الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ولدوا من جديد.. في الميلاد لم يوُلد يسوع وحده

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عشرات الشهداء والمصابين سقطوا أثناء صلاتهم فى حضرة الله داخل وخارج الكنائس وعلى أبواب الأديرة، هؤلاء ذهبت أرواحهم مطمئنة لخالقها، فهم شهداء أمام ربهم، ولم يرتكبوا جرمًا فى لحظاتهم الأخيرة على الأرض بل بالعكس كانوا يودعونها بأصوات ملائكية، فرحلوا مطمئنين لكنهم تركوا قلوبًا مكسورة لن يداويها يومًا أى داء وحزينة بوجع الفراق والذى لن تعيده الأيام ثانية. 
مشهد أول: الأب والراعى يترأس صلاة القداس داخل الهيكل منغمسًا بكافة حواسه فى تلك اللحظة الروحانية العالية، مسبحًا بالألحان القبطية التى تحكى على دقات الدف والتراتيل بدخول السيد المسيح لأورشليم، ويستقبله الشعب مرحبين ومهللين بالألحان فى استقبال وموكب يليق بـ«ملك» أورشليم السيد المسيح، كما لقبه الشعب.
مشهد ثانٍ: الابن فى الصفوف الأولى المخصصة للشمامسة مرددًا خلف الأب والراعى التراتيل والتسابيح لاستقبال الملك، ولا شيء يشغل العقل أو يأخذ تركيزه سوى هذه اللحظة التى يتجلى فيها الإنسان أمام الله مسبحًا وشاكرًا لكل عطاياه ومحبته. 
مشهد ثالث: الشعب كله يردد الألحان ويرتل مع أبنائه، ويترك أمنيته وطلبه فى العيد الجديد، آملًا أن يحققها الله له كعيدية عيد. 
مشهد رابع: صوت انفجار قوى يصم الآذان.. دخان كثيف.. تتطاير أشلاء هنا وهناك.. هلع أمهات وذعر أطفال، وإغماءات ودماء لطخت كل أرجاء الكنيسة بما فيها حوائط الهيكل ومعها حركات وسقوط من شدة التدافع نحو أبواب الخروج لمن هم فى الداخل، ومحاولة دخول من هم فى الخارج بحثًا عن أرواحهم التى تركوها بالداخل ومحاولة إنقاذهم مما وقع، كلها حركات دون وعى أو تخطيط وأصحابها جميعًا يتسألون «أمى ماتت أمي؟ ابنى مات؟.. يارب يكون ابنى سليم مش بين اللى ماتوا.. تساؤلات اختلطت بالأمنيات التى لن تتحقق أبدًا! 
مشهد خامس وأخير: الأب والراعى الذى ترأس صلاة القداس مرنمًا ومسبحًا الآن يبكى صارخًا لله ومناجيًا، باحثًا عن فلذة كبده الوحيد.. «بيشوي» سقط بيشوى روحًا بريئة وذهبت لخالقها فى لحظات.. سقط بيشوى الذى لطخ دمائه الطاهر زى والده الأبيض الكهنوتى.. هنا يجرى خارج الشارع باحثًا عن روحه ومستقبله وحياته.. انت فين يا بيشوى.. 
مات بيشوى طالب الطب، الشماس والخدام بالكنيسة، وترك والده الذى لم يصبه العمل الإرهابى بأذى جسدى، لكنه أصابه بجرح روحى لن يداوى. فمن نفس قصة الموت خرجت قصة حياة فالقس الراعى ولد من جديد، وأصبحت حياته اليوم شاهدة على «ميلاد جديد».