ورفقاء صالح والزوكا، للانضمام إلى جناحه، وقطع الطريق على الانضمام إلى جناح هادي، عبر إصدار قرار فى أكتوبر ٢٠١٨، بترفيع أحمد على عبد الله صالح وعوض عارف الزوكا، نجل الأمين العام للتنظيم، إلى عضوية اللجنة الدائمة الرئيسية التى يبلغ قوامها ١٢٠٠ عضو.

واختار فريق آخر داخل الحزب طريق الحياد، إذ رأى أن الحزب تعرض لنكسة كبيرة عقب مقتل «صالح» و«الزوكا» فى ٤ ديسمبر من العام الماضي، وهو ما جعل الكثير منهم يختار الحياد، ورغم ذلك سعى العقلاء داخل الحزب إلى ما أطلقوا عليه «جمع الشتات»، إذ عقدوا عدة مؤتمرات فى القاهرة وبعض العواصم العربية لجمع شتات الحزب والتوحد خلف قيادة واحدة، كما تسعى قيادات الحزب الموجودة فى الخارج، إلى الوصول لقيادة موحدة تجمع فصيلى هادى وأحمد.
وفى منتصف نوفمبر الماضي، أقرت قيادات الحزب خارج اليمن، وفى القاهرة بحضور القياديين أبى بكر القربى وسلطان البركانى (يشغل كل منهما منصب أمين عام مساعد للحزب)، بشكل نهائى قيادتها الموحدة، وضمت القيادة العليا ستة أسماء هي: أحمد على عبدالله صالح وأبوبكر القربى وسلطان البركانى ويحيى دويد وقاسم الكسادى ومحمد بن ناجى الشايف، ولم يعن توحد المؤتمريين فى الخارج، أن يكون هناك توحد بين جناحى هادى وأحمد على صالح.
ودعا رئيس الحكومة اليمنية السابق، أحمد عبيد بن دغر، إلى توحيد حزب المؤتمر، الذى تمزّق بعد مقتل الرئيس الراحل على عبدالله صالح، قائلا فى بيان له: «لم يعد لدينا الكثير من الوقت لكى نفكر كثيرًا فى وسائل وطرق وأساليب توحيد صفوف المؤتمر الشعبى العام، لقد مرت سنة على كارثة استشهاد الزعيم والأمين العام وعدد غير قليل من قيادات المؤتمر، وليس من مصلحة المؤتمر أن يبقى الوضع على ما هو عليه كان الزعيم فى الداخل موحدًا للداخل المؤتمري، وكان الخارج المؤتمرى موحدًا خلف الشرعية».
وأضاف: «النقاشات الأخوية بيننا عن الداخل، والخارج، عن الذين مع، والذين ضد، عن الأصل والفرع، سرقت سنة كاملة من عمر المؤتمر فكانت مضيعة للوقت، كما أنها وأدًا لروح الانتفاضة فى وقت عصيب تُهدد فيه الجمهورية بالسقوط النهائي، ويغدو هدف استعادة الدولة أبعد مما كان عليه يومى الانتفاضة، ولا يمكن للمؤتمر أن يغدو حزبًا فاعلًا فى الساحة الوطنية خارج إطار معركة التحرير وعلينا دين للوطن، ولا يمكننا أن نتهرب من الوفاء به»، متابعًا فى بيانه: «لتكن ذكرى استشهاد الزعيم (صالح) والأمين العام (الزوكا) لحظة صحو ويقظة وعودة لساحات النضال تحت قيادة موحدة، لا تستثنى أحدًا فى الخارج، ولا تتجاهل أحدًا فى الداخل، لتكن خطوة توحد صفوف المؤتمر وتتغلب على انقساماته، وتعيده لصدارة الموقف الوطنى ضد الانقلاب ومع الشرعية. وفصيلًا متقدمًا من فصائل العمل الوطني. لاستعادة الحق المسلوب، والوطن المنهوب».

الاستيعاب
ويرى رئيس مركز أبعاد للدراسات والمحلل السياسى اليمني، عبدالسلام محمد، أن الخطوة العملية تتمثل بأن يقوم «هادي» ونائبه باستيعاب القيادات الحزبية والعسكرية، وعلى رأسهم أحمد نجل صالح، وإعطائهم دورًا تنفيذيًا محدودًا فى الدولة، محذرًا فى منشور عبر صفحته على موقع التواصل «فيس بوك»، من استمرار الخلافات، قائلًا إن ذلك يسهل تفكيكه لفائدة الحركة الحوثية التى تخطط لابتلاع الحزب وخلافة صالح فى إرثه السياسى والعسكري.