السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المسيح يبكي من جديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بكى المسيح يوم جمعة خِتام الصوم على أورشليم وقال «يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا».
واليوم يبكى المسيح على التمييز والعنصرية ضد المسيحيين، وما تعرضوا له من ضرب وإهانة وهدم دور عبادتهم، من قلة سلفية متطرفة، تعكر صفو المصريين بهذه الأفعال الإجرامية، فدائما ما نسمع ونشاهد التعدى المتكرر على كنيسة ما فى قرية من قرى الصعيد، من قبل متشددين وحادثة دمشاو هاشم فى المنيا التى قام المتطرفون من أهل القرية بالتعدى على الكنيسة، وبيوت المسيحيين ومنعوهم من صلاتهم، فذهب المسيحيون إلى صلاة القداس بالشارع، وبالرغم من استياء وضجر المجتمع المصرى بمثقفيه وبسطائه، لما يحدث للمسيحيين من قبل المتطرفين مدعى التدين، إلا أننا لا نجد عقابا للمعتدين على المسيحيين، لأن دائما ما يتدخل ما يسمى بيت العائلة والمجالس العرفية، التى تهدر حق المسيحيين، وتعفو دائما عن الجناة تحت مسمى الصلح بينهم، هل مصر دولة أم قبيلة؟! لكى يتم التعامل مع المتطرفين، ومع هذه الجرائم بالجلسات العرفية؟ التى تنتهى بالصلح ولا يأخذ المجرم جزاءه، بل وتزيد من شوكة وقوة هؤلاء المعتدين، لأنهم يعلمون جيدا أنه لا عقاب لهم على جرمهم، وسينتهى الحال بجلسة صلح، أين الإجراءات التى تؤسس لدولة القانون، وأن يكون القانون فوق الجميع، فتلك الأحداث تشكل خطرًا على الأمن والوحدة الوطنية، ويجب وفورا ضرورة مواجهة مثل هذه الأعمال الإجرامية بسلطة القانون، بعيدا عن اللجوء إلى جلساتٍ عرفيةٍ والإجراءات غير القانونيةٍ، وضرورة وقف الخطاب التحريضى والعنصرى من بعض الشيوخ على الفضائيات، لأن ذلك يزرع الكراهية بين أبناء الشعب، ويدفع للتطرف والعنف، فنحن نتساءل أين القانون من الشيخ سالم عبدالجليل والشيخ عبدالله رشدي؟ أليسا من شيوخ الأزهر؟ ودائمى الظهور على الفضائيات، وقاما بتكفير المسيحيين وسب الديانة المسيحية على الهواء، وفى عدة برامج؟ يقولون المسيحيون كفرة ولكن شركاء فى الوطن، وبذلك يضعون السم فى العسل، لم نجد أى إجراء قانونى اتخذ ضدهما، أو ضد أمثالهما، ممن يزرعون الكراهية بين أبناء الشعب، وغيرهم ممن يفتون بأشياء تدعو للجهل والعنف والعنصرية والتمييز، وللأسف الفضائيات تساعدهم على ذلك دون النظر لما يترتب على ظهورهم وفتاواهم التى تزرع الكراهية وتهدم الوطن، ولكن المهم للقناة نسبة المشاهدة والإعلانات، ونرى حالة الاستقطاب الحادة ضد المسيحيين والمرأة فى البرامج الدينية، فلا توجد قناة تخلو من هذه البرامج التى ينشرون بها الجهل والخرافة والسلبية والتعصب والفتاوى الشاذة، ويا حبذا لو أفتى الشيخ بآراء غريبة أو صادمة، تزيد من نسبة الإعلانات وترتفع شعبية المذيع، هؤلاء تجار الدين، ومن يدعون التقرب إلى الله بهذا التحريض، والقطيع الذى ينساق وراءهم، فلا يتكلمون عمَّن يتحرشون ويسرقون ويقتلون ويغتصبون ويرتشون، ولكن كل هذا لا يهم بالنسبة لهم، المهم والأهم عندهم أن يوهموا البسطاء بأن رضا الله بالتحريض والتعدى على المسيحيين وقهر وتحقير المرأة، وهذا هو الدين عندهم، ليشتهر الشيخ وترتفع اسهمه، وآسفاه على حال المسلمين، من فقر وضعف وتخلف عن الأمم بسبب أنهم تربوا على التواكل والعنصرية والتمييز وتحريم الفكر، وأن من يفكر مصيره السجن فى الدنيا أو النار فى الآخرة، فأصبحت الأمة الإسلامية فى ذيل الأمم، فعند صلاة الجمعة نرى المسلمين يملأون الشوارع، ويغلقون الطرق، وتقف حركة المرور فى معظم الشوارع حتى الانتهاء من الصلاة، ومكبرات الصوت خمس مرات فى اليوم، وفى الفجر والناس نيام، ولم يتذمر أو يعترض أحد من مسيحيى مصر، ولكن عند إنشاء كنيسة صغيرة فى قرية أو حتى الصلاة فى منزل، تقوم الدنيا ولا تقعد لبعض المسلمين، ويعتدون عليهم ويمنعونهم من الصلاة.
ما هذه العنصرية وهذا التمييز، فهذا ليس من الدين، ولا من المساواة والمواطنة، فمصر لكل المصريين، لليهودى والمسيحى والمسلم والبهائى والملحد، الجميع سواء فى المواطنة، وأمام القانون وأمام الحقوق والواحبات، فلا للجلسات العرفية، ما جرى فى دمشاو وغيرها لا يردعه إلا القانون، وهذا نموذج ومثال للطائفية الضاربة فى الجذور، وهمجية، واستقواء على سلطة القانون، قبل أن يكون افتراء على حق مواطنين مصريين فى الصلاة بأمن وأمان.
الاعتداء على المسيحيين وطردهم من منازلهم، ومنعهم من الصلاة، جريمة يجب محاكمة مرتكبيها، هذه مهزلة لا يجب السكوت عليها، وخرق واضح للقوانين والدستور الذى تكفل بحرية العقيدة، وحق المواطن المصرى سواء مسيحى أو مسلم فى ممارسة طقوسه الدينية بكل حرية.
حفظ الله مصر 
حفظ الله الجيش