السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الناقد أحمد خميس الحكيم: مهرجان المهن التمثيلية لا يستهدف الجمهور العادي.. العروض الضعيفة تخصم من رصيد الحركة المسرحية.. والإعلام يتجاهل الحدث

الناقد المسرحي أحمد
الناقد المسرحي أحمد خميس الحكيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على هامش مهرجان نقابة المهن التمثيلية فى دورته الثالثة على مسرح النهار، والمقرر أن يختتم فعالياته اليوم الأحد 2 ديسمبر، حيث حفل الختام وتوزيع الجوائز، التقت "البوابة نيوز" بالناقد المسرحي أحمد خميس الحكيم، منسق ومدير ندوات العروض التسعة التي شاركت في المهرجان، والذي عمل بالبيت الفني للمسرح، والهيئة العامة لقصور الثقافة لفترة طويلة، وذلك ليتحدث عن عروض التجربة الأولى، وقدرة الإنتاج، وفرص العروض المشاركة في الظهور والنجاح، والمشاكل التي تواجه الجمهور.
وأكد الحكيم أن النقابة أعطت فرصة طيبة للمخرجين الجدد، وأن محدودية الإنتاج كان عاملا في اختبار المشاركين، وأن الندوات 81 النقدية التي أعقبت العروض كانت ناجحة بشكل كبير.. وإلى نص الحوار:

* إلى أي مدى حقق المهرجان رؤيته في مساعدة أصحاب التجربة الأولى؟
- بداية أشكر نقابة المهن التمثيلية علي نهجها بإعطاء الفرصة للمخرجين الجدد كي يقدموا رؤاهم وأفكارهم الابداعية، ففي مراحل اختبار الأدوات والمعايير يتشوق كل مخرج أن تتبنى جهة ما تجربته، حتى يطرح نفسه في سوق العمل، وحينما تأتي الفرصة من النقابة فهذا يعني أنهم يفكرون بجدية في مساعدة الطاقات الشابة، ويعطونهم دفعة قوية نحو المستقبل، خاصة وهناك اتفاق مبرم مع البيت الفني للمسرح لإعادة إنتاج أفضل عرض، وقد حدث أن تبنت فرقة الغد عرض "عمرو حسان" والذي جاء باسم "الحادثة" كبداية لتفعيل هذا البروتوكول، وحقق العرض نجاحا جماهيريا ونقديا طيبا للغاية.


* كيف ترى حضور الجمهور وهل كان مرضيا؟ وهل هذا هو الجمهور الحقيقي للمسرح؟ 
- من المعروف بداهة أن هذا المهرجان لا يستهدف بالمرة الجمهور العادي فلم يتم الإعلام المناسب لحضور جمهور، ومن ثم فمعظم حضور المهرجان إما من جمهور متخصص من الطلبة والخريجين أو من مجموعة المهتمين بالشأن المسرحي أو من أقارب العاملين بالعروض المسرحية المقدمة، وفي حال حضور جمهور عادي فهذا أمر مرحب به تماما لتكتمل جوانب الفعالية وتأخذ أهميتها، وأرجو في المستقبل أن تهتم اللجنة المنظمة للمهرجان بذلك الموضوع لضرورته.

* وما ردك على مقولة أن "المسرح المصري بلا جمهور"؟
- هذه مقولة كاذبة تماما، ولا تعبر بأي حال من الأحوال عن الحضور الجماهيري في العروض ويمكنك أن تسأل شباك التذاكر الخاص بعروض البيت الفني للمسرح كي تقف بنفسك علي النتائج، أو حاول أن تحضر فعالية مسرحية كعروض مسرح الشارع، أو عروض الفرق المستقلة، كي تكتشف مدى حرص الناس علي حضور عروض مسرحية، وكذلك الأمر في عروض الثقافة الجماهيرية بشرائحها المختلفة أو حتى عروض فرق الجامعة في منافساتها السنوية.
لقد أشرت من قبل إلى مشكلتين نتعرض لهم في ذلك الموضوع، الاولي طرحت فيها أن العروض الضعيفة تخصم من رصيد كل المشتغلين بالحركة المسرحية فالمتلقي الذي يحضر عرضا سيئ التكوين من الصعب استرداده مرة أخرى، إلا لو كان مهتما بالفنون، ويدرك تماما أن هناك فروقا  كبيرة بين مبدع وآخر، ثانيا، طرحت فكرة أن معظم عروضنا غير معتنى بها بالقدر الكافي، وهي مسألة خطيرة للغاية فهناك أناس في جهات الإنتاج المختلفة يقدمون عروضا بلا أي اشتباك حقيقي مع قضايا المجتمع الآن، وكأن ما يقدم لن يعتني به أحد أو حتى يلاحظه، عن نفسي أحضر بعض العروض كعضو لجان ندوات، أو تحكيم وأصطدم بتلك العروض وأدرك مدى فداحتها.

* هل وقف الإنتاج عائقا أمام بعض التجارب المشاركة؟ أو ما التسهيلات التي قدمها المهرجان لمثل هؤلاء المشاركين؟
- نقابة المهن التمثيلية عندها قانون إنتاج لهذه الفعالية، ولا تحيد عنه، ومن ثم من يرى أن الإنتاج غير مناسب فليذهب ويبحث عن إنتاج آخر، وأهمية سقف الانتاج هنا تعود في رأيي لكونها اختبار إمكانيات، وهي نفس الآلية المتبعة في الثقافة الجماهيرية مشروع "نوادي المسرح" الذي يعطي لكل فريق عمل حوالي 1500 جنية فقط، في مهرجان النقابة فهمت أن سقف الإنتاج يساوي 5000 جنيه لكل عرض وهو رقم صغير، لكنه ضروري لقياس الكفاءة والحرص على التحدي، ولا تنسي في هذا السياق الدعم اللوجستي الذي يقدم للعروض.

* إلى أي مدى نجح الإعلام في تغطية المهرجان وإبرازه؟
– في رأيي لم يهتم الإعلام بالمرة بهؤلاء الشباب، رغم وجود منصات إعلامية متنوعة تهتم بفن المسرح وتحرص على نشر أخبار مهتمة بـ"أبو الفنون" وهي مسألة تعود في أحد جوانبها للمسئولين عن المهرجان، إذ كان يرجي عمل قائمة بالمنصات الإعلامية ومخاطبتها رسميا بحيث تغطي تلك الفعالية الهامة، فقط لاحظت وجود بعض الإعلاميين بالصدفة وكأن لا شيء هناك، حتى الأخبار التي تنشر في بعض المنصات الإعلامية كانت شحيحة للغاية، ولا تعبر عن كمية المجهود المبذول من قبل رئيس المهرجان دكتور "أشرف زكي" أو مديره "سامح بسيوني" أو مدير مسرح النهار المهندس "وائل عبدالله"، كنت أرجو أن يكون لكل جريدة أو صفحة مسرح أسبوعية أو كل موقع إلكتروني يهتم بالشأن المسرحي موفدين ليتابعوا الفعالية المهمة ويقدمونها لقرائهم.

* كيف ترى تنوع المواضيع والقضايا داخل العروض المشاركة؟ 
– منطقي جدا أن نري بالمهرجان تنوع في التقديم بين عروض مأخوذة عن مسرحيات عالمية، وأخرى محلية، أو حتى عروض معدة بشكل أو بآخر عن نصوص أدبية، كما توجد في هذا المهرجان بعض العروض التي تحمل شارة المؤلف المخرج، وهو تنوع صحي، وفي صالح الفعالية، فليست هناك شروط تحرم أي من المشاركين في تقديم ما يراه مناسبا، وهناك لجنة متابعة فنية مسئولة عن اختيار العروض المشاركة في المهرجان، الأمر الذي أراه صحيا للغاية حتى تقل فرص المشاركات المتهافتة.
* هل الندوات النقدية مفيدة للعروض فعلا؟ وهل لمست تلك الفائدة مسبقا؟ 
- أرى أنها مهمة للغاية لفرق العمل، فالمتابعة القوية التي تعقب العروض تطرح وجهات نظر مختلفة حول العروض سواء بالإيجاب أو السلب، وظني أن كل مشارك في العروض يحتاج أن يفهم مدى تأثير العرض على المتلقي وكيف كان رد فعله. 
تسألني هل كانت الندوات مفيدة للمهرجان أو لا، ورأيي أن هذا السؤال يمكن توجيهه للمشاركين، أو للجمهور كي يحكم بنفسه، ويقول لك ما عوامل الجودة والسلب، لكن من فضلك لاحظ، أن معظم الندوات قد استمرت لفترة طويلة لقوة ما تم فيها من طرح لوجهات النظر المختلفة، كما أن هناك في كل يوم فرص لجمهور العرض كي يدلي برأيه. 

* يشارك في ندوات العروض وجوه نقدية لأول مرة.. ما رأيك في التجربة؟
- هذه الندوات أعطت فرص للنقاد الجدد كي يتواجدوا علي الساحة من خلال احتكاك فوري مع العرض المسرحي، وهي مسألة عظيمة الشأن إذ أن هناك فارق بين أن تكتب رأيك من منزلك فتأخذ وقتك الكافي التعبير، وبين أن يطلب منك أن تدلي برأيك فور انتهاء العرض المسرحي، هذه المهارة اكتسبناها بعد سنين من العمل، واليوم نحاول أن نعطي فرص للأجيال الجديدة، كي يمروا من نفس الطريق الشاق ويكتسبوا خبرات، هم في أمس الحاجة لها.
أشكر النقاد الجدد الذين استجابوا فورا وقبل بداية المهرجان بساعات قليلة وتحملوا معي أنا والصديقة العزيزة منى أبو سديرة المسئولية شكرا جزيلا لكل من "منار خالد – رانا أبو العلا – علياء البرنس – أماني الشناوي – محمد علام – سارة أشرف – رامز عماد – سمر هادي" فقد كانوا على قدر المسئولية وبالطبع كان هناك تفاوت في المستوى وهي مسألة متوقعة لتفاوت الثقافة والعلم والخبرة.