الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

السعودية وروسيا.. أهم الداعمين لـ"الجيش والشرطة".. و"الإخوان" يسعون للهدم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توصلت رسالة دكتوراه نوقشت مؤخرا بكلية الإعلام جامعة القاهرة إلى أن المؤسستين العسكرية والأمنية فى مصر برزتا بصورة إيجابية فى أغلب المعالجات الصحفية إبان الفترة من 2011 إلى 2014.


وأكدت الرسالة التى حصلت بها الباحثة ميادة محمد صادق على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، وجاءت بعنوان «أُطر المعالجة الصحفية لشئون المؤسستيْن العسكرية والأمنية المصريتيْن: دراسة تحليلية على عينة من الصحف العربية والأجنبية فى الفترة من 2011 إلى 2014»، على اختلاف بعض الصحف فى معالجاتها للأحداث واختارت أربع صحف محلا للدراسة وهى صحف «عكاظ السعودية» و«الوطن القطرية» والصحف الأجنبية «نيويورك تايمز الأمريكية» و«موسكو تايمز الروسية». 
استهدفت الدراسة التعرف على المعالجة الخبرية التى قدمتها هذه الصحف لشئون المؤسستين العسكرية والأمنية المصريتيْن خلال المرحلتين الانتقاليتين اللتيْن أعقبتا ثورتيْ ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، حيث تمكنت الدراسة من إجراء مقارنات على عدة مستويات، منها مقارنة أدوار المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية، ومقارنة معالجة الصحف العربية عكاظ السعودية والوطن القطرية من جهة، ومقارنة الصحف الأجنبية نيويورك تايمز الأمريكية وموسكو تايمز الروسية من جهة أخرى، فضلًا عن مقارنة نتائج الصحف العربية والأجنبية من جهة رابعة.

المادة الخبرية ومضمونها
قامت الباحثة بتحليل (١٠٣١) مادة خبرية تخص شئون المؤسستيْن العسكرية والأمنية خلال المرحلتيْن الانتقاليتيْن مقسمة إلى (٥١٨) مادة خبرية تخص قضايا المرحلة الانتقالية الأولى و(٥١٣) مادة خبرية تخص قضايا المرحلة الانتقالية الثانية.
واحتلت صحيفة «الوطن» القطرية المركز الأول لدى صحف الدراسة من حيث عدد المواد الخبرية التى عالجت من خلالها شئون المؤسستين العسكرية والأمنية بإجمالى تكرارات بلغت (٥٤٥) مادة خبرية، بواقع (٢٨٩) مادة خلال المرحلة الانتقالية الأولى و(٢٥٦) مادة خلال المرحلة الانتقالية الثانية، أى ما يزيد عن نصف المادة الخبرية التي تم تحليلها، وجاءت فى المركز الثانى جريدة «عكاظ» السعودية بإجمالى (٣٥٩) مادة خبرية مقسمة إلى (١٥٦) مادة خلال المرحلة الانتقالية الأولى و(٢٠٣) خلال المرحلة الانتقالية الثانية، أما جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية فجاءت بالمركز الثالث بإجمالى (١١٠) مادة خبرية (٦٤) للانتقالية الأولى و(٤٦) للثانية، وجاء بالمرتبة الأخيرة جريدة «موسكو تايمز» الروسية بإجمالى (١٧) مادة خبرية مقسمة إلى (٩) للفترة الانتقالية الأولى و(٨) للثانية.
وحسبما تذكر الدراسة أنه من الواضح زيادة حجم المواد الخبرية لدى جريدة «عكاظ» خلال المرحلة الانتقالية الثانية، نظرًا لدعم السعودية لثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وإجراءات خارطة المستقبل، حيث اهتمت بالنشر عن استحقاقات المرحلة الانتقالية، بينما قلت لدى كل من «الوطن» القطرية و«نيويورك تايمز» الأمريكية المعالجة الخبرية خلال المرحلة الانتقالية الثانية نتيجة معارضتهما لثورة ٣٠ يونيو وتبنيهما إطار (التعتيم الإعلامي) على تغطية إنجازات ثورة ٣٠.
كما أشارت الدراسة إلى مصادر التغطية الخبرية وبينت الدراسة عدم وجود اختلاف فى طبيعة اعتماد صحف الدراسة على كلٍ من المحرر أو وكالات الأنباء على مدار المرحلتين الانتقاليتين، فاتفقت «عكاظ» و«نيويورك تايمز» على استمرار اعتمادهما فى التغطية الخبرية على المحرر الصحفى الميدانى الذى يراسل من موقع الأحداث طوال الفترتيْن الانتقاليتيْن.
أما عن اتجاه مضمون النص الخبرى فذكرت الدراسة أن معالجة كل من شئون المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية لم تكن على وتيرة واحدة طوال فترة التحليل، إذ شهدت صعودًا وهبوطًا بين التركيز على أدوار المؤسسة العسكرية تارةً والأمنية تارةً وكليهما تارةً أخرى؛ حيث أوضحت الدراسة اتفاق كلٍ من «عكاظ» و«الوطن» و«نيويورك تايمز» على تقديم معالجة شئون المؤسسة العسكرية المصرية داخل الخطاب الخبرى الخاص بالمرحلة الانتقالية الأولى عقب ثورة ٢٥ يناير، وذلك بسبب الدور الحيوى الذى قام به المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى إدارة شئون البلاد عقب تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، حيث أصدر عدة بيانات توضح الكيفية التى سيدير من خلالها المرحلة الانتقالية بداية من إجرائه استفتاء على تعديل عدد محدود من مواد الدستور ليتسنى إجراء انتخابات برلمانية ومن ثم رئاسية تنتقل على إثرها السلطة إلى رئيسٍ منتخب.
وعلى النقيض من ذلك، اختلفت صحف الدراسة فى اتجاه مضمون النص الخبرى لديها خلال معالجات المرحلة الانتقالية الثانية، حيث صعدت المؤسسة الأمنية على العسكرية فى خطاب جريدة «عكاظ» التى أعطت تغطية واسعة لأدوار الشرطة المصرية فى تأمين وحماية المتظاهرين أثناء ثورة ٣٠ يونيو، والتظاهرات التى تلتها لتأييد قرارات الجيش فى ٣ يوليو، فضلًا عن تأمين مظاهرات التأييد الخاصة بمنح الجيش والشرطة تفويضًا لمكافحة العنف والإرهاب.
بالإضافة إلى ذلك ظهرت أدوار الشرطة فى فض اعتصامات الإخوان فى رابعة العدوية والنهضة، وتأمين الاستفتاء على الدستور، وكذلك الانتخابات الرئاسية، أما جريدة «الوطن» فقد صعد لديها الاهتمام بمعالجة شئون المؤسستين معًا نظرًا لاهتمامها بأدوار المؤسسة العسكرية جنبًا إلى جنب مع المؤسسة الأمنية وهى الرؤية ذاتها التى جعلت المؤسسة العسكرية تكون الأكثر حضورًا والأعلى تكرارًا لدى «نيويورك تايمز»؛ أما «موسكو تايمز» فقد تساوى لديها ظهور المؤسسة العسكرية والمؤسستين معًا. 


السياسة الخارجية
وتناولت الدراسة أثر السياسة الخارجية لدول صحف الدراسة مؤكدة وجود تأثير للسياسة الخارجية لدول صحف الدراسة نحو مصر على طبيعة المصادر الصحفية التى تم الاعتماد عليها فى التغطية الخبرية لشئون المؤسستيْن العسكرية والأمنية خلال المرحلتيْن الانتقاليتيْن عقب ثورتيْ ٢٥ يناير و٣٠ يونيو؛ حيث تبين اعتماد صحيفة «عكاظ» السعودية على المصادر الصحفية الرسمية خلال المرحلتيْن الانتقاليتيْن، وهو ما يعكس اتجاه السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية التى تؤيد الأنظمة السياسية القائمة وتدعم نظم الحكم فيها، حيث إنها على الرغم من ترددها فى تأييد ثورة ٢٥ يناير فى أول أيامها بسبب علاقتها القوية مع نظام مبارك طوال ثلاثين عامًا، عادت إلى تأييد الثورة والترحيب بقيادة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية، كما أنها أيدت بشدة وبوضوح سقوط الإخوان أثناء ثورة ٣٠ يونيو، وأيدت بيان ٣ يوليو وعزل مرسى وخطوات خارطة المستقبل للمرحلة الانتقالية الثانية، الأمر الذى جعلها تعتمد على المصادر الرسمية سواء البشرية أو غير البشرية خلال المرحلتيْن الانتقاليتيْن.
وقد اتفقت جريدة «موسكو تايمز» الروسية مع «عكاظ» من حيث اعتمادها على المصادر الرسمية انعكاسًا لسياسة موسكو الخارجية نحو الأوضاع فى مصر، والتى تشابهت مع سياسة السعودية، لأن روسيا لم تكن ترحب بسقوط مبارك نظرًا لعلاقات صداقة تجمعها به، وكانت تتعامل بحذر مع ثورات الربيع العربي، إلا أنها تعاملت مع المجلس العسكرى المصرى ورحبت بإدارته لعملية الانتقال الديمقراطي، غير أن صعود التيار الإسلامى للحكم فى مصر أدى إلى فتور العلاقات بين البلدين نظرًا لكون جماعة «الإخوان» «محظورة» بموجب القانون الروسي، لذا رحبت موسكو بقرار الجيش بعزل مرسى.
وبخلاف ما سبق، اتفقت صحيفتا «الوطن» القطرية و«نيويورك تايمز» الأمريكية على الاعتماد على المصادر غير الرسمية خاصة الناشطين السياسيين وبالأخص جماعة «الإخوان»، وهو ما يعد انعكاسًا لسياسة دولها الخارجية، حيث رحبت بشدة بصعود تيار الإسلام السياسى وخاصة جماعة «الإخوان»، التى كانت تحتضن أعضاءها الفارين منذ خمسينيات وستينيات القرن الماضى على خلفية صراع مع نظام عبدالناصر، لذا كانت تخصص الصحيفة مساحاتٍ كبيرة لأعضاء الجماعة كمصادر فى تقاريرها الخبرية خلال المرحلة الانتقالية الأولى والثانية، وتجدر الإشارة إلى رجوع «الوطن» للمصادر الرسمية أحيانًا وبما لا يخالف سياستها الخارجية التى دعمت المجلس العسكرى طوال الفترة الانتقالية الأولى، كما أنها نقلت وهاجمت فى الوقت ذاته خطابات وزير الدفاع بالفترة الانتقالية الثانية.
واتفقت «نيويورك تايمز مع «الوطن» فى تقديم الاعتماد على المصادر غير الرسمية على مستوى المرحلتين الانتقاليتين.

الأطر الخبرية
أثرت السياسة الخارجية لدول صحف الدراسة على الأطر الخبرية التى تم تفعيلها فى الخطاب الخبرى المتعلق بشئون المؤسستين العسكرية والأمنية خلال المرحلتيْن الانتقاليتين الأولى والثانية، خاصةً لدى معالجات الصحف العربية «عكاظ» السعودية و«الوطن» القطرية، بينما الصحف الأجنبية، فكانت «نيويورك تايمز» تنتقد دومًا السياسة الخارجية الأمريكية نحو مصر، فى حين لم تعكس «موسكو تايمز» الروسية اتجاهات سياسة روسيا الخارجية نحو مصر نظرًا لقلة عدد المواد الخبرية التى عالجت من خلالها الشأن المصري، فانصب اهتمامها بمصالحها الخاصة بوضع مواطنيها داخل مصر. 
وقد أوضحت الدراسة أن الأطر متشابهة الدلالات هى الأكثر تفعيلًا والأعلى تكرارًا لدى كل من «عكاظ» و«الوطن» و«نيويورك تايمز» خلال معالجات المرحلة الانتقالية الأولى، والأطر مختلفة الدلالات كانت هى الأعلى تكرارًا لديها خلال معالجات المرحلة الانتقالية الثانية، ويرجع ذلك إلى تأثير السياسة الخارجية لدول هذه الصحف التى تشابهت جميعها فى تأييد ثورة ٢٥ يناير وتأييد المجلس الأعلى للقوات لمسلحة لإدارة شئون البلاد، لذا تشابهت دلالات عدد كبير من الأطر خلال المرحلة الانتقالية الأولى، أما السياسة الخارجية لدول هذه الصحف فقد اختلفت تجاه ثورة ٣٠ يونيو، مما جعل الأطر مختلفة الدلالات هى الأكثر تفعيلًا والأعلى تكرارًا خلال المرحلة الانتقالية الثانية، 

انتخابات الرئاسة 
ذكرت الدراسة أنه أثناء انعقاد الانتخابات الرئاسية فى مايو ويونيو ٢٠١٢، فعلت «عكاظ» إطار (الحياد) تجاه مرشحى الرئاسة، وهو ما يمثل انعكاسًا لحياد المملكة ذاتها الذى أكد عليه سفير المملكة العربية السعودية بمصر أثناء زياراته لعددٍ من المرشحين، كما أكدت الصحيفة السعودية على (نزاهة العملية الانتخابية) كما الحال فى الانتخابات البرلمانية، أما «الوطن» و«نيويورك تايمز» فقد فعلت إطار (الانقلاب الدستوري) نظرًا لصدور الإعلان الدستورى المكمل وقرار المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان الذى حصد فيه التيار الإسلامى على ما يفوق ٧٠٪ من المقاعد، وتكرر تفعيل «نيويورك تايمز» إطار (فوز الإسلاميين) عقب فوز المرشح الإخوانى محمد مرسى رئيسًا لمصر مؤكدةً أن رئيس مصر الجديد لا ينتمى للمؤسسة العسكرية.
وعقب نجاح ثورة ٣٠ يونيو وصدور بيان ٣ يوليو بعزل محمد مرسى وتبنى عدة خطوات لمرحلة انتقالية يتولى أمور البلاد فيها الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، رئيس المحكمة الدستورية العُليا، رحبت السعودية بسقوط «الإخوان» وأيدت كل خطوات القوات المسلحة وقدمت التهنئة للرئيس الجديد، وأيدت «عكاظ» اتجاه السياسة الخارجية للمملكة مفعلةً عدة أطر، أبرزها إطار (التبرير) لأية إجراءات قام بها الجيش من أجل عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي، ولأى مرات استخدمت فيها قوات الجيش والشرطة القوة مؤكدةً أنها كانت رد فعل لإصرار أنصار مرسى على (الاشتباك)، ورصدت ردود الفعل الدولية التى تثنى على دور القوات المسلحة فى حماية البلاد. على الجانب الآخر، اتخذت السياسة الخارجية القطرية والأمريكية موقفًا رافضًا تجاه ثورة ٣٠ يونيو وتبنت «الوطن» القطرية اتجاه السياسة الخارجية لدولتها مفعلةً إطار (عودة مرسي) إلى منصبه وإلغاء خطوات وإجراءات خارطة المستقبل كلها التى وضعها الجيش، أما «نيويورك تايمز» فانتقدت السياسة الخارجية لأوباما واتجهت «موسكو تايمز» إلى تبنى السياسة الخارجية الروسية التى رحبت بسقوط «الإخوان»، وأيدت قرارات الجيش مشددةً على أنها استجابة لمسيرات وثورة شعبية ضخمة فى القاهرة والمحافظات. 
وعن تفعيل إطار (الاشتباكات والعنف) طوال المرحلتيْن الانتقاليتيْن، أشارت الدراسة إلى اختلاف الدلالات بشدة أثناء معالجات المرحلة الانتقالية الثانية بفعل تأثير السياسة الخارجية على المعالجة الصحفية، حيث اتجهت «عكاظ» السعودية إلى تقديم العنف الواقع من قبل جماعة «الإخوان» ضد قوات الجيش والشرطة، بينما قدمته «الوطن» القطرية من قبل قوات الجيش والشرطة وضد أنصار مرسى من جماعة «الإخوان»، وعرضت «نيويورك تايمز» للعنف الواقع من الجانبيْن ووجود ضحايا ومصابين لدى كل فريق، أما «موسكو تايمز» فأكدت أن العنف والاضطرابات لن تؤثر على (العلاقات الثنائية) بين البلدين فقد تبنت السياسة التحريرية لصحف الدراسة اتجاه السياسة الخارجية الرسمية لدولها أثناء معالجة فض قوات الأمن لاعتصامات «الإخوان» فى ميدانيْ رابعة والنهضة، حيث لقى هذا الأمر ترحيبًا من قبل المملكة العربية السعودية وأعلن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقتذاك تأييده لخطوت الجيش فى مكافحة العنف والإرهاب، وهو ما جعل «عكاظ» تتبنى إطار (التبرير) لإجراءات الجيش والشرطة للفض مؤكدة أن السلطات المصرية استنفذت الحلول السلمية كلها، وأيدت «الوطن» اتجاه الخارجية القطرية من خلال تفعيل أطر «الإدانة»، وكذلك «نيويورك تايمز» بينما استمر اهتمام «موسكو تايمز» بضرورة «حماية السياح» عقب أحداث الفض.

استحقاقات 
أكدت الدراسة أن استحقاقات المرحلة الانتقالية الثانية أيدتها المملكة العربية السعودية، وعرضتها عكاظ من خلال استخدام إطار (الحشد) لأجل التصويت على الدستور و(المشاركة) التى تعنى تأييد المرحلة الانتقالية برمتها، وهو ما يخالف اتجاه «الوطن» و«نيويورك تايمز»، حيث فعلتا إطار التعتيم الإعلامى على إنجازات المرحلة الانتقالية واستحقاقات خارطة المستقبل، من خلال الدعوة إلى (مقاطعة) التصويت على الاستفتاء بالاعتماد على مصادر إخوانية.
وتعد الانتخابات الرئاسية آخر استحقاقات المرحلة الانتقالية الثانية التى أيدتها «عكاظ» مؤكدةً على (نزاهة) الانتخابات ونجاح قوات الجيش والشرطة فى (تأمينها)، و(فشل) دعوات المقاطعة من قبل جماعة «الإخوان»، وعلى النقيض قدمت «الوطن» دعوات المقاطعة وشككت فى نزاهة الانتخابات ووصفت الإجراءات الأمنية المتبعة بالمشددة، اتفقت فى ذلك مع «نيويورك تايمز» التى أشارت إلى أن ضعف الإقبال على التصويت ومده ليوم ثالث أثار الشكوك فى ديمقراطية الانتخابات.
السمات المنسوبة لأدوار المؤسستين العسكرية والأمنية
بعد رصد تأثيرات السياسة الخارجية على السياسة التحريرية لصحف الدراسة فى اختيار المصادر الصحفية وتفعيل الأطر الخبرية المصاحبة للمعالجة الصحفية لشئون المؤسستيْن العسكرية والأمنية، فقد اتفق كلٌ من صحيفتيْ «عكاظ» و«موسكو تايمز» على منح المؤسسة العسكرية المصرية سماتٍ إيجابية بدرجة تفوق السمات السلبية طوال المرحلة الانتقالية الأولى نظرًا لدعم كلٍ من السعودية وروسيا للجيش المصرى فى إدارة شئون البلاد، واتفقتا كذلك على منح المؤسسة الأمنية سماتٍ سلبية بدرجة تفوق السمات الإيجابية نظرًا لانسحاب الشرطة عقب ثورة ٢٥ يناير وأحداث الاشتباكات والانفلات الأمنى التى أعقبت الثورة، بينما اختلفت صحيفتا «عكاظ» و«موسكو تايمز» فى المرحلة الانتقالية الثانية، حيث تساوى لدى الأخيرة السمات الإيجابية والسلبية لكل من المؤسستيْن العسكرية والأمنية، وهو ما يختلف عن «عكاظ» التى تفوقت لديها السمات الإيجابية لأدوار كلٍ من مؤسستيْ الجيش والشرطة، الأمر الذى يعكس سياستها الخارجية المؤيدة للثورة المصرية فى ٣٠ يونيو.
كما اتفقت صحيفتا «الوطن» القطرية و«نيويورك تايمز» الأمريكية فى تفوق السمات السلبية على السمات الإيجابية تجاه كلٍ من المؤسستيْن العسكرية والأمنية طوال المرحلتيْن الانتقاليتيْن الأولى والثانية، بما يعكس السياسة الخارجية لقطر والولايات المتحدة التى تتجه لإبراز سلبيات الحياة السياسية المصرية فى إطار من التجاهل والتعتيم الإعلامى على إنجازات واستحقاقات المراحل الانتقالية، ولمناصرة تيار الإسلام السياسى الذى ترتبط الدولتان بمصالح مشتركة معه. نالت الباحثة ميادة محمد صادق درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى، عن رسالتها بعنوان «أُطر المعالجة الصحفية لشئون المؤسستيْن العسكرية والأمنية المصريتيْن: دراسة تحليلية على عينة من الصحف العربية والأجنبية فى الفترة من ٢٠١١ إلى ٢٠١٤. ونوقشت الرسالة مؤخرا بكلية الإعلام جامعة القاهرة وأشرف على الرسالة د. نجوى كامل عبد الرحيم أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وناقشها د. شريف درويش اللبان أستاذ الصحافة وتكنولوجيا الاتصال ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة واللواء أركان حرب د. سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة الأسبق، وقد منحت لجنة المناقشة والحُكم الباحثة على هذه الرسالة المهمة درجة الدكتوراه فى الإعلام من قسم الصحافة بتقدير مرتبة الشرف الأولى مع التوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى.