الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

100يوم محافظ.. "العاشر من رمضان" تعاني الإهمال.. وأهالي الشرقية: "محدش حاسس بينا"

الدكتور ممدوح غراب،
الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أنها المدينة الصناعية الأولى، ويبلغ تعداد سكانها نحو المليون و٦٠٠ ألف نسمة، فإن العاشر من رمضان باتت منطقة مُزدحمة بمشكلات المواطنين، والذين لا يجدون من يسمع شكواهم أو يعمل على حلها على حد قولهم.
رصدت «البوابة» مشكلات أهالى المدينة، والتى تركزت بشكل أساسى على غياب الخدمات العامة والمرافق، وكذا الخدمة الصحية ونقص المواصلات العامة، بالإضافة إلى تكدس التلاميذ بفصول التعليم المُختلفة مع قلة عدد المُدرسين، فضلًا عن حاجة المدينة لآلية من شأنها أن تحل الأزمات المتلاحقة بقطاع المرور وتكدس المواطنين بمصلحة الشهر العقاري.
الصحة والتعليم
فى البداية قال «سليمان فتحي»، أحد أهالى المجاورة رقم ٥٠، إنه لا توجد رعاية صحية أو حتى وحدة عناية مُركزة، فيما يضطر المرضى وقت وقوع حوادث أو كوارث للذهاب إلى أقرب مستشفى، وهى مستشفى «بلبيس» المركزي، والتى تبعُد أكثر من ٤٠ كيلو متر عن المدينة، وتستغرق نحو الساعة، فضلًا عن تكلفة الانتقال من مكانٍ لآخر. وأشار فتحي، إلى أن تكلفة الانتقال لا يقوى عليها أحد من أهالى المدينة، فأغلبهم محدودو الدخل من عاملى المصانع والشركات، ما يجعل الجميع بمثابة «الفريسة» للمستشفيات الخاصة، مطالبًا المسئولين بقطاع الصحة بالتدخل والعمل على إعادة تفعيل وتشغيل المنشآت الصحية المتوقفة منذ عدة سنوات بسبب نقص الأطباء.
وبالتواصل مع الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالعاشر من رمضان، أوضح لـ«البوابة» أنه بالنسبة للوحدات المُغلقة فهناك آلية لحصرها وإعادة تأهيلها تمهيدًا لافتتاحها والعمل بكامل طاقتها، لافتًا إلى أن المنظومة الصحية بالنسبة للرعاية الأولية بالعاشر من رمضان تُقدم على أكمل وجه، حيث هناك قوافل مجانية تُقدم بعدد من الأحياء بصورة شبه منتظمة، وجارٍ العمل على إنشاء مركز تدريب لطب الأسنان بالحى السادس عشر، والذى سيكون هو الوحيد من نوعه على مستوى المحافظة ككل، فضلًا عن افتتاح مركز للعلاج الطبيعى بالمركز الطبى بأول العاشر.
أما عن التعليم فيقول شعبان فخري، أحد أولياء الأمور بمدرسة «السيدة خديجة» للتعليم الأساسى بالحى الخامس عشر، إن المنظومة التعليمية تُعانى بشكل كبير فى المدينة ككل، منوهًا بأن إصلاح التعليم لن يتم بالمصادفة أو النوايا الحسنة، بل هو طريق كبير يحتاج قرارات حاسمة لعلاج تكدس التلاميذ فى الفصول، والتى لا توجد بها مقاعد تناسب عدد التلاميذ الموجودين، والذين يصل عددهم لأكثر من ١٠٠ طالب فى الفصل الواحد.
وأضاف فخرى أن تكدس التلاميذ وقلة المقاعد ليست كل المشكلات، فأغلب المدارس تعانى من نقص فى عدد المدرسين بالنسبة للمواد الأساسية، مطالبًا وزارة التربية والتعليم بتوفير مقاعد وفراغات مناسبة للتلاميذ حفاظًا على أرواح التلاميذ وصحتهم من انتشار الأمراض المُعدية. يأتى ذلك وسط خطة كبيرة اعتمدتها محافظة الشرقية منذ عهد المحافظ السابق اللواء خالد سعيد، وتواصل تنفيذها فى عهد الدكتور ممدوح غراب، بالعمل على تحديد المناطق التى تحتاج بناء مدارس جديدة، أو تلك التى بحاجة إلى إعادة تأهيل سواء فى عدد التلاميذ أو حاجة المدرسة لمُدرسين إضافيين، حيث تم الانتهاء من ٩٨ مدرسة مطلع العام الدراسي الجاري، بتكلفة ٥٠٦ ملايين جنيه، ودخلت جميعها الخدمة.
المرور والشهر العقاري
قال عمرو عبدالنبي، أحد أهالى المدينة، إن استخراج ترخيص سيارة من وحدة مرور العاشر يُعد بمثابة أزمة ومعاناة متكررة للمواطنين والسائقين على حدٍ سواء، حيث يقف الجميع منتظرًا فى طابور لا نهاية له، فيما نجد عدد الموظفين قليل جدًا بالنسبة للخدمات الواجب توافرها، وأغلبهم غير مُدربين على تقديم الخدمة للمواطنين عبر الحاسب الآلي، فيما يُعانى الجميع من تردى حالة الأجهزة وضياع الملفات، على حد قوله، مشيرًا إلى أن الخاسر فى النهاية هى الدولة التى تتعطل مصالح المواطنين فيها وتضيع أوقاتهم فى انتظار خدمة لا يمكن أن تنتهى بأى حال من الأحوال فى وقتٍ قليل فى ظل المتاح، مطالبًا المسئولين عن الأمر بضرورة التدخل والعمل على زيادة عدد الموظفين والقضاء على مشكلات الازدحام والطوابير.
فيما يرى المهندس مصطفى أمين، أحد الأهالي، أن أكبر جهات المعاناة بالنسبة لسكان المدينة هى مصلحة الشهر العقاري، ضاربًا المثل بأنه فى حالة الحاجة إلى عمل توكيل أو تسجيل عقد بالشهر العقارى يستلزم ذلك تحمل عناء ومشقة الحضور إلى مقر المصلحة فجرًا والانتظار وسط المئات فى طابور يصل طوله لعشرات الأمتار قبل المواعيد الرسمية لبدء العمل بالمصلحة، ورغم ذلك لا ينجح طالب الخدمة فى الوصول إليها أو التحصل عليها؛ نظرًا لمحاولات الموظفين تعطيل الأوراق، على حد قوله، مضيفًا: «كل حاجة بقت طابور ومحدش حاسس بينا.. الموظفين بيمشوا بدرى وبيزوغوا ومحدش دارى بيهم»، فيما ينتهى الحال بالمواطنين إلى اليأس ومغادرة المكان استعدادًا للحضور فى اليوم التالى لبدء رحلة عذاب جديدة.