الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأنبا موسى يتحدث عن علاقة الصوم والشباب

الأنبا موسى
الأنبا موسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أوضح الأنبا موسى أسقف الشباب، عن علاقة الصوم والشباب، وذلك مع بداية صوم الميلاد المجيد، حيث قال إذا كان الصوم احتياجًا ماسًّا لكل الأعمار، إلا أنه بالنسبة للشباب احتياج فى غاية الأهمية، وذلك لأسباب منطقية: 
1- حاجة الشباب إلى تقوية الإرادة: فالشباب مرحلة القرارات الهامة والمصيرية، مثل قرار: الدراسة - اختيار العمل - اكتشاف شريك الحياة - تغيير المسار فى مجالات كثيرة... الخ. ولذلك يحتاج الشباب إلى تقوية إرادته ليتخذ القرار الصائب فى الوقت السليم! والصوم تدريب ممتاز «لتقوية الإرادة»!
آكل هذا الطعام ولا آكل ذلك، مع أنه شهى! آكل الآن، أم أن هناك فترة انقطاع! أصوم كل الأصوام أم بعضها! أصوم المدة كلها، أم بعضها!
والقرار هنا، بدوافع روحية وكنسية وصحية ومنطقية... قرار هام! والصوم فرصة ممتازة لتقوية الإرادة، ودعم الحياة الروحية والكنسية.
2- حاجة الشباب إلى حياة الطهارة: ومعروف عمليًا أن الأطعمة البروتينية نوعان: اللحوم: وهذه تعطى طاقة غضبية وشهوية أكثر، كما أثبتت بعض الدراسات العلمية الحديثة، والأسماك: وتعطى طاقة غضبية وشهوية أقل، كلاهما بنّاء للأنسجة.. وكنيستنا المسترشدة بالروح القدس رتبت الأصوام على درجتين: واحدة تسمح بالأسماك: كصوم الميلاد والرسل والعذراء، وأخرى تخلو منها: كالصوم الكبير، والأربعاء والجمعة والبرامون.. وهذه حكمة من الكنيسة لحاجة الإنسان إلى البروتين، فاختارت له الأسماك فى أصوام كثيرة. لذلك فالأصوام تساعد فى حياة الطهارة، لأنها تتضمن مع نوع الأكل، وفترة الانقطاع، الانتظام فى القداسات والصلوات والتناول، وهذه أسلحة عامة وهامة لحياة الطهارة، فالنفس الشبعانة (بالمسيح والروحيات) تدوس العسل (عسل الخطية المسموم): «النَّفسُ الشَّبعانَةُ تدوسُ العَسَلَ» (أمثال27: 7).
3- حاجة الشباب إلى الحياة الكنسية: وهذا أمر هام جدًا، إذ يحتاج الإنسان عمومًا، والشباب بصفة خاصة، إلى إشباع بعض الاحتياجات النفسية مثل: الحاجة إلى الأمن، والحب، والانتماء، والنجاح، والخصوصية، والمرجعية... وهذا يأتى من التواجد فى عضوية الجماعة المقدسة، والحياة الكنيسة.. بما فيها من تعليم وأنشطة وممارسات وأسرار مقدسة.. وهذا سند هام للإنسان، إذ يحس إنه:
‌أ-عضو فى الكنيسة، والجسد المقدس، والجماعة المرتبطة بالرب. فهو واحد من المؤمنين المجاهدين على الأرض، تطلُّعًا إلى السماء.
‌ب- له عشرة وشركة واقتداء وتشفّع بالقديسين فى الفردوس... فهم سحابة شهود محيطة بنا ترقب جهادنا، وتصلى لأجلنا «لذلكَ نَحنُ أيضًا إذ لنا سحابَةٌ مِنَ الشُّهودِ مِقدارُ هذِهِ مُحيطَةٌ بنا» (عبرانيين12: 1).
‌ج- المسيح هو رأس هذا الجسد، والشاب كعضو فى الكنيسة، هو متصل به، يشبع ويخلص ويحيا به إلى الأبد. والأصوام الجماعية هامة لهذا الهدف، نصوم معًا صوم: الميلاد ويونان، والكبير، والرسل، والعذراء.. فنحس بوحدة جسد الكنيسة، ونحيا تذكارات هذه المناسبات.. إذ يذخر كل صوم منها بالمعانى والقراءات والقدوة والتسابيح والقداسات.
وبممارسة هذه الحياة الكنسية: الإرادة... تتقوى! والطهارة... تزداد! وعضوية الجسد المقدس... تتدعم!
لهذا نصوم... وبهذا ننتصر على أعدائنا: الجسد، وعثرات العالم، والشيطان؛ فنهتف جميعنا: «يَعظُمُ انتِصارُنا بالّذى أحَبَّنا» (رومية 8: 37).