السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف ليوم الإثنين 3 ديسمبر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استحوذت الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا وما شهده الشارع الفرنسي من أعمال عنف على مقالات كتاب الصحف الصادرة اليوم الإثنين.
ففي عموده (هوامش حرة) بجريدة (الأهرام) وتحت عنوان (مدينة النور تحترق)، قال فاروق جويدة "إن عاصمة النور تحترق، وألسنة النيران ترتفع في أشهر وأعرق شوارع باريس الجميلة، مدينة الجن والملائكة كما أطلق عليها أحد عشاقها الكبار عميد الأدب العربي طه حسين".
وأضاف "خرج منذ أسبوعين بعض شبابها يرتدون السترات السفراء وأطلقوا على أنفسهم هذا الاسم وبدأت احتجاجاتهم بأرقام بسيطة حتى وصلت يوم السبت الماضي إلى 75 ألفا يطوفون أشهر شوارعها الشانزليزيه ويحطمون قواعد قوس النصر أشهر معالم المدينة العتيقة".
ورأى جويدة أن أخطر ما شهدته العاصمة الفرنسية هو درجة العنف التى اتسمت بها أعمال التخريب والحرائق ونهب المحال الكبرى، لافتا إلى أن الخوف الآن أن تنتقل أعمال العنف إلى مناطق أخرى فى باريس وباقى المدن الفرنسية، بل إن الخوف الأكبر أن تنتقل إلى دول الجوار مثل بلجيكا وألمانيا ودول أخرى تعانى أزمات اقتصادية مشابهة، مثل اليونان وإسبانيا وإيطاليا وبقية دول الاتحاد الأوروبى، والتي هى أشد فقرا.
واختتم عموده بالقول "إن الشىء المؤكد أن الاقتصاد العالمي يمر بمحنة عصيبة، وأن هناك أزمات خانقة تنتظر دولا كثيرة في العام القادم، وفي مقدمتها الديون ونفقات الحروب التى اشتعلت سنوات وتركت خلفها ملايين المهاجرين والهاربين من أوطانهم.. أعباء فرضتها سياسات خاطئة، ومعارك خلفت وراءها ملايين الضحايا.. والآن جاء وقت الحساب".
أما الكاتب محمد بركات ففي عموده (بدون تردد) بجريدة (الأخبار) وتحت عنوان (فرنسا.. وموجة العنف)، قال "إن العالم يترقب ويتابع باندهاش كبير ما يجري في باريس وبقية المدن الفرنسية، من أحداث عنف لم تكن متوقعة من الكثيرين، خاصة هؤلاء الذين تصوروا أن مظاهر العنف والشغب الاجتماعي، قاصرة على الشعوب النامية ودول العالم الثالث فقط، أما الدول المتقدمة فهي معصومة منها".
وأضاف أن ما شهدته وتشهده فرنسا حاليا وطوال الثلاثة أسابيع الماضية في يوم السبت من كل أسبوع، يتشابه في كثير من مجرياته وأحداثه مع أحداث أخرى اجتاحت منطقتنا منذ سنوات وأدت إلى ما لا تحمد عقباه.. وهو ما يدفع للتساؤل حول ما إذا كنا أمام خريف أوروبي محمل بالعنف والحرق والتخريب، على ذات النسق الذي كان عليه الربيع العربي.
أما الكاتب ناجي قمحة ففي عموده (غدا.. أفضل) وتحت عنوان (هل تحترق باريس؟!)، قال "إن الطرف الثالث ظهر في المظاهرات الاحتجاجية لأصحاب "السترات الصفراء"، التي كلفت الدولة الفرنسية خسائر تقدر بعشرات الملايين من الدولارات نتيجة أعمال الشغب من تدمير وحرق، وسقط فيها حسب التقديرات الرسمية 133 جريحا بينهم بعض رجال الشرطة، كما تم اعتقال 412 شخصا ممن شاركوا في هذه الاحتجاجات". 
وأضاف "تأكد وجود الطرف الثالث عبر إعلان جماعة "السترات الصفراء" وأحزاب المعارضة، وبالطبع الحكومة، رفضهم لتدمير وحرق الممتلكات العامة والخاصة، والاعتداء على رموز الدولة الوطنية مثل قوس النصر وقبر الجندي المجهول، وكذلك المعالم الشهيرة لشارع الشانزليزيه، أجمل شوارع العالم، مما يتناقض مع المطالب المشروعة للمحتجين".
وأوضح أن مطالب المحتجين تتلخص في إلغاء الزيادة الحكومية في ضريبة الوقود، وتحسين الأحوال المعيشية للفقراء والطبقة المتوسطة، مشيرا إلى أنها مطالب لا ترفضها الحكومة، ولكنها تعطي الأولوية للإجراءات التي تقوي الاقتصاد الفرنسي وتجعله قادرا على تلبية هذه المطالب. 
وتساءل قمحة، في ختام عموده، "هل ينتظر أصحاب السترات الصفراء بعض الوقت، ويملكون من الوعي قدرا كافيا ريثما يقف الاقتصاد على قدميه، أم تتراجع الحكومة أمام ضغط الشارع وتلغي الضريبة".. أم يستمر الاحتقان الداخلي طويلا بلا حل تاركا للطرف الثالث الذي لم يكشف النقاب عنه حتى الآن فرصة كبرى لإشعال الحرائق في الظلام وتدمير باريس "عاصمة النور"؟!.